اهتمام قطري لافت بحقوق ذوي الإعاقة 2024.

موسكو – العرب

أكدت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني المقرر الخاص للأمم المتحدة لشؤون الإعاقة السابق أن دولة قطر أولت اهتماما كبيرا بشؤون الإعاقة والمعوقين في ظل توجيهات مباشرة من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، بالاهتمام بهذه الفئة بهدف مساعدتهم، والارتفاع بما يقدم لهم من خدمات متعددة في كافة المجالات.

وقالت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة في محاضرة ألقتها في الأكاديمية الدبلوماسية بموسكو بعنوان «واقع الأشخاص ذوي الإعاقة في دولة قطر» إن دولة قطر حققت تقدما كبيرا في مجال الاهتمام بهذه الفئة، وبصورة لافتة خلال السنوات القليلة الماضية، بما وضعها في مقدمة الدول العربية التي تهتم بهذه الفئة سواء من المواطنين أو المقيمين.

وقدمت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة التي تعد أحد الوجوه الدولية البارزة في مجال الاهتمام بشؤون الإعاقة والمعوقين خلال المحاضرة التي جاءت في إطار فعاليات الأيام الثقافية القطرية بروسيا في الفترة من 3 وحتى 6 يونيو الجاري عرضا مرحليا لمدى تقدم الخدمات وتطور وتفعيل التشريعات، ووضع السياسات التي تضمن الدمج والمشاركة الكاملة والمساواة وتكافؤ الفرص لهم في المجتمع القطري.

وأشارت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة إلى بعض الوجوه القطرية التي استطاعت بفضل رعاية الدولة لها تحدي الإعاقة وحققوا تفوقا كبيرا في مجالهم وأصبحوا نماذج بارزة لتحدي الإعاقة على مستوى العالم، مؤكدة أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا ما قدمته الدولة من رعاية متكاملة لهذه الفئة.

وأشارت إلى أن دولة قطر ترتكز في اهتمامها بهذه الفئة من عدة منطلقات لعل أولها ما يحضنا ديننا الإسلامي الحنيف من الاهتمام بذوي الحاجة، وثانيا من منطلقات إنسانية راقية توفرت لدى سمو الأمير وسمو السيخة موزا، وأخيرا القواعد والقوانين الدولية الناظمة.

وقالت الشيخة حصة بنت خليفة إن جهود قطر في مجال الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة من ذوي الإعاقة قوبلت باحترام واسع وعميق من قبل أعضاء المجتمع الدولي خاصة مبادراتها الإنسانية في مختلف ميادين العمل الإنساني.

من جهة أخرى وفي محاضرة ثانية لسعادة الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني بصفتها خبيرة في مجال حقوق الإنسان وحقوق ذوي الإعاقة أمام جامعة الصداقة بموسكو بعنوان «الواقع الحالي للأشخاص ذوي الإعاقة في العالم العربي» خاصة في ضوء الأحداث الأخيرة التي تمر بها المنطقة أكدت الشيخة حصة بنت خليفة حرص دولة قطر على دعم ومساندة الشعوب العربية التي تعاني أوضاعا صعبة خاصة الشعب الليبي بعد أن أصبحت ليبيا على المحك في ظل الوضع الإنساني المتدهور هناك، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإغاثة الشعب الليبي وتوفير الدعم السياسي والإغاثي له.

وقالت إن ذوي الاحتياجات الخاصة في الدول العربية التي تشهد نزاعات وتوترات حاليا أصبحوا في وضع خطير جدا، وبما يهدد بعدم توفر الحد الأدنى من الخدمات المطلوبة لهم، وهو الأمر الذي أدركته دولة قطر وتحاول العمل بكل الطرق ومع الجهات المعنية لمساعدتهم.

وأكدت أهمية التعاون بين منظمات الإغاثة وتوفير قاعدة بيانات لتفعيل العمليات الإغاثية والتنموية والتعامل مع النازحين، وكذلك التواصل مع الليبيين ورفع الوعي بضرورة مد يد العون للذين يواجهون كارثة إنسانية وإبادة جماعية، والعمل على تقدير الاحتياجات الحقيقية لهم للوفاء بها عبر المنظمات الإقليمية والدولية، وكذلك أهمية تضافر الجهود العربية والإقليمية لتوفير المواد الطبية والإغاثية للاجئين، لافتة إلى أهمية دور الأمم المتحدة والتعاون مع المنظمات العربية في هذا الإطار.

وأشارت إلى أن العمل الإنساني يواجه تحديات كبيرة في العالم، وفي المنطقة العربية، وأبرز هذه التحديات الأوضاع المتأججة والقيود السياسية في المنطقة العربية.

وقد استعرضت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني خلال المحاضرة خبراتها في العمل الإنساني منذ عام 2024، والذي ارتكز بشكل أساسي على مساعدة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل على دعم اللاجئين في فلسطين وسوريا وعلى الحدود وفي دارفور وغزة.

وقد شهد المحاضرتين السفير القطري بموسكو وأعضاء السفارة ورئيس الأكاديمية الدبلوماسية والقائمون على العمل بها، ونائب عميد جامعة الصداقة، وعدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب وممثلي المنظمات المهتمين والعاملين في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومجموعة من الطلاب العرب والأجانب، وحشد من المهتمين بالعمل التطوعي ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوق الإنسان، في ظل إعجاب كبير بما حققته المرأة العربية في هذا المجال، وعلى رأسهن الشيخة حصة بنت خليفة، وجرى نقاش موسع على هامش المحاضرتين تناول الأوضاع في المنطقة العربية وتأثيراتها على المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة.