ضغوط الحياة .. وتربية الأبناء
حقيقة يجب أن نعترف بها ونقرها .. أبناءنا يتعرضون للضغوط النفسية ..!
وحتى نحسن فهمها .. ونجيد التعامل معها .. لابد أن نعرف أن ضغوط الحياة المستمرة لم تترك كبيراً ولا صغيراً .. وهي كثيراً ما تتسلل إلي الأبناء في المنزل .. والمدرسة .. بل ومع الأصدقاء .. وحتى لا يصبح الأباء مصدراً جديداً لتلك الضغوط .. يجب أن نحسن التعامل مع أبنائنا .. بهدوء .. وبعيداً عن الانفعال والتعجل ..
المشكلة تبدأ عندما يتدخل بعض الآباء لفرض رغباتهم .. بل وأذواقهم علي الأبناء .. ترتفع أصواتهم مطالبين بقائمة طويلة من الأوامر ..
هذا التخصص الدراسي هو الذي يناسبك ، هذه الكتب هي التي تصلح لك ، يجب أن تختار ملابسك من بين ألوان كذا وكذا .. وأن حاول الأبناء التعبير عن رغباتهم وأذواقهم الخاصة ، يتعرضون لأنواع مختلفة من العقاب .. بدءاً من حرمانهم من المصروف .. وانتهاء بمنعهم من الخروج للتنزه مع الأصدقاء ..
إننا جميعاً نحب ـ ونتمنى ـ أن يظهر أبناؤنا في أحسن صورة وأن يتفوقوا ويحتلوا أفضل المناصب .. لكن ذلك ليس مبرراً للقسوة عليهم ، أو بمعني آخر لا يسمح لنا بتجاهل رغباتهم وأذواقهم ودفعهم نحو ما نريد ..
لنكن علي يقين دائم ، أنه ليس في مقدور أي إنسان أن يصقل شخصية إنسان آخر إذ لم يكن الطرف الآخر مقتنع بما يريده منه ، فكل ما علينا القيام به هو أن نساعد أبناءنا لاكتشاف ذاتهم وبالتالي سوف يصلون إلي ما هو الأصلح لهم ولإمكانياتهم .
ولا ننسي أن أبناءنا في هذا العصر يتعرضون للكثير من الضغوط ، بعضها في المنزل ، وبعضها في المدرسة ، وبعضها بين الأصدقاء ، وتركيزنا علي دفع الأبناء لعمل شيء معين بقسوة ، سوف يدفعهم بعيداً عما نريد ، وربما يجعلهم يكرهون عمله وإن كان لديهم الاستعداد للقيام به إذا ما اختلفت طريقة معاملتنا لهم .
البديل الناجح ، هو أن نجعلهم يختارون بين عدة اختيارات نقدمها لهم ، وندعهم يشعرون أن القصد من وراء نصحهم هو أن هذا العمل سيؤثر عليهم علي المدى البعيد .
فمثلاً : التسلسل معهم عند إقناعهم بعمل الواجب المدرسي ، من بداية النجاح ، ثم دراسة التخصص المحبب إليهم ، وبالتالي الحصول علي وظيفة مناسبة أي نحملهم قليلاً إلي عالم المستقبل لتكون أقدامهم أكثر ثبوتاً في عالم الحاضر .
هنا يظهر لنا الفرق بين التشجيع والإجبار نحو تحقيق هدف ما ، فالتشجيع يرفع من معنوياتهم ، وهو شيء إيجابي ، أما الإصرار والإجبار علي القيام بعمل ما يحط من احترامهم لأنفسهم وهو شيء سلبي .. نسأل الله تعالى العون