لو سمحتم اي مساعدة ابي موضوع الندوة:الاثار السلبية لضياع المثل العليا لدى الافراد والمجتمعيات
ومشكورة ]
بس قولي لي بالظبط شو تبين ؟؟
حمل هذا المصباح السماوي المبارك المصطفى صلى الله عليه وسلم, قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً, وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً}
وهنا استنارت الدنيا بهذه المثل العليا الصادقة الربانية, المثل العليا التي تمثلت في هدي القرآن الكريم، في كتاب الله، وكتاب الله نور من الله لأهل الدنيا كي يهتدوا به في ظلمات الحياة، والحياة كلها ظلمات, ظلمات الشك والوهم، والظلم والانحراف، والخيانة والأنانية، والبخل وسوء الخلق. لذلك لابد من مصباح ينير الطريق يرسم الحياة على أجمل وأصفى ما تكون الحياة, يرسم الحياة الهادئة الآمنة الوديعة التي يستطيع الإنسان أن يحيا فيها مطمئنا يشعر بالسعادة الوارفة الظلال، الطيبة الثمار، وهكذا كان كتاب الله سبحانه وتعالى أحكمه الباري وهو العليم بما يصلح عباده وخلقه، فهداية القرآن جمعت مكارم الأخلاق السامية في أجمل صورة، وأبهى حلة، ونحن إذا بحثنا عن المثل العليا كأخلاق وصفات، فمصدرها الأول، وينبوعها الصافي، وروضها الوارف، وزهرها الجميل، ووردها الندي، وعطرها الشذي، إنما هو كتاب الخالق جل وعلا.
وإذا بحثنا عن المثل العليا في بني الإنسان بحثنا عن الأخلاق في أسمى صورها العملية الكريمة إنما نجدها في إنسان تمثلت فيه أخلاق القرآن في إنسان كامل أثنى عليه الخالق جل وعلا بقوله سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
وصدق الحق سبحانه وتعالى فلقد كانت عظمة أخلاقه صلوات الله وسلامه عليه مستمدة من القرآن الكريم كما أوضحت ذلك الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها حينما سئلت عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: " كان خلقه القرآن".
جاء القرآن بكل خير، ونهى عن كل شر، جاء بالتوحيد، والرحمة، والعدالة، والبر، والشفقة، والحلم، والإحسان، والأمانة في أدق صورها، والبر بالوالدين، والشفقة بالفقير والمسكين، ورعاية اليتيم، وإكرام الجار، والصدق في جميع الأقوال، والكرم،والجود والسخاء، والعفة، والمروءة، والنجدة، والحياء. أتى القرآن بكل خير، وبين ذلك خير بيان، في أسلوب جميل جذاب يسري إلى القلوب، فيستولى عليها ويوجه الإنسان إلى الحق والخير والفضيلة والسعادة في الدنيا والآخرة.
هذه بعض أمثلة مما جاء به القرآن من مكارم الأخلاق تصور المثل العليا في أجمل صورها، وقد أوردنا قطرة من بحار معاني آيات الله في كتابه التي لا يحصيها إلا الله جل وعلا، وتمثلت هذه الشيم العالية والأخلاق الربانية في أكمل صورة في أخلاق المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
وعلى هذا الأساس قامت الدولة الإسلامية الأولى تمسك بكتاب الله وأسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتربى أبطال الإسلام وعظماؤه على هذه المأدبة القرآنية والأخلاق المحمدية.
لقد صاغ القرآن أبطال الرجال وجعل منهم أساتذة للعالم جعل منهم بدورا نيرة وشموسا ساطعة, فها هو أبو بكر رضي الله عنه في بره ولينه، وإيمانه القوي، وحرصه على المحافظة على أركان الإسلام، وها هو عمر رضي الله عنه الذي ضرب أعلى مثل في المحافظة على الرعية في خوف من الله وخشية من الله ثم ها هو عثمان عنوان الحياء والرحمة وسيدنا علي رجل البلاغة، والشجاعة، والقضاء، والعلم بكتاب الله.
إن سيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرة عطرة شذية جميلة، هي عنوان الكمال المستمد من تعاليم القرآن الكريم، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، على أن تاريخ الإسلام مملوء بصور البطولة والعظمة، والشخصيات النبيلة الكريمة وأن سيرتهم العطرة تحمل عبيرا جميلا يسعد الإنسانية على ممر العصور والأزمان، وإن الشعوب العظيمة التي تريد أن تحيا حياة كريمة حياة العزة والكرامة، والسؤدد والمجد، حياة البطولة والقوة، تحرص كل الحرص على التمسك بالمثل العليا ونشر هذه المبادئ القويمة والأخلاق الكريمة ممثلة في الحكمة البالغة وممثلة في سلوك عظماء الرجال تحرص الدولة على أن يترسم شبابها هذه المثل العليا فتسمو نفوسهم إلى المجد، وتصبو إلى المعالي والرقي والفلاح.
إن الشباب عماد الدولة تعتمد عليه في مجدها وعظمتها، في نهضتها ورقيها، في حياتها السعيدة الرغيدة كي تأخذ مكانها في مصاف الدول العظمى التي تنشد المجد والعزة والكرامة.
ومن أولى بكل هذا من الشعوب الإسلامية ذات التاريخ المجيد يوم أن كانت مجتمعة تحت راية الخلافة الإسلامية تحت راية القرآن متحدة متعاونة تظللها عناية الله، ويصحبها نصر الله تبارك وتعالى.
إن الشباب حينما تتضح أمامه المثل العليا، فيتمسك بمكارم الأخلاق، ويهتدي بنبراس حياة عظماء الرجال، يسير في حياته على ضوء هذه المثل، فيستنير أمامه طريق الحياة الكريمة، ويعرف درب البطولة الحقة التي اهتدى بها السابقون من العظماء والرجال والأبطال.
وللوصول إلى هذا الهدف السامي والغاية النبيلة ينبغي أن نحرص على ما يأتي:
أولاً: دراسة السيرة النبوية دراسة مستفيضة دراسة من ورائها العبرة والقدوة الحسنة, دراسة نستلهم منها مدى ما كان عليه الرسول صلوات الله وسلامه عليه من صور "بطولية" من عظمة الأخلاق الحقة كما أرشدنا ربنا سبحانه وتعالى بقوله المبارك: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.
ثانياً: إعادة دراسة التاريخ الإسلامي في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا دراسة مستفيضة مع إبراز الجانب الخلقي والتعبدي في حياة رجال الإسلام وعدم الاقتصار على الجانب السياسي.
ثالثاً: تطهير أجهزة الإعلام في جميع الدول العربية والإسلامية من آثار الانحلال الخلقي الذي يتمثل في إذاعة الأغاني الخليعة الفاجرة الداعرة، والأفلام والصور العارية والثقافات المنحرفة المنحلة.
رابعاً: تثقيف المرأة ثقافة دينية ثقافة هادفة لمكارم الأخلاق كي تدرك المرأة رسالتها الفطرية الطبيعية التي فطرها الله عليها، هذه الرسالة العظيمة التي تتخلص في الأمور الآتية:
أ – سعادة الزوج، ب – رعاية المنزل، جـ – العناية بالطفل.
وبذلك لا تكون المرأة معول هدم في أخلاق المجتمع الإسلامي وأداة لإهدار القيم الخلقية، وإننا حينما نؤرخ للغزو الثقافي والخلقي الذي قامت به الدول الغربية معتدية على بعض الدول الإسلامية في أيام ضعفها وتفككها، نجد أن الاستعمار حاول إبعاد الشباب عن المثل العليا ومكارم الأخلاق, وتوصل إلى ذلك بحذف دراسة الدين من المدارس الإسلامية والعمل على إضعاف اللغة العربية التي توصل إلى فهم الدين فهما صحيحا وجعل دراسة التاريخ الإسلامي دراسة صورية هزيلة منحصرة في الجانب السياسي وإبراز عنصر الخلاف بين المسلمين في الأيام الماضية.
والاستعمار يقصد من وراء كل هذا أن يحول بين شباب الأمة الإسلامية والعربية وبين المثل العليا التي اعتز بها الإسلام وساد بها المسلمون، ونجد المدرسة الاستعمارية تعمل جاهدة في نشر الثقافات الغربية العفنة الثقافة الإلحادية التي تشكك الشباب في العقيدة وفي الأديان وإذا انهارت العقيدة الصحيحة من نفوس الشباب انهار كل شيء في الحياة، ثم ها هو تيار التحلل الخلقي الذي يسير بعنف والذي يغزو الشعوب الإسلامية غزوا مروعا في الأفراد والأسر والجماعات وكان من آثاره ومظاهره ما نراه في بعض الشباب من ميوعة وتحلل، وهذه التقاليد التي يحاكيها، ومن حرص بعض النساء على تقليد الأجانب في الأزياء والعادات.
هذه كلها مظاهر تدل على ظلام التفكير وفقدان المثل العليا التي تبعث النور وتهدي إلى الخير والحق والفضيلة.
بل هذه المظاهر تدل على أن هناك مؤامرة واسعة النطاق على الأخلاق الإسلامية تتزعمها الشيوعية الملحدة والصهيونية العالمية تجتهد في نشر الثقافات والأفكار والمبادئ الهدامة وتروج لمظاهر التحلل والفسق والفجور في الفرد والأسرة والجماعة فتتعثر الحياة أمام الشباب الذي فقد المثل العليا التي تتمثل في مكارم الأخلاق فهو يتخبط في سيره في الحياة لا يعرف المبادئ الكريمة وليس أمامه صورة كريمة ومثال خلقي يسير على ضوئه ويقتدي به وينهج على منهاجه فهو يسير في درب مظلم مملوء بالوهاد والمتاهات سريع الزلل قريب الكبوة يتخبط في ظلمات الحياة والحياة أمامه كلها ظلمات بعضها فوق بعض فإلى أين يسير وقد فقد نور الله.
وللأسف الشديد أن الكثير من أجهزة الإعلام في بعض الدول العربية والإسلامية لا زال يتردى في خيوط هذه المؤامرة الكبرى الموجهة ضد الأخلاق الإسلامية وتتجمع خيوط هذه المؤامرة في إشاعة الإلحاد ونشر الإنحلال الخلقي تارة عن طريق كتب الجنس الفاضح المكشوف وتارة أخرى بطريق إرسال الأغاني الفاجرة الماجنة الداعرة التي تحطم أقدس معاني الشرف والحياء والفضيلة وتدعو إلى التحلل والفسق والفجور، ثم طريق الأفلام والروايات والمناظر السينمائية التي تجسم الرذيلة وتغري بالتردي في حياة الانحراف الخطير.
كل هذه المصائب من عدم التمسك بالدين وبالشرع الشريف الذي هو نور من الله وعصمة لبني البشر من التردي في مهاوي الظلام والهلاك.
أما طريق النور، طريق الخير والحق والفضيلة والسعادة فإنه طريق المثل العليا في الأخلاق والمثل العليا في القدوة الحسنة فإنها ترسم أمام الشباب صورة عظيمة من المجد العلمي والمجد الخلقي ترسم أمام الشباب الكمالات في كل صورها في وضوح واشراق ونور فيسير الشباب نحو المجد وقد ترسم أمامه الطريق واضحا، محفوفا بالأمل الحلو الباسم مزينا بالورود والرياحين والزهور ورود الحياة الكريمة وزهور السمو والنبل بالمثل العليا من مكارم الأخلاق وتاريخ الأبطال من الرجال الذين تمثلت فيهم صور العظمة الحقة يسير الشباب نحو المستقبل الزاهر الناجح المستقبل المثمر المشرف ومن الحكمة أن نردد أمام الشباب هذه الحكمة الغالية: إذا أردت أن تكون عظيما فاقرأ في سير عظماء الرجال واعمل بحكمهم:
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهـم إن التشـبه بالرجـال فـلاح
ومن هنا تسعد الأمة، فالشباب هو عماد الوطن وذخيرة المستقبل وحياة الشعوب.
إن عنف التيارات المنحلة يدعونا إلى مضاعفة الحرص على تربية الشباب تربية مثالية ولا نجد هذه التربية المثالية إلا في ظلال المثل العليا فالشاب حينما يقرأ كثيرا في تاريخ علماء الإسلام بعد قراءته عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى سبيل المثال نذكر سيدنا عمر بن عبد العزيز والأئمة الأربعة الإمام أبا حنيفة والإمام مالكا والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهم ثم أهل الحديث وفي مقدمتهم الإمام البخاري والإمام مسلم ثم من أبطال الإسلام صلاح الدين الأيوبي.
رجال لهم تاريخ في صفحات من نور مثلهم كمثل كواكب السماء يهتدي بهم في ظلمات الحياة سيرة عطرة شذية تملأ صدر الإنسان إيمان بالأخلاق العالية العظيمة.
وإنما تربى كل هؤلاء الأبطال على هدي كتاب الله وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.
وإذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى للأخلاق العظيمة إذا كان المصطفى صلوات الله وسلامه عليه الصورة العملية لأخلاق القرآن ينبغي أن نحرص ما حيينا على قراءة حديثه المبارك صلوات الله وسلامه عليه وكتب الحديث كروضة من رياض الجنة إنها رياض العلم والنور من توجيهات المبعوث رحمة للعالمين. ومن هذه الكتب التي ينتفع بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين المصطفى صلى الله عليه وسلم جمعه الإمام المحدث الحافظ الشيخ المبارك والعالم الجليل الفاضل الشيخ النووي رضي الله عنه وأرضاه. وكتب في مقدمة رياض الصالحين خطبة للكتاب تعتبر منهجا كريما لمكارم الأخلاق يقول فيها بعد أن ذكر أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس لعبادته وذكر بفناء الدنيا ونبه على وجوب الاستعداد للدار الآخرة وأن الطريق للهداية هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال رحمه الله ونفعنا بعلمه: "فرأيت أن أجمع مختصرا من الأحاديث الصحيحة مشتملا على ما يكون طريقا لصاحبه إلى الآخرة ومحصلا لآدابه الباطنة والظاهرة جامعا للترغيب والترهيب وسائر أنواع آداب السالكين من أحاديث الزهد ورياضات النفوس وتهذيب الأخلاق وطهارة القلوب وعلاجها وصيانة الجوارح وإزالة اعوجاجها وغير ذلك من مقاصد العارفين "وهذا الكتاب ينبغي أن يقرأه كل مسلم وأن يكون في كل بيت وأن يحرص أهل العلم على تعريف الناس به عملا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: " من دل على خير فله مثل أجر فاعله".
على أن الشيخ النووي رضي الله عنه وأرضاه كان مثالا طيبا للعلماء العارفين بجلال الله فقد عاش رحمه الله للعلم ومن أجل العلم وأخذ عنه الكثير من العلماء الأعلام وترك ميراثا عظيما في العلم والتأليف ومن ذلك الكتب الآتية: شرح صحيح مسلم ورياض الصالحين والأذكار والأربعين والتبيان والمنهاج والروضة والفتاوى والإيضاح والإيجاز وتحرير ألفاظ التنبيه وطبقات الفقهاء وتهذيب الأسماء واللغات ومختصر أسد الغابة وكتب كثيرة موجودة في مقدمة كتاب رياض الصالحين، وعاش رحمه الله ورعا زاهدا مع التقوى والقناعة والورع والمراقبة لله تعالى في السر والعلانية. وكان يواجه الملوك والأمراء بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويكتب إليهم الرسائل ناصحا بالعدل في الرعية ومنع الظلم ورد الحقوق إلى أربابها.
قال أبو العباس بن فرج: "كان الشيخ النووي قد صارت إليه ثلاث مراتب كل مرتبة منها لو كانت لشخص شدت إليه الرحال: المرتبة الأولى : العلم والثانية: الزهد والثالثة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
هذه لمحات عن كتاب رياض الصالحين وهو منبع صاف جميل المكارم والأخلاق التي تصور المثل العليا في أكمل صورها، ثم تعرضنا لقبس من سيرة هذا الإمام المبارك الشيخ النووي رضي الله عنه وأرضاه رجاء أن ننتفع بسيرته ونقتدي به، صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.
المثل العليا للشباب
المثل العليا للفتيات !