قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " ، وقال تعالى : " لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ". يجـب أن نفرق في تصرفات أبنائنا بيـن الذنب العظيم الذي يحاسب عليه الله عز وجل ، والخطأ في العرف والعادات والتقاليد، أو التصـرف عـن طريق السهو أو النسيان أو اللبس ، أو صغائر وتفاهات الأمور التي لا تؤثر على حياته وتكوين شخصيته من قريـب أو بعيد . ولكن يجب أن نربي أنفسنا على التفكير الناقد أولا ، والتحكم في انفعالاتنا ثانيًا، ثم محاسبة أبنائنا هادفين إلى تعديل سلوكياتهم، أو غرس قيمة جديدة في نفوسهم، وليس النقد لمجرد النقد والتعقيد وإظهار العيوب والمسـاوئ والتأنيب والعقاب . فهذا يحتاج منا إلى وقفة صادقة مع النفس ، و السؤال هو : لماذا أعاقب ابني ؟ لو كنت مكانه ماذا يجب علي أن نفعل ؟ ماذا لو عاقبني أحد هكذا ؟ وما رد فعلي وقتها ؟.ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فقـد كان يربي النشء أمثـال عبدالله بن عباس و الحسن والحسين وغيرهم بالترغيـب والتعريض ، وليس بالتبغيـض. فأحيانًا تحتاج النبتة الصغيرة سنوات طويلة ؛ لكي تنمو وتصبح شجرة كبيرة تثمر أطيب الثمر وتستهلك منا جهدًا ومالا وصبرًا و … فما بالنا نصبر على النبتة ولا نصبر على أبنائنا ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي أمر تعليم الصلاة : " علموهـم لسبـع " ، ثلاث سنوات ( 1095 ) يومًا ، ( 26280 ) ساعة ، و … دقيقة، ونحن لا نصبر على أبنائنا، ولا نمنحهم فرصة لدقائق معدودة ، و نصدر الأوامر لتنفيذها في لمح البصر ، ثم نستنكر
وأيضا المعلمين والمعلمات … فهذه الفئة من أحباب الله أمانة بين أيدينا فلينظر كل منا كيف يحافظ عليها
وعلى مايزرع فيها من قيم …