تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » نبذة عن الصحابة

نبذة عن الصحابة 2024.

  • بواسطة
الصحابة
حبر الأمة
عبد الله بن عباس
إنه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-، ابن عم النبي (، ولد -رضي الله عنه- قبل الهجرة بثلاث سنين، وبايع رسول الله ( وهو صغير لم يبلغ الحلم، وهاجر إلى المدينة مع أبويه قبل فتح مكة.
وكان ابن عباس -رضي الله عنه- محبًا للعلم منذ صغره، يقبل عليه، ويهتم به حفظًا وفهمًا ودراسة، وما إن اشتد عوده حتى أصبح أعلم الناس بتفسير القرآن وأحكام السنة المطهرة، يأتي إليه الناس من كل مكان يتعلمون منه أحكام الدين على يديه. دعا له رسول الله ( قائلاً: (اللهم فقهه في الدين) [البخاري]، وكان يسمى بـترجمان القرآن.
ولقِّب بالحَبْر لكثرة علمه بكتاب الله وسنة رسوله (، ويروى أنه كان معتكفًا في مسجد الرسول (، فأتاه رجل على وجهه علامات الحزن والأسى، فسأله عن سبب حزنه؛ فقال له: يا ابن عم رسول الله، لفلان علي حق ولاء، وحرمة صاحب هذا القبر (أي قبر الرسول () ما أقدر عليه؛ فقال له: أفلا أكلمه فيك؟ فقال الرجل: إن أحببت؛ فقام ابن عباس، فلبس نعله، ثم خرج من المسجد، فقال له الرجل: أنسيت ما كنت فيه؟‍! (أي أنك معتكف ولا يصح لك الخروج من المسجد).
فرد عليه قائلاً: لا، ولكن سمعت صاحب هذا القبر ( والعهد به قريب -فدمعت عيناه- وهو يقول: (من مشى في حاجة أخيه، وبلغ فيها كان خيرًا له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يومًا ابتغاء وجه الله تعالى، جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق أبعد مما بين الخافقين (المشرق والمغرب))
[الطبراني والبيهقي والحاكم].
وكان يحب إخوانه المسلمين، ويسعى في قضاء حوائجهم، وكان يقول: لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرًا أو جمعة أو ما شاء الله أحب إلي من حجة بعد حجة، ولهدية أهديها إلى أخ لي في الله أحب إلي من دينار أنفقه في سبيل الله. وكان عمر -رضي الله عنه- يحب عبد الله بن عباس ويقربه من مجلسه ويستشيره في جميع أموره، ويأخذ برأيه رغم صغر سنه، فعاب ناس من المهاجرين ذلك على عمر، فقال لهم عمر: أما أني سأريكم اليوم منه ما تعرفون فضله، فسألهم عمر عن تفسير سورة {إذا جاء نصر الله والفتح}، فقال بعضهم: أمر الله نبيَّه إذا رأى الناس يدخلون في دين الله أفواجًا أن يحمده ويستغفره، فقال عمر: يا ابن عباس، تكلم. فقال عبدالله: أعلم الله رسوله ( متى يموت، أي: فهي علامة موتك فاستعد، فسبح بحمد ربك واستغفره. [البخاري وأحمد والترمذي والطبراني وأبو نعيم].
وكان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- يقول عن ابن عباس: ما رأيت أحدًا أحضر فهمًا، ولا ألب لبًّا (عقلاً)، ولا أكثر علمًا، ولا أوسع حلمًا من ابن عباس، لقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات فيقول: قد جاءت معضلة، ثم لا يجاوز قوله وإن حوله لأهل بدر. [ابن سعد]. وكانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- تقول: أعلم مَن بقي بالحجِّ ابن عباس.
وكان ابن عباس يقيم الليل، ويقرأ القرآن، ويكثر من البكاء من خشية الله، وكان متواضعًا يعرف لأصحاب النبي ( قدرهم، ويعظمهم ويحترمهم، فذات يوم أراد زيد بن ثابت -رضي الله عنه- أن يركب ناقته فأسرع ابن عباس إليه لينيخ له الناقة، فقال له زيد: تنيخ لي الناقة يا ابن عم رسول الله؟! فرد عليه ابن عباس قائلاً: هكذا أمرنا أن نأخذ بركاب كبرائنا.
وكان ابن عباس كريمًا جوادًا، وذات مرة نزل أبو أيوب الأنصاري البصرة حينما كان ابن عباس أميرًا عليها، فأخذه ابن عباس إلى داره وقال له: لأصنعن بك كما صنعت مع رسول الله (، فاستضافه ابن عباس خير ضيافة. وحضر ابن عباس معركة صفين، وكان في جيش الإمام عليَّ، وأقبل ابن عباس على العلم والعبادة حتى أتاه الموت سنة (67 هـ)، حينما خرج من المدينة قاصدًا الطائف، وكان عمره آنذاك (70) سنة، وصلى عليه الإمام محمد بن الحنفية، ودفنه بالطائف وهو يقول: اليوم مات رَبَّاني هذه الأمة.
وكان ابن عباس -رضي الله عنه- من أكثر الصحابة رواية عن النبي ( فبلغ مسنده (1660) حديثًا، كما كان من أكثر الصحابة فقهًا، وله اجتهادات فقهية تميزه عن غيره من الصحابة.

محمد المر
نبذة عن حياته:
ولد محمد المر عام 1955 في مدينة دبي . بدأ تحصيله الدراسي منذ مرحلة مبكرة من حياته . ثم أصابته ” حرفة الأدب في وقت مبكر تمثلت في ولعه بإنتاجيات الحرف المكتوب وبعد ذلك بدأت بكتابة الخربشات البدائية في مواضيع التعبير و الإنشاء وفي مقالات و مساهمات الصحافة المدرسية .
وبعد عودته إلى الإمارات من الولايات المتحدة الأمريكية حيث انهي دراسته الجامعية في جامعة ” سيرا كيوس” بدأ يساهم في صحافة الإمارات علي شكل مقالات و قصص قصيرة . فقد تأثر في كتابته للقصة بتراث السرد العربي الشعبي المتمثل في ملاحم الأميرة ذات الهمة و سيف بن ذي اليزن و تغريبة بني هلال وعنترة بن شداد و ألف ليلة و ليلة و غيرها و عمل رئيسا لندوة الثقافة و العلوم في دبي .
اعتبر محمد المر الكتابات الأولى سواء كانت قصصية أم صحافية تقع في مجال المغامرة فإذا سمع الكاتب في بداية مشواره كلمة تشجيع رقص فرحا وإذا قرأ كلمات نقد ابتأس منها و خيمت عليه الكآبة وبعد النشر في الصحافة تأتي خطوة النشر في كتاب وهذه الخطوة لها وساوسها أيضا و لكن مرت تلك الخطوات بسلام .فقد نشرت له الأقاصيص المبكرة في جريدة ” البيان ” و جريدة ” الخليج” وفي باقي المطبوعات الإماراتية و العربية . و ظهرت أول مجموعة قصصية له عن دار البيان للمطبوعات و النشر وكانت بعنوان ” حب من نوع آخر”.وقد صمم غلاف المجموعة إلى أن بلغ عددها 13 مجموعة كان آخرها بعنوان ” فيضان القلب ” .
كما ترجمت له مجموعتان من قصصه القصيرة إلى اللغة الإنجليزية الأولى بعنوان ” ا أقاصيص من دبي “و الثانية بعنوان ” غمزة الموناليزا “.كما كتب لعدة سنوات مقالاته الصحافية في أعمدة في الصحف و المجلات . مثال جريدة ” البيان ” ، ” حديث الاثنين ” ، ” الخليج “، ” أوراق الأحد” ، مجلة ” الأسرة العصرية “.
محمد المر كاتب أدب رحلات من طراز رفيع حيث يعتبر الشاب العربي الأبرز الذي تطرق إلى هذا النوع من الأدب ، فهو يذهب دائما بعقل صاف تماما إلى محاورة أمكنة رحلاته و زياراته يقرأ المكان الجديد من داخله يتأمله ، يلتق نبضه و يرصد الحياة بعين مجهزة بالمعرفة و شهوة الاكتشاف.
يتميز محمد المر بصدق مضمره فهو منذ طفولته وهو يتردد علي أقدم المكتبات في دبي ويتعرف علي ألف ليلة و ليلة و كليلة ودمنة و عنترة العبسي و المتنبي ثم أخذ يقترب شيئا فشيئا من الشعر النبطي ويتعشق لغته المحلية كما أنه يجيد اللغة الإنجليزية في العمق كما أنه كان يقرأ للكتاب الأجانب ومن أمثلة ذلك تشارلز ديكنز و اربست همنغواي و غيرهم فقد كان لأبيه الأثر الكبير لتردده علي تلك المكتبات الشخصية في الإمارات وتحتوي في غالبيتها علي أمهات الكتب و المراجع الأدبية و التاريخية العربية كما أنه يقرأ الكتب الأجنبية غير معتمدا علي ترجمتها فمحمد المر نموذج لا يقل عن أولئك الكتاب الأجانب المشهورين المشهورين حيث قرأ كتب تراث و استوعبها حفظ مروياتها و اطلع علي العلوم الحديثة و أحاط بمعظمها فكون مخزونا معرفيا أفاد منه في كتاباته فهو يجمع بين معارف الأقدمين و المحدثين فساعدته قراءاته المتعددة منذ نعومة أظافره التي لازمته لتكون جزءا من حياته اليومية يمارسها كما يمارسها الآخرون . وهذا يعتبر مؤشرا كبيرا علي ثقافته الرحبة الواسعة من ادعاء ولا مبالغة حيث يتضح ذلك من خلال حواراته بأنه يكثر من الإستشهادات الأدبية الغربية.
أسلوبه لكتابة القصة:
فكل إجازة أو رحلة لمحمد لا تذهب سدى فكأن السفر بالنسبة له مكتبه مشرعة علي البعيد فهو يقوم بتقريب ثقافة الأخر من ثقافتنا العربية، فنجده دائما منشغل بحشد مادته القصصية التي اعتمد في أسلوبها على :
الروائية في أرشيف ذاكرته لكنه لا يتخذ منه سندا رئيسيا فهو يقص و يروي رحلاته و مشاهداته بلغة الأديب الصحافي البارع في التفريق بين المادة الصحافية و المادة الإبداعية.
وعند إنجازه لقصة قصيرة يكون حريصا علي عدم خروجه من حدود الإمارات و بالذات من حدود دبي ، فموضوعه شبه جاهز دائما لغته جاهزة ، بمعنى إنها لغة حاضرة في وعيه الإبداعي فإن جملته سهلة بسيطة مقروءة تستحوذ علي قارئها أنه يكتب من داخلك .. من داخل حياتك .. و حياته.
ويتناول البيت لا أسوار البيت كما أنه يتناول حركة وجدان الإنسان و أقامته في يومه ويقيس نبض الحزن و الفرح و الخسارة و البهجة و الألم لدى الإنسان.
والملاحظ استخدامه الشكل القصصي المقالي في أعماله الأولى و الشكل القصصي المغلق في أعماله الوسطي .
ويتميز المر بأنه يرسم أغلب شخصياته القصصية من الخارج كما أنها تتوزع بين الأنماط الفقيرة و المتوسطة في مستواها المادي و كلا من النمطين له همومه و تطلعاته كما أن شخصياته يشبهها أحيانا بالإنسان الآلي الذي لا يتحرك إلا في مسارات مبرمجة سلفا .
و محمد المر واقعي وتميز بجوهره الواقعي الصادق فهو دائما يدافع عن لغته و أسلوبه بثقة عالية حيث يقول في معرض حديثه عن أجواء إحدى مجموعاته القصصية : ” عبارة عن حكايات تتناول مجتمع الإمارات ، تعاملهم مع التغيرات حكايات عن كرههم و فزعهم وعقدهم و حكايات عن الذاكرة الجماعية وحكايات عن ناس بوسطاء في الحقيقة تتكلم عن رهبة الموت وعن مرور الأيام وعن مفارقات العيش في مدن الغوص و البترول و الرمال فهو شديد الاهتمام و التركيز على تصوير المكان و الزمان الإماراتي .
ولا يتجه محمد المر في كتابته لقصصه إلى المبالغات و المغامرات اللغوية المصحوبة بالتغريب بل يكتب بصدق و تلقائية ، فأسلوبه يقوم علي بنية حكائية مطروحة بوضوح شديد في بيئته وفي مجال قلمه القصصي .
ومقدرته على القص الواقعي حتى يمكننا القول إن قصصه الطويلة هي روايات قصيرة لما تتضمنه من شروط روائية فنية من حيث حركة الشخوص بزمن النص ورصد الأمكنة و معالجة الحدث و حبكة الصراع.
يميل المر في أسلوبه أيضا إلى الكلاسيكية الراقية البعيدة عن التسطيح و الارتجال حيث تلاحظ في مجموعاته القصصية إنها غنية بالوقائع و المعلومات وحصيلة ذلك فقد ترجمت له مختارات من قصصه وقدمت للغرب .
كما أن الملاحظ أن محمد المر حذا على نهج الكتاب الأوروبيين بمحليته الإبداعية فهو ابن محليته و ابن مكانه وبيئته ومن خلال هذه ” البنوة ” اصبح محمد المر من المعروفين من الكتاب العرب للشرق و الغرب.
وهو يمتلك الكثير من أدوات الجدل و يستوعب تماما عناصر القص الحديث متخذا من هذا الاستيعاب شمولية ثقافية جديرة بالاحترام .
ومحمد المر نجده في قصصه :
1. يتمتع بتدفق لغته و انسيابها و موهبته وأصالته الإبداعية .
2. حياً في غزارته الأخاذة سهلا في تفاعله مع فنه.
3. قصصه يوجد بها وضوح شديد للجيل الشاب ذي العلاقات الاجتماعية الجديدة و اهتمام خاص بالجانب النسوي من هذا الجيل وما يعتمل في دخيلته من أسئلة الحب و الزواج و العلاقات العامة .
4. يهتم في معظم قصصه بنماذجه البشرية وتوضيح حالاتها من ضيق ومرض . مثال ” الواجب- منولوغ – نظرة إلى البحر – هذيان الديسك “.
5. يتميز عالمه القصصي بأنه عالم يملك صاحبه رؤيا فنية إيجابية متماسكة ذات مضمون انتقادي إصلاحي .
6. تصوير الواقع تصويرا فوتوغرافيا حيا دون أن يقع في مجانية السرد المباشر .
7. يبتعد عن التجريد و يبتعد عن التدخل الواعي في مسار الأحداث .
8. يرسم الملامح الجغرافية و البشرية لمدينة دبي.
9. اعتمد علي أسلوب التكرار في بعض قصصه فهو لا يعني تكرار الكلمات و الجمل فحسب و إنما تكرار المواقف . مثال قصة ” القرار الخطير ” .
وأيضاً فمحمد المر يسرد قصصه بأسلوب ساخر ينسجم مع الرؤية الأخلاقية العربية إلى الساقطة واستخدامه أسلوب التعظيم و التحقير في بعض قصصه .
مؤلفاته:
أصدر أولى مجموعاته القصصية “حب من نوع آخر” عام1982.
وصدرت أعماله القصصية الكاملة في ثلاثة مجلدات عن دار العودة في بيروت عام 1992.
وبعدها صدرت الطبعة الأولي من مجموعته القصصية ” سحابة صيف” عن مطابع البيان التجارية في دبي ثم صدرت الطبعة الأولي من مجموعته الأخيرة ” فيضان قلب” عن المطابع نفسها عام 2000.
ترجمت بعض قصصه إلي لغات عالمية، ومنها ما ترجمه المستعرب الإنجليزي بيتر كلارك من مختارات جمعها كتاب ” قصص دبوية” وصدر عن دار فوريست في لندن عام 1991.
جمع مقالاته الصحفية في عدة كتب منها: آ مال وطنية 1997، عجائب الدنيا 1998 و حول العالم في 22 يوما 1998 .
جملة إصدارا ته بلغت ثلاث عشرة مجموعة حتى الآن .
من مصادر تجربته و مراجعها الرئيسة:
1. ثقافة المكان للدكتور رمضان بسطاويسي، دائرة الثقافة و الإعلام في الشارقة 1998.
2. الظواهر الاجتماعية في القصة الإماراتية لبدر عبد الملك، دار الكنوز الأدبية في بيروت 1995.
3. فن القصة القصيرة لمحمد محيي الدين مينو، منطقة دبي التعليمية 2000.
4. مدخل إلى القصة القصيرة الإماراتية للدكتور الرشيد بو شعير اتحاد أدباء وكتاب الإمارات في الشارقة.
و يمكننا القول بـأن قصص محمد المر قد شكلت وثيقة فنية في الإمارات . فقد استطاع برصانته و ثقته الثقافية و المعرفية أن يؤرخ بالأدب لمدينة اسمها ” دبي ” وجعل من الواقعية في المنطقة تيارا مستعادا في قلب الحداثة المتداولة.
المادة مأخوذة بتصرف من :
1. يوسف أبو لوز . شجرة الكلام وجوه ثقافية وأدبية من الإمارات . ـ الإمارات: دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر ، 2000.
2. أخبار العرب .

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.