ومع وفاة الإمام سلطان بن سيف الثاني، دخلت عمان طورا جديدا من الصراع العنيف على السلطة. وعلى الرغم من أن انتخاب بلعرب بن سلطان (1688- 1711) كان شرعيا، فإنه أعطى نظام الإمامة طابعا وراثيا. إلا أن مؤرخا ومرجعا فقهيا هاما، هو السالمي، يؤكد أن الإمام لم يكن، حتى في نهاية عهد اليعاربة، يرث السلطة آليا، بل يتولاها بالبيعة والانتخاب من جانب أهل الحل والعقد.
ومهما يكن من أمر، فإن انطلاق هذا "التقليد السلالي" قد سبب، في غياب الخليفة المقبول، صراعا شرسا على السلطة وأدى إلى تفجر الموقف السياسي والقبلي في البلاد.
انتخاب مهنا بن سلطان إماماً
وحيال هذه الأزمة الدستورية والسياسية لم يكن أمام العلماء إلا محاولة حسم الأمر وهكذا تقدم الشيخ عدي بن سلميان بمرشح آخر من الأسرة نفسها، هو مهنا بن سلطان إماما جديدا في قلعة نزوى في أيار (مايو) 1719.
كان مهنا قد طلب قبل الاستسلام الحماية من يعرب الذي منحه إياها. ولكن يعرب نكث بعهده بعد وصولة إلى السلطة، وقيد مهنا بالسلاسل، وألقى به في السجن، وقد أثار هذا العمل الأحقاد وروح العصبية القبلية وفتح الأبواب لمناخ عنف شديد. "4"