تدعيم السلطات الاتحادية للصف التاسع 2024.

إن بناء الدول عند المغفور له الشيخ زايد قد لازم مسيرته وكان الهدف الماثل دوماً أمامه هو تدعيم السلطات الاتحادية فقد جاء في خطاب المغفور له الشيخ زايد في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الأول للمجلس الوطني الاتحادي 1972 قائلاً : ( وينبغي ان تعمل السلطات الاتحادية على استصدار القوانين والتشريعات التي أشار إليها الدستور بالسرعة اللازمة كي نسابق الزمن في تحقيق التقدم الذي ننشده وتوفير الحياة الأفضل لجميع المواطنين) وقد اقتضت هذه العملية التعامل مع كيان دولة الإمارات باعتباره الامتداد الطبيعي لتاريخ المنطقة وفي الوقت نفسه قبول الخصائص الفردية التي تتميز بها كل إمارة على حدة.
كان المغفور له الشيخ زايد يريد بناء دولة عصرية، ولهذا عمل عل صياغة سياسات تضمن الحفاظ على كيان الدولة، وتأمين استمراريتها وتوطيد أركانها مع التمسك بالمبادئ والقيم المثلى، وقد حرص المغفور له على تدعيم السلطات الاتحادية للدولة وذلك بإصدار القوانين التي يمنحها الدستور على هدي من أحكام الشريعة الإسلامية، وحاجات البلاد وواقعها، وبما يساير ركب التطور الحديث في الوقت نفسه : ( نحن نتطلع إلى تحقيق الكثير من الآمال عن طريق تدعيم السلطات الاتحادية والقضاء على السلبيات التي تعوق التقدم والتطور، ويجب المبادرة من الآن في إعداد الدستور الدائم الذي يبدأ العمل به في ديسمبر 1976 … كما يجب العمل على سن القوانين والتشريعات الكبرى بالسرعة اللازمة لتوثيق الروابط المتينة بين الإمارات الأعضاء، وحماية حقوق وحريات شعبها).
وفي رد المجلس على خطاب المغفور له الشيخ زايد الذي قوبل بالترحيب البالغ من أعضاء المجلس فيما يتعلق بالبدء في إعداد الدستور الدائم وضرورة قيام المجلس بمسؤوليته في هذا الصدد جاء فيه : (يقدر المجلس كل التقدير مسؤوليته في هذا الصدد وسيكون من دواعي اغتباطه أن يجند كل خبراته وطاقاته).
وقد حدد الدستور اختصاصات الاتحاد في المادة (120) حيث ينفرد الاتحاد بالتشريع والتنفيذ في جميع مجالات السيادة التي تمثل مظهر الدولة مثل : الشؤون الخارجية، والدفاع والقوات المسلحة الاتحادية، ومالية الاتحاد، والخدمات البريدية والبرقية والهاتفية واللاسلكية، والتعليم، والصحة، والكهرباء والإعلام.
اما المادة (121) فقد حددت اختصاصات الاتحاد من خلال انفراده بالتشريع في الشؤون الداخلية، الاقتصادية والقضائية والأمنية.
كانت المهمة الرئيسية هي بناء الإحساس الحقيقي بالانتماء لدولة الإتحاد، وأن يكون لكل مواطن دور شخصي في عملية بناء الاتحاد الجديد عن اقتناع بأن هذا سيوفر له مكاسب إضافية دون ان يفرض عليه أعباء جديدة.

^ــ ووفقك الله ــ^