تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تقرير عن المسؤولية الفردية والمسؤولية الجماعية

تقرير عن المسؤولية الفردية والمسؤولية الجماعية 2024.

ابغي هالتقرير دورت كل مكان من غير فايدة ..

والمس ما تبغى غير هالموضوع وضروري هالاسبوع التسليم

اخ roon انت حاطط موضوع بس ما يفتح يا ريت تنسخه كتابة ما تحمله

رجاء حد يقولي كيف ارسل رسالة لعضو ما عندي هالخيار وهل لازم مشاركات او ايش ؟

( … بسم الله الرحمن الرحيم …)

المقدمة

الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين ، جدد الله به رسالة السماء ، وأحيا ببعثته سنة الأنبياء ، ونشر بدعوته آيات الهداية ، وأتم به مكارم الأخلاق وعلى آله وأصحابه ، الذين فقههم الله في دينه ، فدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهدى الله بهم العباد ،وأعوذ بالله من شر نفسي وسيئات عملي، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداًوأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
سوف يتحدث هذه البحث عن : –

– صور من المسئووليات.

– معنى المسئوولية في الإسلام.

– المسئووليةالأسرية في تربية الأجيال.

– مسئوولية المجتمع في الحفاظ على سفينةالأمة.

– مسئوولية الإعلام في تحقيقمصالح الأمة.

– مسئوولية نصرة الدين مسئوليةمشتركة.

– المسئوولية تجاه الأبناء فيالإجازة.

فقد كنت أفكر ذات ليلة من ليالي سنة 1388هـ. – لمناسبة ما – في مسئولية الأمةالإسلامية أفراداً وجماعات عن القيام بواجبهـم كل فيما تحت يده.. قفز في ذهنيالحديث الشريف: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته).

وأخذت أتأمل فقراته،فسبحت في أطراف بحاره متأملاً تلك الروعة النبوية الشاملة التي لم تدع منفذاً يفكرأي فرد من أفراد المسلمين أن يتسلل منه فراراً من مسئوليته، إلا سدت عليه إحدى جملهذا الحديث، فكنت أردد كل جملة على حدة عدة مرات..
(
كلكم راع وكلكلم مسئول عنرعيته
الإمام راع ومسئول عن رعيته..
والرجل راع في أهله ومسئول عنرعيته
والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها..
والخادم راع فيمال سيده ومسئول عن رعيته..
وكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته..).

ولشدةما أدهشتني ألفاظ هذا الحديث العظيم كنت أسأل نفسي هل قرأته قبل هذهالليلة..؟
ويكاد يكون الجواب: لا، لولا أن دليلاً مادياً قام على عكس هذا النفي،وهو حفظي لألفاظه التي كنت أرددها وأنا مستلقٍ على سرير نومي في جنحالظلام..

وهكذا بت ليلتي إلى أن طرق سمعي صوت المؤذن ينادي لصلاةالفجر.
وبعد أن صليت الفجر رجعت إلى سريري محاولاً إغماض أجفاني قليلاً، فلميجرؤ النوم على ولوجها..

ثم قلت في نفسي: لا ينبغي أن تفوت هذه المشاعروتُنسَى.. بل لا بد من تسجيلها، لعل المسلم الذي يتمكن من الإطلاع عليها يستيقظقلبه لمسئوليته المنوطة به..

فاستعنت بالله تعالى وكتبت ما يسر الله لي حولهذا الحديث..
فكانت هذه العجالة التي لم يأخذ الحديث حقه منها، ولكنها تفتحالباب لذي علم غزير وباع طويل يستطيع أن يعطي المقام حقه..

وإني لأنصح كلمسلم ومسلمة أن يكثروا من تأمل نص الحديث نفسه، ففي ألفاظه من المعاني التي تملأالقلب وتثير المشاعر، ما لا يستطيع اللسان أو القلم التعبير عنها..

كيف وهيمن جوامع كلم الرسول صلى الله عليه وسلم؟.
وقد جعلت هذه التعليقات أربعةأبواب، حسب المسئوليات المذكورة فيه:
الباب الأول: مسئولية الإمام..
البابالثاني: مسئولية الرجل..
الباب الثالث: مسئولية المرأة..
الباب الرابع: مسئولية الخادم..
ويشتمل كل باب منها على فصول ومباحث مفيدة، أرجو اللهتعالى أن ينفعني وإخواني المسلمين بها..
وأن يغفر ما زلَّ به القلم بدون قصدمني، وستر العيب من القارئ مندوب.. ونصحه ـ إن بدا له شيء ـ مطلوب، واللهالمستعان..
وهو حسبنا ونعم الوكيل..
وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلىآله وصحبه وسلم..

المسئولية

في ظل شريعة الإسلام يجد المرء نفسه مسئولاً أمام الله تعالى عنكل شيء، حتى على النعمة المنعم بها عليه. وتتوزع مسئولية المسلم في كل شيء، فهومسئول عن نعمه، وعن بيته، وأولاده، والقيام بتربيتهم تربية سوية، وعن مجتمعه، ثمتأتي المسئولية الجماعية ولوازمها مبتدأة بالإمامة الكبرى في تحكيم شرع االله،ومسئولية تربية الأجيال، ومسئولية قيام البيت المسلم، ومسئولية الإعلام في نصرةالإسلام. ثم القيام بمسئولية النصيحة، والحفاظ على قيمة الوقت لاسيما فيالإجازات.


صور من المسئوليات

إن الحمد لله، نحمدك ربيونستعينك ونستغفرك ونتوب إليك، ونثني عليك الخير كله، سبحان ذي المنن والآلاء والعزوالعظمة والكبرياء، المستحق لأعظم الشكر، وأجزل الثناء.

وأشهد أن لا إله إلاالله وحده لا شريك له المنزه عن الأنداد والنظراء، والأمثال والشركاء، جعل كلراعياً ومسئولاً عن رعيته من الرجال والنساء، وأشهد أن نبينا محمداً عبد اللهورسوله إمام الحنفاء، وقائد الأصفياء، وأفضل من شرع أسس الإصلاح والبناء، صلى اللهوسلم وبارك عليه وعلى آله الشرفاء، وصحبه الأوفياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسانمادامت الأرض والسماء.
فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوىالله جل وعلا، اتقوه سبحانه في أنفسكم ومسئولياتكم؛ فتقوى الله هي العز من غير جاهونسب، والشرف من غير منصبٍ وحسب، هي الغنى من غير مال، وبها صلاح الحالوالمآل.

أيها المسلمون: مقومات نهضة الأمم والمجتمعات، ودعائم تشييد الأمجادوالحضارات، يكمن في العناية بقضية غاية في الأهمية، قضية تُعدُّ بداية طريق البناءالحضاري، ولبنة مسيرة الإصلاح الاجتماعي، والمتأمل في دنيا الناس اليوم وواقع الأمةالمعاصر، يهوله ما تعيشه الغالبية الساحقة من شعوب العالم من حياة الفوضىواللامبالاة، وعلى الرغم من توفر كثير من الإمكانات، وتسيير كافة التسهيلات، مماتقذفه رحم المدنية المعاصرة من وسائل التقنيات، وما يفرزه الواقع اليومي من شتىالمغالطات، وكثرة المتناقضات، مع نسيج المتغيرات والمستجدات.كلما أنبتَالزمان قناة ركب المرء في القناة سنانوالمسلم الحق يتلمس دائماً طريقالإصلاح ليعيد للأمة شيئاً من عافيتها، بعد أن اشتدت عليها الأزمات وكثرت عليهاالسهام والتحديات، وهنا يأتي بيتُ القصيد في قضيتنا المطروحة بحرارة كمخرج للأمة مننفق التيه المظلم، لتنهض من كبواتها، وتحقق طموحاتها، إنها قضيةالمسئولية.
معاشر المسلمين: إنَّ كلَّ لحظة من لحظات حياة المسلم تتجسد فيهاالمسئولية بكل صورها، أفراداً ومجتمعات، هيئات ومؤسسات، شعوباً وحكومات، روىالبخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجلراع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها،والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته؛ فكلم راع وكلكم مسئول عن رعيته }…….

معنى المسئولية في الإسلام

إخوة العقيدة: المسئولية في الإسلام تعني أن المسلم المكلف مسئول عن كل شيء جعل الشرع له سلطاناًعليه، أو قدرة على التصرف فيه بأي وجه من الوجوه، سواء أكانت مسئولية شخصية فردية،أم مسئولية متعددة جماعية، فأما المسئولية الشخصية، فهي مسئولية كل فرد عن نفسهوجوارحه وبدنه، روحه وعقله، علمه وعمله، عباداته ومعاملاته، ماله وعمره، أعمال قلبهوجوارحه، وهي مسئولية لا يشاركه في حملها أحد غيره، فإن أَحسن تَحقق له الثواب، وإنأساء باء بالعقاب.


روى الترمذي عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال: {لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعنعلمه فيما فعل فيه، وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه }.

كما أن المرء -يا عباد الله- مسئول عن لسانه أن يلغ في أعراض البُرآء أوأن ينقل الأراجيف والشائعات ضد الصُلحاء، وعن قلبه أن يحمل الضغينة والشحناء، والغلوالحسد والبغضاء: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَعَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].

أخوة الإيمان! وأما المسئولية الجماعيةفتتضمن أولاً: المسئولية الكبرى في الإمامة العظمى؛ وفي تحكيم شرع الله في أرض اللهعلى عباد الله، وكذا القيام بالمسئوليات في الوظائف العامة عدلاً في الرعية، وقسماًبالسوية، ومراقبة لله وحده في كل قضية، وكذا الحفاظ على الأموال والممتلكاتوالمرافق العامة، فليست المسئوليات غنماً دون غرم، ولا زعماً دون دعم، وسيتولىحارها من تولى قارها، في بعد عن الخلل الإداري، والتلاعب المالي، والتسيب الوظيفي،فلا تصان الحقوق إلا بتولية الأكفاء الأمناء، والأخذ على أيدي الخونة السفهاء،قياماً بالمسئولية والأمانة كما شرع الله، وتحقيقاً لما يتطلع إليه ولاة الأمروفقهم الله، وهو ما يحقق مصالح البلاد والعباد.

المسئوليةالأسرية في تربية الأجيال

وفي إطار المسئولية الجماعية يأتي دورالبيت والأسرة في حمل مسئولية التربية الإسلامية الصحيحة للأجيال المسلمة، وكذامعاقل التعليم المختلفة في تنشئة الطالبات والطلبة، ومسئولية المجتمعات في النهوضبالأفراد، ودور الإعلام في تهذيب الأخلاق والسلوكيات.

إخوة الإيمان: إنمسئولية تربية الأجيال، وإعداد النساء والرجال مسئولية عظمى، وإن قضية العنايةبفلذات الأكباد، وثمرات الفؤاد من النشأ والأولاد قضية كبرى يجب على أهل الإسلام أنيولوها كل اهتمامهم؛ لأن مقومات سعادتهم -أفراداً ومجتمعات- منوطة بها. وإنما أولادنا أكبادنا فلذاتنا تمشي على الأرض.
ولذلك لا بد منالإعداد لها أيما إعداد، رسماً للمناهج، وإعداداً للبرامج، وتظافراً في الجهود،وتولية للأكفاء، لتتم المسئولية التربوية سليمة من تعثر الخطى، بعيدة عن التناقضوالازدواجية، محاذرة للتقليد والتبعية، اعتزازاً بشخصيتنا الإسلامية، وشموخاً فيمناهجنا الشرعية، مترسمين هدي القرآن الكريم ونهج السنة النبوية.

معاشرالأحبة: إنَّ البيت هو الركيزة الكبرى، وعليه المسئولية العظمى في بناء الفرد، وتقععلى كاهله تحديد شخصيات الأبناء، وتكوين ملامحهم الإيمانية، والفكرية، والروحية،والأخلاقية.

فيا أيها المسلمون: ربوا أولادكم منذ نعومة أظفارهم على الإيمانبالله، واجعلوهم يستشعرون الأبعاد الحقيقة لكلمة التوحيد، بحيث يكون إيمانهم نابعاًمن يقين ومعايشة، وإدراك لحقيقة الربوبية والألوهية، وفهم واضح لمعنىالعبودية.

معاشر المسلمين: إن كثيراً من الأسر مع شديد الأسف لا تعنى كثيراًبتأصيل الفهم العقدي الصحيح، زاعمين أن التوحيد من المسلَّمات البدهية التي لاتحتاج إلى مزيد عناية، وتلك -وايم الله- من التسطيح في النظرة، ومن نتائجها توهينالأسس العقدية الصحيحة في نفوس كثير من الأبناء.

والبيت لا يبتنى إلا لهعُمد ولا عماد إذا لم ترس أوتادفعلى الأسرة أن تجتهد في تصحيح سلوكياتأبنائها، وغرس المثل الإسلامية في نفوسهم، وتأصيل الأخلاق الحميدة التي جاء بهاديننا الحنيف، وليكن الأبوان قدوة حسنة لأبنائهم، فلا يكون هناك تناقض بين مايمارسونه من سلوك عملي، وبين ما ينصحون به أبناءهم في ظلام وكلام نظري.

وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوهوإنها لمسئوليةعظيمة أن يبني الأبوان شخصية أبنائهم على أساس العقيدة الصحيحة والاعتزاز بمبادئهموتراث أمتهم، محاطين بالإيمان والهدى والخير والفضيلة، أقوياء في مواجهة المؤثراتالمحيطة بهم، لا ينهزمون أمام الباطل، ولا يضعفون أمام التيارات الفكريةالزائفة.

فيا أيها الأباء والأمهات: اتقوا الله في أولادكم، كونوا قدوة لهمفي الخير، وإياكم ثم إياكم أن تكلوا عملية تربيتهم للخادمين والخادمات، فهم ضرر علىالأسرة لما يحملونه في الغالب من أفكار وأخلاق وعادات ثبت في الواقع خطرها، وثبتلدى كل غيور شرها وضررها، أبعدوهم عن قرناء السوء، تابعوهم في صلواتهم، وخلواتهم،وجلواتهم، كونوا الرقابة المكثفة المقرونة بمشاعل المحبة والحنانوالشفقة.

حذارِ أن تتسلل إلى الأسرة ألوان من الغزو الفكري والأخلاقي، فتهدمما بنيتموه، وتنقض ما شيدتموه، نشِّئوهم على الخير والفضيلة والهدى، والبعد عنالرذيلة والشر والردى.

أيها المسلمون: كما تشمل المسئولية الأسرية حسناختيار الزوجين على أساس الدين والأمانة والخلق، قال صلى الله عليه وسلم: {إذاجاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير } رواهالترمذي وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وبهذا الاختيارالحسَنَ، ينشأ جيل من الأفراد الصالحين الذين يحققون العبودية الخالصة لله ربالعالمين.

كما تتضمن المسئولية الأسرية، حُسنُ العشرة بين الزوجين، والقيامبالواجبات، وأداء الحقوق، والتعاهد على التربية، يقول سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُوَالْحِجَارَةُ [التحريم:6].

فكيف يهنأ والد بالعيش وهذا الوعيد الشديد يطرقسمعه، وهذه العاقبة المحزنة تهدد أولاده، ألا فليتقِ الله القوَّامون على النساء منالأزواج والآباء، فليربوهنَّ وليأخذوا على أيديهنَّ، ويلزموهن بالقرار في البيوتوالحجاب الشرعي، حتى لا يُفَتَنَّ ولا يَفتِنَّ، فيأتين على بنيان التربية منالقواعد، وإن من الخطأ كل الخطأ والخيانة في الأمانة، إهمال قضايا المرأة في حجابهاوعفافها واختلاطها بالرجال، والانسياق المحموم وراء الأزياء والموضات دون رقيب ولاحسيب.وتتضمن المسئولية الأسرية -يا عباد الله- تسهيل أمور الزواج وعدمالمغالاة في المهور وتكاليف الزواج، والإسراف والتبذير وما يقع من منكرات فيالأفراح.فيا أهل العفة والغيرة والحياء! يا أرباب الشهامة والرجولةوالإباء! أليس هذا من الغش والخيانة، والتساهل في القيامبالمسئولية.

مسئولية المجتمع في الحفاظ على سفينةالأمة

أمة الإسلام: وتقع على المجتمع مسئولية كبرى في الحفاظ علىسفينة الأمة، وفي تعميق الروابط فيما بين أفرادها من التواد والتراحم، والأخوَّةوالتفاهم، انطلاقاً من الركيزة الإيمانية لا من المصالح الدنيوية والعلاقاتالمادية، ولقد عُني الإسلام بالمجتمع وتشييد أركانه، بصورة متماسكة في بنيانه أمامالأفكار المسمومة، والآراء المذمومة، فليتواصى أبناء المجتمع على عبادة الله وحده،وعلى الاضطلاع بمهمة الدعوة الإسلامية والحسبة، وإعلاء راية الأمر بالمعروف والنهيعن المنكر أمام سيل المنكرات، وطوفان المحرمات، والأخذ على أيدي المستهترين، وإنَّالسكوت على الأيدي الآثمة هو في الحقيقة إثم أكبر من إثمها، وإجرام أبشع منإجرامها: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آلعمران:110].

وهذا ما ينبغي أن تدركه الأمة الإسلامية لتعرف حقيقتها وقيمتهاوتضطلع بمسئولياتها، وتعرف أنها أخرجت لتكون في الطليعة؛ لتكون لها القيادة؛ لأنهاخير أمة: وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّاللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحديد:25].

مسئولية الإعلام في تحقيقمصالح الأمة

أيها الإخوة المسلمون: أما وسائل الإعلام في عصر التفجرالإعلامي، وثورة المعلومات والتقنيات، فمسئوليتها من أعظم المسئوليات، ولا سيماالقنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية، فالله الله -أيها التربويون- في استثمارهالخدمة ديننا الحنيف.
وإن الغيورين ليأسفون أشد الأسف على المهازل الرخيصة،والجنوح اللامسئول مسئول بهذه الوسائل الإعلامية إلى ما يفرز ضد الأجيال إلى ما لاتحمد عقباه، في أعز ما تملكه الأمة في قدرات شبابها وفتياتها، فإلى الله المشتكىولا حول ولا قوة إلا بالله! معاشر الأحبة: إن للإعلام دوراً كبيراً فيتشكيل عقول الأفراد، وتحديد معالم الشخصيات، وتوجيه السلوكيات، وغرس القيم والأهدافبما يحقق المصالح الخاصة والعامة، فليتق الله القائمون على وسائل الإعلام المختلفةالمرئية والمسموعة والمقروءة، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فلا يقدم لأفرادالأمة ومجتمعاتها إلا كل ما يدعو إلى الخير والفضيلة، ويرسخ القيم الإسلاميةالأصيلة، والمبادئ القويمة، والمُثلُ العظيمة، وعليهم أن يستنقذوا أبناء هذه الأمةمن التشويش الفكري، والغبش العقدي، والعفن الأخلاقي، الذي ينعكس على حياتهمالعملية، وسلوكياتهم اليومية، مما تعج به سماء القضاء، ويرتج منه الأرض والأجواء،فرحماك ربنا رحماك!

أيها الإعلاميون: الأعلام نبض الأمة، ومرآة المجتمع،فراعوا مسئولية الكلمة، وأمانة الحرف، وموضوعية الطرح، وشفافية الحوار، ومصداقيةالرؤى، واعلموا أنه بالمبادئ والقيم وبالعقيدة والإيمان يتميز الإعلام عند أهلالإسلام، فكم تعاني المجتمعات البشرية اليوم من جرائم وحوادث، وكم تجرعت من ويلاتوكوارث، لماذا ارتفعت معدلات الجريمة بما يذهل العقول؟ لم يكن ذلك ليحدث إلا لماأهمل الإنسان مسئوليته.

إن من مسئوليات الأمة العظمى التصدي لألوان الغزوالسافر، ضد عقيدتنا ومقدساتنا، والإبانة عن الموقف الحق ضد الحملات، التي تشن ضدديننا وقيمنا ومبادئنا، والوقوف بحزم وحصانة، ورعاية وصيانة، لصد اخطبوط العولمةالمفضوحة، بالحفاظ على مميزاتنا الحضارية، وثوابتنا الشرعية، والتصدي القوي لماتقوم به الصهيونية العالمية، في دعم من القوى الدولية، ضد مقدساتنا في فلسطينالمسلمة، وما يقوم به أشياعهم في كشمير والشيشان ، فمسئولية مَنْ مواجهة هذهالغطرسة الصهيونية الآثمة؟ وهذه الهجمة العدوانية العنصرية ضد أمتناالإسلامية؟إن كلاً منا على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتىالإسلام من قِبَله.


مسئولية نصرة الدين مسئوليةمشتركة

إن حقاً على أهل الإسلام أن يقوموا بمسئوليات في تحقيق نصرةهذا الدين بكل ما أوتوا من إمكانات، وأن تتكاتف في ذلك جميع القنوات.

الأسروالبيوتات، الأباء والأمهات، المدارس والجامعات، المساجد والإعلام والمنتديات،الشعوب والحكومات، والمجتمع بكافة فئاته، ووسائل الإعلام بشتى قنواتها مسموعها،ومقروءها، ومرئيها، الكل يؤد واجبه، في التربية والبناء، وغرس القيم والأخلاق فيالبنات والأبناء، ليخرج جيل مثالي من الرجال والنساء، وبذلك يتحقق الأمر المنشود،ويتجدد المجد المفقود، والتطلع المعقود، وما ذلك على الله بعزيز.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواأَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْوَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال:27-28].

بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيدالثقلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمينوالمسلمات من كل الذنوب والخطيئات، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفورالرحيم.

المسئولية تجاه الأبناء فيالإجازة

الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وسع كل شيء رحمة وعلماً وتدبيراً، وأشهد أن سيدناونبينا محمداً عبد الله ورسوله أرسله هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى اللهبإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماًكثيراً.
فاتقوا الله -عباد الله- وقوموا جميعاً بما أنتممسئولون عنه أمام ربكم، ثم أمام الأمة والتاريخ، فلقد علمتم عِظَم منظومةالمسئولية؛ من الخدمة الصغرى إلى قمة الهرم في الإمامة العظمى.

واعلموا -يارعاكم الله- أن مسئولية النصيحة في هذه الأوقات ما يحدث من ظواهر اجتماعية، فيأوقات الإجازات، فيا أيها الآباء والأمهات: يا أيها الطلاب والطالبات: يا أيهاالتربويون في كافة القنوات: ماذا أعددتم لشغل الفراغ والأوقات مدة هذه الإجازات؟!

إن واجب النصح للأمة في هذه القضية المهمة ينبغي أن ينصب على كيفية شغلأوقات فلذات الأكباد، وثمرات الفؤاد بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع العظيموالخير العميم.

أيها الإخوة الأحبة في الله: إن فرص استغلال الوقت في هذهالإجازة -لا سيما للشباب والفتيات- كثيرة بحمد لله، فينبغي أن نحرص على الفرصالشرعية المباحة، والمناسبات المرعية المتاحة، وليحذر العباد من تضيبع الأوقات فيالمحرمات والمشتبهات.

ألا وإن أنَفس ما صُرفت فيه الأوقات؛ العناية بكتابالله تعلماً، وتعليماً، وحفظاً، وتدبراً، وفهماً، وعملاً، وتطبيقاً، والقراءةوالاطلاع على الكتب الشرعية النافعة، والالتحاق بالدروات العملية، والمخيماتالدعوية، والمراكز الصيفية، والمعاهد المهنية التي يقوم عليها أهل الخير والصلاح،والدعوة والإصلاح، بما يعود بفائدة كبرى في زيادة المعارف، وحفظ الأوقات، وتنميةالمواهب واكتساب المهارات.

ولا بأس بإدخال الفرح على الأهل والأولاد في سفرمباح في محيط بلاد الإسلام، ولنا مع السفر والمسافرين حديث قادم بإذن الله.


وألا وإن من غير المنكور وجود الأتقياء الأمناء في الأمة بحمد لله، ممنجدوا في أداء مسئولياتهم مستشعرين معية الله جلَّ وعلا فيها، حريصين على تقويةالوازع الديني وضمير الإحساس الإنساني في أداء حقوق الله وحقوق عباد الله، وبمثلهؤلاء يصلح حال الأمة، وتسعد مجتمعاتها بإذن الله، والله المسئول أن يوفق الجميعلما يحبه ويرضاه، وإنه خير مسئول وأكرم مأمول.


ألا وصلوا وسلموا رحمكم اللهعلى معلم البشرية، المبعوث بالحنيفية، خير من قام بالمسئولية، كما أمركم بذلك ربكمرب البرية، فقال تعالى قولاً كريماً: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَعَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُواتَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على حبيبنا وقدوتنا محمد بنعبد الله، وارض اللهم عن خلفاءه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائرالصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك يا أرحمالراحمين!
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَ الشرك والمشركين، ودمرأعداء الدين واحمِ حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مُطمئناً وسائر بلادالمسلمين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيدَّ بالحقإمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهموفقه ونائبه لما فيه صلاح البلاد والعباد، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.

اللهم كن لهم على الحق مؤيداً ونصيراً، ومعيناً وظهيراً يا جواد يا كريم!
اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليهوسلم، اللهم اجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين.

اللهم انصر إخواننا المجاهدينفي سبيلك والمضطهدين في دينهم في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين وكشمير والشيشان، اللهم انصر إخواننا في فلسطين على اليهود المعتدين، والصهاينةالغاشمين.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك فوق كل أرض، وتحت كل سماءيا ذا الجلال والإكرام!
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنينوالمؤمنات، الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

اللهم اهدنالأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرفعنا سيئها إلا أنت: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِحَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201] .
عباد الله: إِنَّ اللَّهَيَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم،ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون…….

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والشكر له سبحانه على توفيقه بأن يسر لي إتمام هذا الموضوع الذي كنت أتمنى دائماً أن أقدم ولو شيئاً يسيراً لخدمة الإسلام والمسلمين، فله المنة والفضل سبحانه أن يسر لي هذا حتى تم والحمد لله.
إن نعم الله عظيمة، وفضله كبير، فنسأل الله سبحانه أن يوفقنا إلى شكرها، والعمل بمقتضاها) رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين[393].
و اتمنى ان الموضوع نال على رضاك ، وأن استفد من قراءة البحث .

المراجع :

1 ] . كتاب مسؤولية في الاسلام " كلكم راعٍ ومسئول عن رعيته "
للمؤلف الدكتور: عبد الله قادري الأهدل (الطبعة الثالثة 1412هـ 1992م ) .
2 ] . موقع www.saaid.net/Doat/ahdal/80.htm

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.