تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » 3 آلاف طالب مقابل 11 ألف طالبة في جامعة الإمارات رغم "التكافؤ النسبي" في الثانوية

3 آلاف طالب مقابل 11 ألف طالبة في جامعة الإمارات رغم "التكافؤ النسبي" في الثانوية 2024.

حذرت ندوة تمحورت حول التعليم في الإمارات، نظمتها الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة مساء أمس الأول، من التراجع الحاد في نسبة إقبال المواطنين الذكور على التعليم الجامعي، فيما أكدت أن نسبة المواطنين الذكور في جامعة الإمارات لا تتعدى حالياً 25% فقط، مقابل 75% من المواطنات، بواقع طالب واحد مقابل كل 4 طالبات، رغم التكافؤ النسبي بين الجنسين في الثانوية العامة، حسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم، ما يؤكد الإحجام الكبير من قبل المواطنين الذكور عن استكمال تعليمهم الجامعي خلال السنوات الماضية .

تحدث في الندوة، التي أقيمت في مقر أمريكية رأس الخيمة، د . محمد عبدالله البيلي، أستاذ علم النفس التربوي في جامعة الإمارات . ولفت خلالها إلى أن إجمالي عدد الطلبة الدارسين في جامعة الإمارات حالياً يصل إلى 14 ألف طالب من الجنسين، منهم 3 آلاف طالب من الذكور فقط، مقابل 11 ألف طالبة، فيما بلغ العدد الإجمالي لطلبة الجامعة في فوجها الأول عام 1977 (420 طالباً)، بينهم 320 طالباً و100 طالبة .

ولفت إلى معضلة أخرى تواجه الميدان التربوي في الإمارات، تتمثل في ضعف إقبال المواطنين من الجنسين على كلية التربية في جامعة الإمارات، وهي الكلية الوحيدة المتخصصة في تخريج المعلمين الذكور في الدولة . ويتجلى ضعف الإقبال تحديداً في فرع الطلاب، حيث عدد الذكور الدارسين في الكلية (صفر) منذ 4 سنوات متواصلة، ما يعكس ضعف إقبال المواطنين الذكور على مهنة “التعليم”، إلى جانب تراجع أيضاً في نسبة المواطنات الدارسات في الكلية، ما يدل على قصور خطر في إدراك أهمية هذه الكلية وتخصصاتها .

وأوضح أستاذ علم النفس أن التعليم بدأ في الإمارات بنظام “المطاوعة”، الذي يحاكي نظام “الكتاتيب” في مصر وبلاد الشام، في حين أخذ في التطور تدريجياً بعد تأسيس الاتحاد، وتمثل ذلك بنشأة المدرسة النظامية، مشيراً إلى أن إقبال المواطنين الذكور على التعليم النظامي فاق نسبته بين المواطنات في البدايات، ومع استمرار مسيرة التعليم في الإمارات وتطورها، انقلب الوضع رأساً على عقب، من خلال ارتفاع نسبة إقبال المواطنات على التعليم، لتفوق نظيرتها بين المواطنين الذكور بصورة واضحة خلال المراحل الماضية .

ورأى البيلي أن التعليم في الإمارات شأن اتحادي، وفقاً لما ينص عليه الدستور، في حين شهدت السنوات الماضية ظهور مجالس تعليم محلية في الإمارات، مثل مجالس أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة .

وشدد البيلي على إدراك القيادة السياسية وحكام الإمارات أهمية العلم في تأسيس بنية الدولة، ما تجلى خلال الأعوام الماضية في تشييد الجامعات، الذي لا يزال مستمراً، مع طرح تخصصات مختلفة تخدم الوطن والمجتمع، مضيفاً أن إنشاء أول جامعة في الدولة، وهي جامعة الإمارات في العين، شكل منعطفاً مهماً في مسيرة التعليم العالي في الإمارات .

وأكد د . البيلي زيادة الحرص حالياً على ربط التخصص العلمي بسوق العمل، من أجل تلبية احتياجات هذا السوق، وتجنب تخريج أفواج من الطلبة في تخصصات لا تحظى بطلب يذكر في سوق العمل المحلي، وبالتالي محاربة البطالة، عبر ردم الفجوة بين مخرجات مؤسسات التعليم العالي واحتياجات السوق .

وحذر من خطورة الاعتماد المفرط على الخبرات الأجنبية في الهيكل التدريسي، سواء كخبراء أو معلمين، موضحاً “لا حرج في أن نستفيد من خبراتهم، لكن لا بد من تعزيز الاعتماد على مواطني الدولة في تخريج أجيال الوطن بأيديهم” . حضر الندوة د . حسن العلكيم، مدير الجامعة الأمريكية برأس الخيمة، وجاسم المكي، رئيس قسم التوجيه الأسري في محكمة رأس الخيمة، وعدد من أساتذة الجامعة وطلبتها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.