جلست لوحدي منعزلا لبرهة من الزمن في حديقة الخور بامارة دبي
جلست في تلك اللحظة صامتا متأملا
كنت أفكر حينها في الموت
نعم الموت
وما أدراكم ما هو الموت
كنت أفكر والدموع تنهمر
تخيلت نفسي ان رحلت عن هذه الدنيا
هل ستبكيني أمي؟؟؟
هل سيبكيني أبتي؟؟؟
هل سيبكيني أهلي؟؟؟
هل سيبكيني من أحببت؟؟؟
هل سيسامحني من قمت برسم الحزن على شفاهه في لحظة من اللحظات؟؟؟
هل يا ترى سيقوم أحد بتذكر ابتسامتي وشقاوتي الا منتهية والتي انتهت للتو؟؟؟
وأنا في تلك المعمعة من التفكير تقطع حبل أفكاري طفلة في عمر الزهور
تكاد لا تفقه شيئا من أمور هذه الحياة
لم تذق مرارة الأيام والحزن كما أظن "هذا رأي من اللحظة الأولى لها"
سألتني وبكل براءة والابتسامة مرسومة على شفتيها القرمزيتين
عمي لماذا أراك تجلس وحيدا حزينا؟؟؟
قلت لها : وما أدراك يا صغيرتي أني حزينة؟؟؟
قالت : جلستك ونظرتك أشعرتني بانك تعيش جو من الحزن
قلت لها : وما أدراك عن الحزن؟؟؟
قالت : دمعة على الخد
وتنيهده مالها حد
وابتسامة أختفت عن هالخد
وتقولين لي ما أدراكي بالحزن !!!
وقتها دعوتها للجلوس معي وبجانبي
فقد تمكنت من عقلي وروحي وفؤادي وأفحمتني بردها
بل بدأت أخاف عليها من أن تصاب بلعنة الحزن
وضعت يدها على رأسي لتزيل تلك المظلة والغمامة التي على رأسي
رأت وجهي وقالت يا عمي ما الذي جعل هذا الوجه حزينا؟؟؟
قلت لها : الموت يا صغيرتي
خوفي وحزني من فراق أحبتي
سأتني : أمريض أنت؟؟؟
قلت لها : لا
لكنني أفكر كثيرا
قالت لي : ولما أنت كثير التفكير ؟؟؟
قلت لها يا صغيرتي ما زلتي صغيرة
قالت وبكل حدة : أجبتك عن الحزن ووصفته لك ما هو الحزن وتعودي لتقولي لي مازلتي صغيرة
حينها ابتسمت وأجلستها بين أحضاني كأنها طفلتي الصغيرة
قلت لها : حين تحبين وتفنين حياتك لأجل من تحبين
وتبذلين الغالي والنفيس لأجلهم ولأجل أن ترينهم مبتسمين ومرتاحي البال
هل تتوقعين أن يتذكروكي حينما ترحلين؟؟؟
قالت : لم أفهم يا عمي؟؟؟
قلت لها : ان رحلت عن هذه الدنيا فهل سيتذكرون قلبي الذي أحبهم؟؟؟
كيف سيكون شعور أمي بعد وداعي؟؟؟
كيف سيكون حال اهلي بعد رحيلي وفراقي؟؟؟
نزلت الدمعة من تلك الكائنة الحنونة والتي تشع براءة وقالت لي بصوت حنون متقطع اكاد أسمعه
أتفكر بأمك حتى بعد مماتك؟؟؟
قلت لها : الله اعلم كم سأشتاق لها لكن لا أحد يعلم كيف هي الحياة بعد الممات؟؟؟
هنا سقطت دمعتها التي قطعت لي قلبي
بدات أمسح تلك الدموع اللؤلؤية فلقد كنت أنا السبب بنزولها
قالت لي : هذه أول مرة أسمع وأشعر بهذا الشعور
قالت : من أين لك هذا التفكير؟؟؟
قلت لها : قلت لك ما زلتي صغيرة يا طفلتي
قالت : فعلا أنا صغيرة لكنني أحب أمي وأبي مثلك تماما لكن!!!!
قلت لها : لكن ماذا يا صغيرتي؟؟؟
قالت :
لعلمك يا عماه ان يتيمة
أمي قد رحلت عن هذه الدنيا وتركتني لأكبر لوحدي وانا في سن الثامنة من عمري
تفاجأة وأنصدمت وتحطمت وانكسرت وجميع مشاعري وأحاسيسي وكياني قد توقفت
فلقد عرفت سبب الخبرة التي لديها فهي تعرف الحزن منذ نعومة اظافرها
قلت لها أأنت يتيمة حقا؟؟؟؟
قالت نعم وأنا في سن الثامنة من عمري أصبحت بلا أم لترعاني وتراني أكبر
حينها أحسست بالندم لأنني أرجعت لها ذكرى أليمة أعتقد بانها كانت تحاول ان تتناساها
لكنها فاجئتني بقبلة على خدي لأاني ذكرتها بامها ولحنان أمها
وفاجئتني ببضع كلمات أثرت في شخصيا لدرجة أنني شعرت بالقشعريرة لقوة معناها
كأنها كانت تقرأ افكاري
قمت بتلحينها وانشادها وللعلم الكلمات كلماتها هي "أسم الفتاة نوره"
ولها مني كل الشكر والود والحب والاحترام
لكنني أعود وأتسائل كيف تقبلت هي لحظة وفاة أمها الحنون وهي صغيرة؟؟؟
هل يا ترى كانت تدرك معنى حرمانها من الام والعطف والحنان؟؟؟
أسئلة كثيرة تشغل بالي أخاف ان أأثم لطرها
لكنني اعود وتسائل أيضا ما هو شعور من أحببتهم حينما أرحل عن هذه الدنيا متوجها لدار الحق؟؟؟
هل سيشتاقون لأبتسامتي ولهمس صوتي ولمشاغباتي الشقية؟؟؟
هل وهل وهل؟؟
هل سألتم أنفسكم هذه الأسئلة؟؟؟
وما رأيكم بهذه القصة التي حصلت معي شخصيا ومن دون أي تحريف
هل فكرتم في الموت وما بعد الموت وما سيحصل لمن نحبهم بعد مماتنا؟؟؟
هل تخيلتم الصورة فقط؟؟؟
وما رأيكم بتلك الفتاة الصغيرة؟؟؟
أخواتي إخواني إن هذه القصة ليست لي بل لأقرب الناس لي وشكراً
اشكرك بإحساس صادق
قصة وان كانت خيالية أم واقعية
اثرت في نفسي كثيرا
شكرا لعطاءك اللا محدود
و أشكرج لأهتمامج بالموضوع ..
و تسلمين يا الغالية