“الخليج” التقت عدداً من أولياء الأمور وربات البيوت في عدد من مراكز التسوق خلال شراء متطلبات العام الدراسي، حيث أكدوا ارتفاع الأسعار مقارنة مع العام الماضي، وبنسبة تراوح ما بين 30 إلى 50% لبعض المستلزمات المدرسية .
تقول لانا محمد أم لطفلين في إحدى المدارس الخاصة: تتضاعف الأعباء على كاهل الأسر خلال هذه الفترة، إضافة إلى القسط المدرسي الذي يتجاوز 27 ألف درهم للطفل الواحد الذي يبلغ من العمر 6 سنوات، وبالطبع سيزيد الآن بعد زيادة الرسوم في 60 مدرسة خاصة في أبوظبي، وما يحمله موسم العودة إلى المدارس من نفقات جديدة تتجاوز 2000 درهم للطفل الواحد لشراء الكتب وزي مدرسي موحد، يتجاوز سعره 700 درهم، بينما يباع في السوق بسعر 70 درهماً والفرق أنه يحمل شعار المدرسة فقط .
نار الأسعار
وتقول إلهام محمد ياسين معلمة للغة الإنجليزية في إحدى المدارس الخاصة، أصبح موسم العودة إلى المدرسة كابوساً يلاحق أولياء الأمور، بسبب الطلبات التعجيزية باهظة الثمن التي تكاد تكون غير متوافرة في الأسواق، وأنا كمعلمة أحرص على عدم المغالاة في متطلبات اللوازم المدرسية ودفع الطلاب إلى شراء القرطاسية بصورة مبالغ فيها من أقلام ودفاتر وأوراق من نوع خاص وملفات وغيرها، محاولة طلب الأدوات اللازمة التي تساعد الطالب على تحقيق استيعاب أفضل للمادة العلمية، وتسهم في تسهيل وصول المعلومة له .
التنازل مرفوض
وأشارت مهيرة عبدالله طالبة في الصف العاشر قائلة: لم يعد الأمر مجرد سد الاحتياجات المدرسية اللازمة من حقائب وأقلام وكراسات وغيرها، بل أصبح من اللازم أن تحمل عوامل الترف والتظاهر بين الطلاب، خاصة الإناث منهم، حيث أصبحت الحقيبة المدرسية المخصصة لحمل الكتب والكراسات من أشهر الماركات العالمية التي تتجاوز أثمانها 1500 درهم، ناهيك عن الأقلام الفاخرة، وأجهزة الكمبيوتر المحمول، والآلات الحاسبة وغيرها، ليصبح أمر العودة إلى المدارس أكثر تعقيداً، وتزيد من الأعباء المادية على عاتق الأهالي وأولياء الأمور، لدرجة لا تسمح لهم بالتقاط أنفاسهم، من جراء الضغوط المادية التي لحقت بهم خلال الأشهر القليلة الماضية .
وتقول مريم عبدالله: لقد بدأت بالاستعداد للعودة إلى المدرسة وشراء ملابس العيد في وقت واحد، وها أنا قد انتهيت من شراء الزي المدرسي وملابس الرياضة والحذاء الخاص بذلك، إضافة إلى الحقيبة والأقلام والدفاتر وغيرها، ولكني لا أعلم هل سأكتفي بهذه المشتريات، أم ستطلب منا المعلمة أنواعاً خاصة من الدفاتر والأقلام والمغلفات، فالأمر يختلف من معلمة إلى أخرى، وسيتكبد أبي خسائر مادية أخرى، إضافة إلى المبالغ الكبيرة التي أنفقها خلال الأيام القلائل الماضية .
الزيادة بنسبة 50%
يقول علي شاكر أب لخمسة أبناء في مراحل دراسية مختلفة: أصبح أمر العودة إلى المدارس صراعاً يلاحقني من كل جانب، فقد تعذر علي بداية العثور على مدرسة مناسبة لابني عبدالله في الصف الثاني عشر منذ نهاية العام الدراسي السابق، بحجة اكتمال العدد، وانتهاء الموعد المحدد للتسجيل، فضلاً عن التناقض في أسعار الرسوم المدرسية، وأسعار الكتب والزي المدرسي الموحد، ومصاريف المواصلات بين مدرسة وأخرى التي تقرر زيادتها الآن، ولم أكد أنتهي من دوامة العثور على مدرسة مناسبة، حتى دخلت في دوامة المشتريات والقرطاسية واللوازم المدرسية التي سببت لي الكثير من المتاعب، فكل ابن من أبنائي له متطلبات مختلفة عن الآخر، فمتطلبات المرحلة الابتدائية مختلفة عن متطلبات المرحلة الإعدادية والثانوية، ولم يبق محل مخصص لبيع الأدوات المدرسية لم أزره في الآونة الأخيرة، إضافة إلى الارتفاع الملحوظ بالأسعار مقارنة بالعام الماضي، فقد تجاوزت نسبة الارتفاع في الأسعار من 30% إلى 50% على السلع والأدوات المدرسية كافة .
تقول هند محمد: تتزايد الأعباء والمسؤوليات يوماً بعد يوم، وتشهد الأسعار ارتفاعاً متلاحقاً على السلع والخدمات الضرورية وغير الضرورية، ناهيك عن الرواتب المتدنية التي لا تكاد تكفي لسد الضروريات، وتدفعك إلى تجاهل الكماليات التي تكاد تكون مهمة للتخفيف من الضغوط النفسية التي نعانيها، ومع تضارب ارتفاع الأسعار، وتراكم الفواتير، وكثرة الالتزامات، أرهقت الميزانية من كثرة هذه الضغوط، وأصبحنا نبحث عن السلع الأقل سعراً، ونغمض أعيننا عن جودتها، لمواجهة العجز المادي الذي نعانيه منذ فترة طويلة، ولكن ما نواجهه الآن هو سوء استغلال التجار للوضع الحالي للمستهلكين .
غلاء مبرر
ويبرر أحمد رسول، أحد أصحاب المحال التجارية المخصصة لبيع الأدوات المدرسية والقرطاسية، سبب ارتفاع الأسعار إلى أن موسم العودة إلى المداس يأتي مرة واحدة في السنة لفترة لا تتجاوز 30 يوماً، ثم يشهد السوق ركوداً طوال أيام العام، حيث يكاد لا يدخلها سوى عدد قليل من المشترين، لشراء نوع معين من الأقلام لا يتجاوز سعره ال 6 دراهم، إذ لا يتجاوز الدخل اليومي لمبيعات الأدوات المدرسية خلال الأيام العادية من العام ال 200 درهم، ويعد هذا الموسم فرصتنا الوحيدة لتعويض الخسائر التي تلحق بالمتجر خلال بقية أيام العام من دفع الإيجارات للملاك، وتسديد الفواتير ورواتب عمال وغيرها من أعباء مادية .
تعليقي
امر متكرر كل عام ونفس الموال ، الذي يجب ان يحصل ان يعد رب الاسرة ميزانية لشهر رمضان و العيد المبارك و العودة البهيجة للمدارس من قبل بداية الصيف حتى لا تكرر مثل هذه الامور ، لانه المسؤوليـن عن مراقبة الاسعار في سبات عميق منذ فترة كبيرة .