o0 عذرا يا أبتي 0o 2024.

رسالة حملها الأبناء على جناح ” الواقع ” المرير ، وبلسان حال الألم الموجع ، رسالة حملتها الكلمات تطرق الأبواب وتٌسمع الجميع، دعونا نغوص في أعماق تلك الرسالة وهي رسائل من الواقع أرسلها الأبناء فهل تطرق مسامع الآباء

والدي العزيز .. هل تسمح لحرفي هنا أن يكتب
ولكلماتي أن تسمع
ولواقعي أن يتحدث
ولشكواي أن تطرق
والدي هل تسمح لي بهذه الكلمات المرسلة خلف قضبان الواقع ؟ أرجوك أسمح لي ولو لمرة أن نتحاور ونتناقش

والدي أعلم أني ثمرة هذه الحياة ، وزينتها وبهجتها ونحن الأبناء من قال فينا رب العزة والجلال : ” الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (46) سورة الكهف وأيضا من حذركم من العداوة في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (14) سورة التغابن.
وخصكم الله تعالى بالوصية علينا وفق لقوله تعالى : { يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ } 11) سورة النساء ..

وكما قال حطان بن المعلي :

وإنما أولادنا بيننا ** أكبادنا تمشي على الأرض

نحن الأحلام ، والأمل المنتظر ، والغد الباسم

لذا مهلا يا أبتي دعنا هنا نتحاسب وعلى واقع الأمر نتجاذب :

~ بيت بلا أب

أين أنت يا أبتي ؟
البيت يفقدك ، القلوب تنتظرك
أبتي كيف هو حالك ، وكيف هو واقعك
أبتي كيف هو العيش بدون أسرة
أبتي ننتظر ذلك اليوم الذي يحمل عودتك
يحمل شعاع حضورك
أبتي اليوم نعيش على ذكراك وعلى أمل لقياك
أبتي …
بيتك يناديك
ابنك يناجيك
أبتي أعمالك .. حساباتك .. شركاتك .. سفراتك .. أصدقائك
لن تنفعك
أبتي أبنائك في حاجة إليك ولو للحظة
أبتي نعيش اليوم بواقع اليتم

ليس اليتيم من انتهى أبواه من ** هم الحياة وخلفاه ذليلاً
إن اليتيم هو الذي تلقى له ** أما تخلت أو أباً مشغولاً

فمتى تعود يا أبتي ؟

~ كلمة تقول دعني

والدي الحبيب فضلنا الله على كثير من المخلوقات ، فأوجد لنا لسان ينطق ” أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ” سورة البلد آية 9

أبتي ما لي أرى لسانك ينطق فيسب هذا ويشتم هذا ،
لسانك ينطق فيقذف ذلك بوصف لا يليق ،
لما لا يا أبتي ؟
تذكر أن اللسان هو ترجمان القلب، ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه )) وروى الإمام أحمد والترمذي عن بلال بن الحارث رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه )) .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (وما من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان )

والدي تنصح ذات مرة وتنهى ذات مرة ، عن السب والشتم وأرى لسانك اليوم يحمل السباب لأخواننا المسلمين فلما هذا التناقض العجيب ؟
ولما أقوالك تخالف أعمالك ؟

أبتي لما اليوم ينطق لسانك بالدعاء على أحد أبنائك هل تعلم بأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال : ((ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم)).

فيقول: ((لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم “

فلما ربما أغضبتك ذات يوم
ربما عصيت لك أمر
وربما أخطأت في حقك ورفضت لك طلبا لكن هل تلك الأعمال تستحق أن تلحقها بدعوة على أبنائك ..
فهل سخرت الدعوة لأبنائك بالصلاح والهداية والأستقامة خير من الدعاء عليهم

~ توفير كامل

مال وفير ، سيارة فارهة ،، صداقات ممتدة ، سفر لأنحاء العالم ، طلبات تًلبى ، استجابة دائمة لكل ما يطلب
لكن أبتي مع كل هذا لا أجد السعادة ؟ ولا أشم رائحة الأنس ..
أبتي !!!
لا أحد ينكر فضلك في توفير المال والمسكن المريح والسيارة الحديثة وجميع ما يطلب ،
أبتي أني اليوم أنتظر أبا
يحدثني عن البدايات
ويكشف لي أسرار الحياة
أبتي أنتظر أبا
يفشي لي أسراره
ويحملني المسؤولية
أبتي أنتظر أبا
يسمع شكواي ، ينظر لهمومي
أبتي
أنتظرك ذات يوم تحمل لي كتاب إسلامي أو قصص صحابتنا الأفاضل ، هؤلاء الذين رسموا معالم الطريق الصحيح فكانوا للإسلام نبراسا ،،
أبتي انتظرك ذات يوم تهدي لي شريطا إسلاميا
أبتي انتظرك ذات يوما تقول لي
كم تحفظ من القرآن الكريم ؟
ومن السنة المطهرة ؟
أبتي الدنيا زائلة والآخرة باقية تذكر بأنك مسئول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ” .

أبتي هل تصلك رسالتي وتطرق أبواب قلبك ،، أم أن شكواي ستبقى حائرة في صدري

ان شاء الله يعجبكم الموضوع
تحياتي لكم
سمارة دبي وافتخر >> سمووووره <<

وان شااااء الله يكوووون في ميزااااان حسنااااتج …