الإنسان بطبعه خطاء ، وكثيرا ما يمر بمواقف يكون فيها المخطئ أو يتقاسم الخطأ مع الآخرين ، ومهما كان كبر الخطأ الذي اقترفه في حق نفسه أو حق الآخرين ، فإنه في النهاية يتحمل تبعاته ونتائجه لوحده حتى لو لم يصدق بأنه كان بهذه القسوة في اقتراف الخطأ، وقد يتعب من كثرة تأنيب ضميره له فلا يجد مخرج من هذه الداومة إلا بطريقة واحدة ألا وهي صفة لو تحلى بها لمسحت البقع السوداء جراء هذا الخطأ …
الصفة هذه كثير منا لا يتحلى بها بحجة الكبرياء والتعالي وبعضهم يحسها جرحا لكرامته ونقصا لرجولته او مقامه ، مع أنها صفة تعتبر كفن بل أسلوب تصرف لو اتقنه الانسان لجدد حياته بما هو جميل ولعمل على مسح البقع السوداء التي تناثرت جراء خطأه .
ولو حاولنا تعريف فن الإعتذار : فاننا نراه صفة أو سلوك انساني يدل على النقاء والصفاء ، نستطيع به ملامسة قلوب من أخطأنا في حقهم لنلتمس العذر منهم بمحبة وسلام .
هناك أسس يفضل اتباعها حتى تتقن فن الاعتذار :
1- اخلاص النية لله عز وجل .
2- تخير الوقت المناسب .
3- تخير الألفاظ المناسبة واللطيفة والتي تحفز الشخص الاخر لتقبل الاعتذار .
4- اظهار مشاعر حقيقية عند الاعتذار وعدم تصنعه .
5- اختيار طرق محببة ولطيفة في كيفية تقديم الاعتذار
وما نجنيه بعد ذلك من الاعتذار يكون له أثر جميل جدا في حياتنا ، فنكسب احترامنا لذاتنا إلى جانب احترام الاخرين لنا ، ويكون كجواز مرور لنا لكسب محبة من يحيطون بنا ولا ننسى أيضا بأنه يبري كل جرح غائر قد وقع فتشيع الألفة والتسامح بين المتصافين .
وهناك آيات كثيرة في القران الكريم تحث على العفو والتسامح كقوله تعالى”((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رحيم ))
تكلمت باختصار شديد عن فن الاعتذار ولكن هناك أيضا نقطة مهمه جدا ألا وهي فن قبول الإعتذار والعفو على من أخطأ وقدم عذره .
وهنا يجب أن يكون الانسان قد تخلص بالفعل من كل ما يجعله متحاملا على أخيه عند قبوله للعذر ولا يكون مجاملا على حساب نفسه أو الاخرين وقد علمنا معلم البشرية في قولة صلوات الله وسلامه عليه : “”من عفى عن مظلمة أبدله الله عزّاً في الدنيا والآخرة”. فهناك أجر كبير في الاخرة عند العفو عمن أخطأ وهذا من الفوائد التي يجنيها الانسان عند
عفوه وتسامحه إلى جانب انتشار المحبة بين الجميع ونبذ البغض والكراهية .
منــقولـــــ ^^
.
على الطرح
روعة موضوعج
مشكورة