هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد الله بن عبد بن يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطّلبي الشافعي الحجازي المكي يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف. ولد في سنة مائة وخمسين وهي السنة التي توفي فيها أبو حنيفة. ولد بغزة ( غزة هاشم ) من بلاد فلسطين المباركة (تدل الوثائق التاريخية على استمرار الناس بالعيش في مدينة غزة على مدار أكثر من 3000 عام، كانت أول مرة ذكرت فيها في مخطوطة للفرعون تحتمس الثالث (القرن 15 ق.م)، وكذلك ورد اسمها في ألواح تل العمارنة. بعد 300 سنة من الاحتلال الفرعوني للمدينة نزلت قبيلة من الفلسطينيين وسكنت المدينة والمنطقة المجاورة لها، عام 635 م دخل المسلمون العرب المدينة وأصبحت مركزا إسلاميا مهما وخاصة أنها مشهورة بوجود قبر للجد الثاني للنبي صلى الله عليه و سلم هاشم بن عبد مناف فيها ولذلك أحيانا تسمى غزة هاشم. وكانت المدينة مسقط رأس الشافعي (767-820) الذي هو أحد الأئمة الأربعة عن المسلمين السنة.), وقيل : ولد بعسقلان, ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين.
سيرته ..
نشأ يتيما في حجر أمه في قلة من العيش , وضيق حال , وكان في صباه يجالس العلماء , ويكتب ما يستفيده في العظام , ونحوها , حتى ملأ منها خبايا , وقد كان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر , وأيام العرب , والأدب , ثم اتجه نحو تعلم الفقه فقصد مجالسة الزنجي مسلم بن خالد , وكان مفتي مكة.
ثم رحل الشافعي من مكة إلى المدينة قاصدا الأخذ عن أبي عبد الله مالك بن أنس رحمه الله , لما قدم عليه قرأ عليه الموطأ حفظا , فأعجبته قراءته , ولازمه , وكان للشافعي رحمه الله حين أتى مالكا ثلاث عشرة سنة ثم نزل باليمن .
أهم ما إشتهر به ..
واشتهر من حسن سيرته , وحمله الناس على السنة , والطرائق الجميلة أشياء كثيرة معروفة . ثم ترك ذلك , وأخذ في الاشتغال بالعلوم , ورحل إلى العراق , وناظر محمد بن الحسن , وغيره , ونشر علم الحديث , ومذهب أهله , ونصر السنة , وشاع ذكره , وفضله , وطلب منه عبد الرحمن بن مهدي إمام أهل الحديث في عصره أن يصنف كتابا في أصول الفقه فصنف كتاب الرسالة , وهو أول كتاب صنف في أصول الفقه , وكان عبد الرحمن ويحيى بن سعيد القطان يعجبان به , وكان القطان , وأحمد بن حنبل يدعوان للشافعي في صلاتهما .
وصنف في العراق كتابه القديم , ويسمى كتاب الحجة , ويرويه عنه أربعة من جلة أصحابه , وهم أحمد بن حنبل , , وأبو ثور , والزعفراني , والكرابيسي .
ثم خرج إلى مصر سنة تسع وتسعين ومائة, وقيل: سنة مائتين , ولعله قدم في آخر سنة تسع جمعا بين الروايتين , وصنف كتبه الجديدة كلها بمصر , وسار ذكره في البلدان , وقصده الناس من الشام , والعراق , واليمن , وسائر النواحي للأخذ عنه , وسماع كتبه الجديدة , وأخذها عنه , وساد أهل مصر , وغيرهم , وابتكر كتبا لم يسبق إليها , منها أصول الفقه , ومنها كتاب القسامة , وكتاب الجزية , وقتال أهل البغي , وغيرها .
مصنفاته ..
• كتاب الأم .
• رسالة في أصول الفقه.
• كتاب القسامة .
• كتاب الجزية .
• قتال أهل البغي.
• سبيل النجاة .
• ديوان شعر111 .
بعض أبياته المشهورة ..
نـعـيب زمـانـنا والـعيـب فـينا………وما لزماننا عيـب ســـــوانا
ونــهـجـو الـزمـان بـغير ذنـب……….ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب……….ويـأكـل بـعضنا بعضا عيانا
ولولا الشعر بالعلماء يـزري لكنت اليوم أشعـر مـن لبيـد
وأشجع في الوغى من كل ليثٍ وآل مهلـبٍ وبـنـي يـزيـد
ولولا خشية الرحمـن ربـي حسبت الناس كلهـم عبيـدي
وفاته ..
توفي بمصر سنة أربع ومائتين , وهو ابن أربع وخمسين سنة قال تلميذه الربيع : توفي الشافعي رحمه الله ليلة الجمعة بعد المغرب , وأنا عنده , ودفن بعد العصر يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين , وقبره بمصر وبنى على قبره القبة القائد صلاح الدين الأيوبي.
ادعوولي اييب درجاات حلوة