الأولي من نوعها في قطر ودول الخليج بهدف دمج المعاقين اجتماعياً
توصيلات مساندة لتعليم المتدرب القيادة دون استخدام الأقدام
الدوحة – الراية
صممت مدرسة الراية لتعليم السواقة سيارة مجهزة للمتدربين من ذوي الإعاقة لتعليم هذه الشريحة فن القيادة الآمنة علي الطريق في خطوة هي الأولى من نوعها في مدارس السياقة بقطر ودول الخليج وذلك في لفتة إنسانية وتفعيلاً لقانون ذوي الإعاقة الذي تحث بنوده على ضرورة دمج ذوي الإعاقة في الحياة العامة.
وقد أجرت مجلة المرور والدوريات لقاء مع مدير المدرسة عادل سالم الذي أوضح إن الفضل في البدء في هذه التجربة يرجع إلي إدارة المرور والدوريات حيث حثت المدرسة لتقديم هذه الخدمة لذوي الإعاقة منذ أكثر من ثلاثة أشهر لتكون المدرسة هي الأولى والوحيدة التي يتوفر بها إمكانية تعليم القيادة لذوي الإعاقة ، مشيرا إلى إن إدخال سيارة لتدريب المعاقين ليس بهدف الربح المادي بقدر ما فيه من مشاركة لهذه الشريحة من الجمهور ولأنهم الأحوج لاستخدام السيارة وتعلم القيادة من غيرهم حتي يستطيعوا التنقل من مكان إلى آخر دون الحاجة للاعتماد على غيرهم لتوصيلهم خاصة أن كثيراً منهم في الدراسة الجامعية أو العمل ويحتاجون إلى وسيلة آمنة للاعتماد علي أنفسهم.
ولفت مدير المدرسة إلى إن السيارة بدأت في تدريب ذوي الإعاقة منذ حوالي ثلاثة أشهر تقريباً والتحق عدد كبير منهم للتدريب على السيارة ووصل عددهم ل 50 متدرباً من ذوي الإعاقة وبالفعل نجح جميع المتدربين الذين انهوا الكورس الخاص بهم في إصدار رخصة القيادة واجتياز الاختبارات الخاصة بذلك خاصة أنهم يختبرون بنفس السيارة التي تدربوا عليها والآن أصبح بإمكانهم قيادة المركبة كأي شخص عادي ، بالإضافة إلى أن المدرسة توفر المساعدة لذوي الإعاقة في تصميم سيارة خاصة لهم كلا على حسب إعاقته.
وأشار إلي أن ذوي الإعاقة لم يتكبدوا أي مصاريف إضافية في التدريب فالمصاريف هي نفسها ولم تتغير على الرغم من إن هناك ترتيبات خاصة وجهودا أكبر من قبل المدرسة حيث تم استقطاب مدرب أجنبي مختص لتدريب مدربين مختصين على بعض المهارات الخاصة في التعامل مع ذوي الإعاقة مثل الصبر وحسن المعاملة بالإضافة للتدريب المهني والتربوي.
وقال المهندس حسن نصار خبير التدريب والتطوير على الطريق بمدرسة الراية لتعليم السياقة إن فكرة السيارة تتحدد في إضافة توصيلات مساندة تعلم المتدرب القيادة بالأيدي دون استخدام الأرجل أو عمل توصيلات لدفع الدعسات البدالات لتكون في متناول الأشخاص قصيري القامة كما أنها مجهزة لتتوافق مع احتياجات مختلف الإعاقات بالإضافة إلي أنها مجهزة بلوحات إرشادية لتوضح لمستخدمي الطريق أنها مخصصة لذوي الإعاقة وهذا يمكنهم من التعامل معها بشكل مناسب منوها إلي أن المدرب لديه القدرة على التحكم بالسيارة من خلال أجهزة مشابهة لتلك الموجودة بجانب المتدرب وذلك لتلافي الأخطاء التي قد يقع فيها.
وأكد حسن نصار على إن هذه الخطوة من شأنها المساعدة في دمج هذه الفئة في المجتمع وقد ما لاقي استحساناً من قبل الجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة التي تهتم بحث هذه الشريحة على الخروج للتفاعل مع المجتمع.
وأكد عادل سالم مدير المدرسة انه تم التغلب في معظم المراكز المتخصصة في تعليم قيادة السيارات على الأزمة الطاحنة التي كانت تواجههم والتي تتمثل في الكم الهائل من الراغبين في قيد أسمائهم ضمن أسماء كشوف المتدربين للحصول علي رخصة القيادة الليسن التي أصبحت مطلباً رئيسياً من مطالب الحياة ، حيث كانت مراكز التدريب لا تستطيع مواجهة هذا الكم من المتدربين فتضطر لإعطاء مواعيد بعيدة الزمن للمتدربين لبداية التدريب تتراوح ما بين شهر وثلاثة أشهر ويكون تحديد الميعاد بأسبقية الحجز.
وأكد عادل سالم مدير مدرسة الراية إن المدرسة لا تعطي مواعيد بعيدة الزمن للمتدربين حتي يبدأوا في كورسات التدريب فأقصي ميعاد يحصل عليه المتدرب لبداية تدريبه هو الانتظار مدة تتراوح ما بين الأسبوع أو الأسبوعين على أقصي تقدير ويرجع ذلك بفضل إدارة المرور والدوريات التي أصدرت تعليماتها لمراكز تدريب السواقة لزيادة ساعات العمل وإعداد المدربين والسرعة في إنجاز المعاملات بالإضافة إلى الموافقة على فتح مراكز تدريب جديدة لتخفف العبء على المراكز الحالية.
وأضاف إن الراغبين في الحصول على رخصة القيادة قد اشتكوا منذ فترة من الصعوبات الكثيرة التي تواجههم وتعوق حصولهم عليها وتبدأ المشكلات مع التقديم في المدارس فيضطر المتقدم إلى الانتظار لفترة تقارب الثلاثة أشهر حتى يبدأ التدريب وذلك للضغط الشديد الذي تشهده جميع مراكز التدريب فالمدرسة الواحدة تدرب في المتوسط حوالي 750 متدربا يوميا.
وأشار إلى إن المراكز تواجه ضغطاً كبيراً من الإعداد المتقدمة للتدريب ويرجع السبب في ذلك إلى الطفرة التي تشهدها البلاد والانفتاح الذي أدي إلى حاجة الناس للسيارة خاصة في ظل قلة عدد سيارات كروه فهذا الضغط جعل العمل بالمركز من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثامنة مساءً بعدما كان العمل من السادسة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً وذلك لاستقبال هذا الكم الهائل من طلبات المتقدمين للتدريب الذي يصل إلى 720 متدرباً في اليوم الواحد بالنسبة للمركبات الخفيفة و70 متدرباً على الشاحنات والمراكب الثقيلة.