مواضيع تهمنا . وتحتاج للنقاش!! 2024.

من الجميل أن الانسان يلبس ويأكل ويستخدم افضل الأشياء ولكن ليس من الجميل أن نعاني منذ فتره طويلة ويعاني المجتمع الخليجي من مرض التفاخر بكل الاشياء، ابتداء من اللباس حتى السيارة والمسكن .

كنا في السابق نقول الناس ما زالت لا تعي ما تفعل ولكنني الآن أجد حتى المتعلمين والمثقفين صاروا مثل سابقيهم ، وللظاهرة اعراض سلبية كثيرة، منها إدخال اصحاب المظاهر الى جحيم الديون ،وإهمال الجوانب الاسرية وخاصة الجوهرية .

كما أن الكثيرين من هؤلاء ذوو وجاهة شكلية ولكنهم فقراء في الجوانب الثقافية والعلمية . من ثم يشكلون عبئاً على الحكومة من خلال الديون التي حملوها على عاتقهم وعاتق عوائلهم .

ولكن ما السبب وراء حب التفاخر ؟

أعتقد أن الأسباب تتعلق بمعتقدات يؤمن بها الشخص متأثرا بالبيئة الخارجية له، فتعلق في ذهنه ويترجمها الى افعال يعتقد من خلالها أنه يحصل على احترام الآخرين .

فيعتقد البعض أن مكانته إذا استخدم سيارة ”تويوتا” سوف تختلف عما إذا كان يركب سيارة ”جي تي بنتلي” مع أن الشخص لم يتغير به شيء،وهناك اشياء كثيرة من هذا القبيل ولكنني اخترت هذا المثال لأني اصبت بصدمة عندما سمعت عن قيمة ديون المواطنين الخاصة بالسيارات فقط في البنوك .

فهل أصبح احترام الآخرين يقتصر على الذين يمتلكون الاشياء الفارهة والغالية الثمينة؟

إننا ننحني تقديرا وإجلالا لأجدادنا الذين تحملوا شظف العيش ،وقاموا برسالتهم تجاهنا وتجاه الوطن ، وللأسف فإن الكثيرين من أبناء اليوم لا يعلمون كيف كان يعيش اجدادهم. إن النعمة التي نعيشها تستحق الشكر ليديمها الله علينا؟

أليس أولى أن ننفق هذا المال على الفقراء والمساكين بدلا من هذه ”الفشخرة” والتباهي .

إن الوسطية دائما هي الحل الأنسب فكل ينفق حسب استطاعته وبشكل يرضي الله وثم لا يؤثر سلبا على عائلته فقد قال سيدنا علي بن أبي طالب مقولته المشهور ” خيركم من عرف قدر نفسه ” .

لابد من أن نقوم بحملة للتوعية بخطورة هذه الظاهر وتأثيرها السلبي على مجتمعنا، ونطالب أجهزة الإعلام والمساجد والمدارس وحتى مجالسنا الخاصة أن تتبنى هذه الحملة.