جدل شعبي وتربوي حول انطلاق العام الدراسي المقبل
دبي
دينا جوني:توارت شائعات انتشرت عبر الرسائل النصية الشهر الماضي بخصوص تأجيل بدء دوام العام الدراسي المقبل 2024-2010 إلى ما بعد عيد الفطر السعيد، إثر نفي وزير التربية والتعليم نفياً قاطعاً هذه الأقاويل، موضحاً في بيان رسمي أن الوزارة عاكفة على وضع أجندة كاملة لتطوير العمل وإعداد تقويم دراسي للسنوات الثلاث المقبلة سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق. بيد أن التساؤلات عادت اليوم إلى الواجهة حول إمكانية بدء العام الدراسي في منتصف شهر رمضان المبارك، أو إرجائه إلى ما بعد عطلة العيد، إثر السؤال الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على حسابه الجديد في موقع «فايس بوك»، مستطلعاً آراء الجمهور في موضوع التأجيل أو التثبيت. وبذلك عاد الجدل مجدداً إلى أحاديث الأفراد في الميدان والوزارة وداخل جدران المنازل، وكل طرف يبرر موقفه من التأجيل أو التثبيت بحسب ما يتفق مع مصلحته وقناعاته. ويقف الطلبة وأولياء أمورهم من ناحية، ومديرو المدارس والأساتذة من ناحية أخرى كطرفين لنزاع المصالح الدائر على الساحة المدرسية والتربوية. فـ»الشارع» في الدولة من المواطنين والوافدين لا يملك في محاججته كمؤيد لقرار التأجيل سوى منطق الخمول، في محاولة «عبثية» لتكريسه أحد الطقوس المرتبطة بشهر رمضان. في المقابل، يقف عدد من الأساتذة وأولياء الأمور على الضفة الأخرى من هذا النقاش، مسلحين بعدد من الأسباب التي تدعّم رفضهم لقرار التأجيل جملة وتفصيلاً. ويتذرع فهد وأخوه اللذان يدرسان في إحدى المدارس الحكومية في دبي بالواجبات الدينية سبباً رئيساً لرؤيتهم لضرورة تأجيل موعد بدء العام الدراسي. فشهر رمضان بما يتطلبه من صوم وعبادة يتناقض كلياً بالنسبة إليهما مع فروض الدراسة ومتطلباتها. أما أكرم الذي ينتقل في العام الدراسي المقبل إلى الصف الثاني عشر فيرى أن خطته لبدء سنة دراسية جدية ومثمرة تليق بالسنة الدراسية الحساسة التي سيخوضها، تتطلب بدء العام الدراسي بعد عيد الفطر. فإضافة إلى التعب «الطبيعي» الناتج عن صوم شهر رمضان وانخفاض نسبة الطاقة الجسدية والإنتاج الذهني خلال ساعات «الجوع» الطويلة، فإن مسلسلات شهر رمضان التي تستمر حتى ساعات الصباح الأولى والتي يحرص على متابعتها سنوياً، تعتبر بالنسبة إليه سبباً يمكن من أجلها تأجيل الدراسة لكي يصبح الوقت متاحاً بالكامل لطقوس شهر رمضان الدينية والترفيهية، والتي لا تحتاج إلى مجهود عقلي وتركيز كالدراسة، بحسب ما يقول أكرم. على الجانب الآخر، يقف عدد من الأساتذة سداً منيعاً رافضاً للمنطق الذي تقف وراءه الرغبة في تأجيل بدء العام الدراسي. فقد أبدى مديرو مدارس حكومية في دبي استغرابهم من الحجج التي يسوقها مؤيدو إرجاء بدء العام الدراسي، مشددين على أن المعايير الأكاديمية وحدها ما من شأنه البتّ في تأجيل أو تثبيت بدء العام الدراسي المقبل، بغض النظر عن مسايرة رغبات الأهالي والطلبة. كما استهجن بعض المديرين الذرائع بارتفاع حرارة الطقس التي تصعب من مهمة الصوم والدراسة معاً، معتبرين أن ارتفاع درجة الحرارة أمر طبيعي في الإمارات. كما فند هؤلاء المديرون فكرة بدأ مخالفوهم بترويجها، وهي أن بدء الدوام الدراسي ثم تعطيله في عيد الفطر السعيد ثم العودة إلى الدراسة من شأنه أن يربك الميدان التربوي، معتبرين أن الميدان في حال لم يكن قادراً على ضبط تلاميذه وتنظيمهم في المواعيد المحددة كما هو حاصل في أي بلد في العالم، فإن المشكلة تتعدى فكرة خمول الطلبة وتكاسلهم خلال شهر رمضان.
عيل كيف يقولون محمد بن راشد خلاص قرر انه الدوام بعد رمضان