كانت سوق الامارات حتى وقت غير بعيد ، او على وجه التحديد طوال سنوات عقد السبعينات مشرعة الابواب امام طوفان هائل من البضائع والسلع المصنعة المستوردة بكل اشكالها وانواعها، كبيرة كانت ام صغيرة ، بل تحولت الى مستهلك نهم للإنتاج العالمي الذي ظل يتدفق عليها دون انقطاع ولم يكن هناك من يتصور ان تتغير معالم هذا الوضع بالسرعة والحجم النوعية التي وصل اليها وان تصبح دولة الامارات من بين الدول النامية التي استطاعت ان تحقق على صعيد التنمية الصناعية انجازات فاقت معدلاتها كل التوقعات التي لم يكن حتى اكثر المتفائلين يتصور حدوثها. وذلك راجع بالدرجة الاولى الى التوجيهات والدعم والتشجيع المتواصل الذي يوليه لهذا التوجه صاحب السمو الشيخ الوالد زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة واخوانه اعضاء المجلس الاعلى للإتحاد حكام الامارات.
مواجهة التحدي
وقد كانت البداية في الحقيقة شاقة وعسيرة بالنسبة للإنتاج المحلي، وبخاصة في ظل سوق تتحكم فيه عادة تفضيل المستورد وهي عادة سيطرت تماماً على أذواق وأمزجة مستهلكين يعيشون وسط كم هائل من تدفق استيرادي تمتلئ به اسواقهم في كل مكان. حتى اصبح هناك تحدياً كبيراً في سبيل ان يحتل الانتاج الصناعي المحلي مكانه المناسب في هذه السوق . ومن ثم في ان يقبل عليه المستهلك ويقتنع بتفضيله على سواه.
وأمام هذا التحدي الخطير وجد القائمون على شؤون الصناعة بالدولة سواء على مستوى القطاع الخاص ان الخيار الوحيد لمواجهة هذا التحدي والخروج من ازمة سلبية هذا الوضع هو التوجه بكل الطاقات والامكانات المادية والبشرية لإحداث طفرة سريعة وجادة في ميدان التصنيع بمجالاته المختلفة.
ومع محاولات التجربة والخطأ في البداية – وهو امر طبيعي يلازم عادة كل التجارب في بداياتها تحقق الامل وأخذ الانتاج المحلي يفرض نفسه بجداره وقدرات ذاتية في معركة التنافس مع المستورد الوافد الى اسواق الدولة من كافة جهات التصدير العالمية والذي كان قد استأثر بهذه الأسواق طوال عدة سنوات.
معدلات نمو قياسية
ومع ازدياد مساحة السوق وارتفاع حجم الانتاج وجودته بالنسبة للصناعات المحلية، سرعان