شهد العقد الماضي العديد من الاكتشافات الأثرية الهامة التي تضمها حالياَ المتاحف الأثرية في أنحاء البلاد كافة ، واليوم يمكن لشعب الإمارات أن يشعر بالفخر والاعتزاز بهذه الاكتشافات التي تعبر عن تاريخ وماضٍِِ أثري عريقين وتظهر أهمية هذه المنطقة بما تكبد قدماء الأكديين أو الأخمنيون أو الأباطرة أو الساسانيون مشقة توسيع حملاتهم العسكرية ومحاولة مد نفوذهم في تلك المنطقة وهذا يؤكد أن دولة الإمارات كانت في العصور القديمة جزءا من الحضارة المتنوعة وتم العثور على أدوات حجرية متعددة في عدد كبير من المواقع في جميع أنحاء الإمارات ويشهد على ذلك رؤوس السيوف الحادة والرقائق والصفائح المعدنية التي كان يستخدمها المستوطنون الأوائل ، وقد تم أيضا اكتشاف أواني فخارية ملونة في عدد من المواقع في دولة الإمارات في العصر الألفي الخامس قبل الميلاد .
أواخر العصر الألفي الرابع ومطلع القرن الألفي الثالث قبل الميلاد (2500.م-3100ق.م) :
لأول مرة تظهر مدافن جماعية في شكل مقابر فوق الأرض في موقعين في دولة الإمارات العربية المتحدة هما جبل حفيت وجبل أملح وهي تتضمن فخاريات .
وقد تم اكتشاف نماذج من قلاع فترة أم النار في موقع الهيلي1 . والهيلي8 ، والبدية وتل أبرق و كلباء .
وقد اكتشفت نماذج مدافن أم النار الدائرية لأول مرة من قبل بعثة تنقيب دنمركية على جزيرة أم النار في أبو ظبي في عام 1958 . وتم اكتشاف نماذج من مدافن أم النار في المناطق الساحلية والداخلية في أبو ظبي (جزيرة أم النار ،ومنطقة الهيلي ) ودبي ( الصفوح وحتا) ، وعجمان (المويهات) ، وأم القيوين (تل أبرق) ، ورأس الخيمة ( شمال وادي المنيعي).
وتظهر النماذج المحفوظة بأن مئات الأفراد قد دفنوا في هذه المدافن مع سلسلة واسعة من المعدات من طاسات من الحجر الناعم ، وأواني فخارية منزلية من الخزف ، وأواني فخارية منقوشة باللون الرمادي ، وأسلحة نحاسية برونزية ومصنوعات شخصية مثل الإسورة والقلائد وأمشاط عاجية ومصابيح من الجبس وملابس كتانية .
واكتشف في مدفن تل أبرق رفات شابة في العشرين من عمرها كانت مصابة بشلل الأطفال.
وأظهرت الحفريات في موقع السماح في رأس الخيمة وجود أرصفة حجرية تتكون من منصات مرتفعة ومقابر تحت الأرض وهذا يدل على وجود درجة من التنوع الحضاري في أواخر العصر الألفي الثالث .
وتشتهر منطقة شمل والمواقع القريبة منها مثل غليلة وضاية بمدافنها الجماعية التي تعود إلى فترة وادي سوق . إضافة إلى المدافن التي وجدت في وادي القور في جنوب رأس الخيمة وواحة دبا وواحة قدفع في الفجيرة.
وكذلك المدافن المحفورة في داخل السبخة في القصيص في دبي .
وقد اكتشفت عدة مبان من الآجر الطيني في الرميلة ، وبنت مسعود والهيلي2 ، والهيلي14 ، والهيلي17 في منطقة العين وأيضا في الثقيبة وأم سفح في سهل المدام ، ومويلحة في المناطق الصحراوية بالقرب من مطار الشارقة الدولي .
وفي العصر الحديدي الثاني ظهرت معاقل حصينة مثل الهيلي14 في العين وحصن مضب في الفجيرة ، وجبل بحايص شمال المدام ، والرفاق في وادي القور ، والغرض من هذه الحصون والقلاع حماية المستوطنات الزراعية المرتبطة بها.
في منطقة جميرة قرب مدينة دبي كان لها شأن كبير في عصر صدر الإسلام ، فالموقع الأثري في هذه المنطقة يمثل بقايا مدينة إسلامية من العصر الأموي كانت تتحكم في طرق التجارة آنذاك ومن مرافق هذه المدينة التي كشف عنها بيت للحاكم وسوق تجارية ومرافق سكنية .
مدينة جلفار
ومن المدن الإسلامية الكبيرة المعروفة مدينة جلفار الواقعة على شاطئ الخليج شمال مدينة رأس الخيمة الحالية. لقد كانت مدينة جلفار ذائعة الصيت منذ القرن الرابع الهجري واشتهرت بعلاقاتها التجارية مع الصين، لقد كشفت الحفائر في هذه المدينة عن بيوت سكنية وأربعة مساجد وأحد البحارة وهو دوارتي بارياروس كتب عن سكان جلفار أنهم أثرياء وملاحون عظام وتجار جملة.
الدير المسيحي في جزيرة صير بني ياس:
يحتل الدير موقعاً مميزاً عبر سهول الجزيرة لأنة كان بمثابة منارة للبحارة في الخليج الأدنى خلال القرنين الخامس والسادس الميلاديين ، وكشفت الحفريات عن رفات قبر يقع على مقربة من المدخل الرئيسي للكنيسة.
موقع مسيحي مبكر في داخل أبوظبي :
تم اكتشاف هذا الموقع على الشريط الساحلي لأبوظبي في منطقة شليلة على بعد 40 كلم شمال شرق أبوظبي وأظهرت الأبحاث عن هذا الموقع أدلة على وجود تجارة مكثفة في هذه الفترة بين الإمارات والهند ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
منطقة أبو شغرة بالشارقة :
اكتشفت مستوطنات بشرية في وسط مدينة الشارقة يعود تاريخها إلى حوالي 5000 عام قبل الميلاد . وكشفت الحفريات عن أدوات وقطع مكسرة من الفخار ترتبط بحضارة وادي الرافدين.
وادي الحيــل :
في وادي الحيل الذي يمتد إلى داخل الجبال جنوب شرق مدينة الفجيرة يوجد موقع قرية مهجورة منذ مدة طويلة بها نقوش صخرية ورسومات لحيوانات وأشكال بشرية تعود للعصر الألفي الثالث قبل الميلاد.
تــل قــش :
وهو أكبر تل أثري في دولة الإمارات يقع في قرية شمال رأس الخيمة يتكون من ثلاثة تلال متصلة ببعضها بعضا ويقف على ارتفاع ستة أمتار فوق سهول الفيضانات المحيطة به ويبلغ عمقه متران ونصف تحت الأرض .
موقع قرية وحله :
وهذه القرية تقع في المنطقة الجبلية من إمارة الفجيرة وتتكون المستوطنة من عشرون منزلاً يعود تاريخها إلى أكثر من 4000 سنة كما توجد في وحله القلعة الحالية التي تمتد أيضاً إلى منطقة تحيط بها مبان مهجورة تعود للعصر الإسلامي وتوجد بها كميات هائلة من حطام الأواني الفخارية تعود للعصر الحديدي ( خلال الفترة 500 ق م إلى 1000)
مستوطنة خورفكان القديمة :
هذا الموقع يتضمن سلسلة من الوحدات السكنية تحتوي على عدد هائل من الغرف من مختلف الأشكال والأحجام مع حوائط صخرية كما يوجد بها قدر هائل من الأواني الفخارية الملونة والمزخرفة وأدوات حجرية ومطاحن يدوية وأدوات صيد السمك، وتشير المدافن الستة والستون التي عثر عليها في الجبال المجاورة إلى أن السكان ظلوا مستقرين في سفوح جبال خورفكان لفترة طويلة من الزمن.
مبان تاريخية و مساجد قديمة في رأس الخيمة :
بعض هذه المباني تتميز بالضخامة مثل قلعة الحاكم الأسبق والتي تحولت الآن إلى المتحف الوطني في رأس الخيمة ، والقلاع الدفاعية خارج قرية الجزيرة الحمراء ، والمنازل المحصنة في القرى مثل ضاية كذلك توجد حصون وقلاع مهدمة في قمم الجبال في وادي دفتا ، وحصن شمل ( قصر الزباء ) بالقرب من قرية شمل إلى الشمال من رأس الخيمة.
كما توجد في رأس الخيمة مساجد قديمة يعود تاريخها إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين وقد كشفت الحفريات التي قام بها فريق ألماني في منطقة شمل في رأس الخيمة عن مدافن يرجع تاريخها إلى 4000 عام وفي تلك الفترة كانت المدافن الجماعية الكبيرة تشيد على غرار المنازل الصغيرة ويتم فيها دفن جميع أفراد العائلة أو القبيلة ، وعثر في هذه المدافن على أربعة أنصال خناجر نحاسية بالإضافة إلى رأسي رمحين وبروش فضي في شكل ثور.
موقع المدام في الشارقة :
يعود هذا الموقع إلى العصر الألفي الأول قبل الميلاد ، في هذا الموقع عثر الفريق الأسباني على بنية ضخمة تحتوي على العديد من الغرف وساحة واسعة ودرج كما وجد أيضاً حطام أواني فخارية وأدوات صخرية ومعدنية .
جبل الظنة :
هذا الموقع يعود تاريخه إلى أواخر العصر الحجري قبل حوالي 7000 عام في الصحراء على بعد حوالي 40 كلم جنوب جبل الظنة حيث وجد فيه نصل مزدوج الوجه وسكين مصنوعة من حجر الصوان وحطام رؤوس سهام ، وكذلك في جزيرتي مروح وغاغة قبل حوالي 7000 عام حيث كان سكان هذه المنطقة يصطادون النعام كغذاء ويظهر ذلك من كسور قشور بيض النعام.
تـل أبـرق :
تحت تله رملية لا تبعد كثيراً عن شواطئ الإمارات الشمالية يوجد سر كبير في هذا المكان ، وجد علماء الآثار بقايا مدينة كبيرة أطلقوا عليها اسم " تل أبرق " وهي واحدة من أقدم المدن التي تم اكتشافها حيث يتضح من أعمال التنقيب أنها كانت مأهولة بشعب متحضر قبل نحو 5000 سنة.
وكان مركز المدينة عبارة عن برج دائري كبير ويعتبر هذا البرج أكبر قلعة من نوعها تكتشف في المنطقة، لقد عاش في البرج مئات الأشخاص حيث عملوا في صيد الأسماك وتربية المواشي والتجارة والزراعة والصناعة وقد وجد قرب البرج قبر دائري به عظام أطفال ورجال تزيد أعمارهم عن 60 عاماً والمفاجأة الكبيرة التي تم اكتشافها في تل أبرق هي أن عضلات سكان المدينة كانت كبيرة وهذا دليل على أن سكان تل أبرق قاموا بأعمال شاقة وصعبة مثل بناء الأبراج وبين بقايا العظام وجد هيكل عظمي كامل لحمار عمره 4000 سنة وعثر فريق العلماء على أدوات مصنوعة من العاج ، وتؤكد جميع هذه الموجودات أن تل أبرق كانت مركزاً تجارياً حيوياً ونجد نتيجة الاكتشافات أن هذه المدينة سكنت لأول مرة قبل خمسة آلاف سنة.