</TD></TR><TR><TD>
</TD></TR></TBODY></TABLE>
تحتاج المشاركة في المسابقات العلمية الدولية إلى وقفة مسؤولة من قبل الجهات الداعمة للشباب والكوادر المتميزة في الميدان التربوي، حيث يقتصر دعم المشاركين في تلك المنافسات الدولية حاليا على جهود فردية مؤمنة بقضية التميز والمنافسة على المركز الأول في كل المجالات، وبالأخص الجوانب العلمية . تجربة وزارة التربية والتعليم عبر مشاركة طلبة الدولة في المسابقات العالمية مؤخرا ألقت الضوء على مدى الحاجة للتركيز على دعم الطلبة المتميزين وإنشاء مركز متخصص لرعايتهم والأخذ بيدهم نحو المراكز المتقدمة، التي يقاس على أثرها تقدم الدول علميا وتعليميا، إذ نالت الإمارات مؤخرا المركز 102 بالاشتراك مع دول أخرى من مجموع 104 دول مشاركة في مسابقة أولمبياد الرياضيات العالمية، فيما حصلت على المركز 95 من بين 101 دولة مشاركة في مسابقة أخرى . أكد الدكتور سالم محمد قائد فريق الإمارات خلال المشاركة في مسابقة الرياضيات العالمية، أن طالبات الإمارات أدين دورهن على أكمل وجه، فقد استوعبن الكثير من الدروس المخصصة لطلبة الجامعة في ثلاثة أسابيع، رغم أنها تدرس خلال 3 فصول دراسية كاملة، إلا أن ضيق الوقت وعدم بدء التدريب في وقت مبكر أثر في نتيجة الفريق، مشيرا إلى أن مسابقة الرياضيات تعد مقياسا للتقدم العلمي بين الدول، وينبغي الاهتمام بها بشكل أكبر . <?XML:NAMESPACE PREFIX = O /><O:P></O:P>
أوضح أستاذ الرياضيات في جامعة الإمارات أن الفريق حقق نتائج جيدة نسبيا، إذ تظل الدولة حديثة عهد بالمشاركة، وخبرتها أقل بالمقارنة بدول أخرى، مؤكدا أن تجربة الدولة رغم ذلك تعد إيجابية بالنسبة للمشرفين على الرحلة والقائمين عليها وللطلبة بحد ذاتهم، فيما أتيح الاطلاع على تجارب الدول الأخرى في الاهتمام بالطلبة وكيفية اختيارهم للمشاركة في المسابقات .<O:P></O:P>
وأكد أن بعض الدول تبدأ بعد انتهاء المسابقة الإعداد للعام الذي يليه، ويتم في البداية اختيار 100 طالب متميز، وفي كل دورة يقع الاختيار على الأفضل من بينهم، إلى أن يصل العدد إلى 6 طلبة منتقين بشكل احترافي للتقدم للامتحان النهائي للمسابقة . <O:P></O:P>
وأشار إلى أن ثقافة الطلبة المشاركين في المسابقة تختلف اختلافا جذريا عن ثقافتنا، بعد غرس قيمة التنافس والحصول على المراكز الأولى، وهو ما يتم بشكل مدروس ومنظم، لدرجة أن أولياء الأمور يتحملون تكلفة ذهاب أبنائهم للدول المهتمة بتلك المسابقات، للاستفادة من الفعاليات التي تقيمها للطلبة .<O:P></O:P>
وتقول عائشة جاسم الشامسي، نائب رئيس الوفد، وموجهة رياضيات بمنطقة رأس الخيمة التعليمية إن مسابقة الرياضيات الدولية تركز على جانب الإثراء الرأسي في المادة، وتتناول موضوعات في الرياضيات البحتة ومحاور تتعلق بالتفكير الرياضي وطرق البرهان، ما بدأ يختفي، للأسف، من مناهجنا الحديثة التي أخذت منحى الإثراء الأفقي والتركيز على ربط المادة بالواقع والمواد الأخرى . وتضيف: “لا ننكر حاجتنا لهذا النوع من الإثراء للطلبة، ولكن في الوقت ذاته افتقدنا جانبا مهما، هو الموضوعات التي تنمي التفكير الرياضي، مثل موضوعات الهندسة، وتتضمن نظريات المثلث والدائرة والهندسة الفراغية، وهي تلعب دورا لا يستهان به في تنمية التفكير المنطقي والاستدلال” .<O:P></O:P>
وترى من خلال من خلال تجربتها في مرافقة الطلبة والإشراف عليهم أن “قصور المناهج في هذه المجالات يقتضي منا تبني خطة لبناء مناهج إثرائية رأسية المنحى في مادة الرياضيات وتدريب طلبتنا الموهوبين في هذا الجانب على أدوات التفكير، التي تمكنهم من التعامل مع نوعية الأسئلة مما تتضمنه المسابقة، والتي يعتبر الفوز فيها إنجازاً حقيقياً” . <O:P></O:P>
وتشير الى أن قسم المشاركات الخارجية في وزارة التربية والتعليم يتولى الدور الرئيسي في إعداد الطلبة لهذه المسابقة، باعتبارها الجهة التي تحال إليها الدعوات مما تتلقاه الوزارة، وبالرغم من أن الإدارة تقوم بدور كبير في هذا المجال، إلا أن الإعداد الفني يحتاج للجنة مختصة يلقى على عاتقها إعداد الطلبة منذ وقت مبكر، أسوة بالدول التي تحقق إنجازات متوالية في تلك المسابقات، والتي يقوم بعضها بتفريغ الطلبة خلال السنة التي تقام خلالها المنافسات، للتدرب على مجالات المسابقة، ويعمد بعض تلك الدول إلى تنظيم معسكرات داخلية وخارجية تبدأ منذ العودة من المنافسة في شهر يوليو/ تموز من كل عام . <O:P></O:P>
وتلقي الضوء على رحلة إعداد طلبة الإمارات للمشاركة في المنافسات العلمية الدولية السابقة “بدأ إعداد فريق الإمارات بتدريب مبدئي في منطقة رأس الخيمة التعليمية، برعاية مدير المنطقة عبد الله حماد الشحي، في أواخر فبراير/ شباط، حيث كان معظم الفريق المنتخب في التصفية الأولى من منطقة رأس الخيمة التعليمية، ثم تحولنا إلى التدريب على مستوى الدولة في مارس/ آذار ،2009 وفي ابريل/ نيسان تدرب الطلبة بمعدل 3 أيام في الشهر، في حين أقيم معسكر في نهاية الأسبوع، احتضنته أكاديمية الاتصالات بدبي، تلاه معسكر بعد انتهاء امتحانات الفصل الدراسي الثاني لمدة أسبوعين خلال يونيو/ حزيران، أعقبه معسكر قبل السفر بخمسة أيام في يوليو” .<O:P></O:P>
وتوضح أن الفترة التي خصصت لاستعداد طلبة الإمارات غير كافية “نبدأ نتيجة وجود بعض الموضوعات غير المتضمنة في المنهج بتغطية الأساسيات، والمعروف عن طبيعة الرياضيات صفة التراكمية، التي تقتضي أن يتدرب الطلبة تدريبا كافيا على المفاهيم والمهارات الأساسية، حتى يتمكنوا من الانتقال إلى المستويات العليا من التفكير” .<O:P></O:P>
وتعتبر أن “تجربة العامين الماضيين كشفت، أن الفريق الإماراتي وضع قدمه على الطريق الصحيح، خصوصا أننا هذا العام تم دعمنا بمجموعة من أساتذة قسم الرياضيات بجامعة الإمارات، بقيادة الدكتور محمد سالم، قائد الفريق” .<O:P></O:P>
وتذكر “أن الفريق حاز على تصفيق حاد من جمهور حفل الافتتاح حيث ظهرت طالبات الإمارات بالعباءة الإماراتية، وعبرن عن الخصوصية والهوية الوطنية، التي لم تمنع الطالبات من خوض غمار منافسة رفيعة المستوى، فيما عبر رؤساء وفود الدول العربية المشاركة عن إعجابهم بما حققته الفتاة الإماراتية من إنجاز، وهو ما دفع رئيس الوفد الموريتاني إلى القول: إن فريق الإمارات بهذا الزي فخر للعرب والمسلمين” .<O:P></O:P>
<O:P></O:P>
<O:P></O:P>
وأكد جمعة الشامسي، موجه رياضيات ورئيس وفد الإمارات في المسابقة العالمية خلال العام الماضي، أن مشاركة الإمارات الحديثة العهد في المسابقات العالمية أضافت تجربة مفيدة لتجارب الميدان التربوي، فيما حالت عدة أسباب دون بلوغ المراكز المتقدمة بين الدول المشاركة، من بينها قلة الكوادر الوطنية في التوجيه، إذ كانت تجربة الدولة تقوم على جهود فردية تتركز على كاهل قسم الأنشطة وموجهة الرياضيات عائشة الشامسي، التي بذلت جهودا كبيرة لتوفير الفرصة لطلبة الإمارات للمشاركة في المسابقات . <O:P></O:P>
وأوضح أن مشاركة الدولة في المسابقات العالمية تتطلب تشكيل طاقم متخصص في تدريب الطلبة المشاركين، ولابد أن يكونوا مطلعين على نماذج أسئلة الامتحانات العالمية، كما لابد أن يتوسع الاهتمام بالطلبة الموهوبين وفائقي الذكاء، وهو ما تفتقر مناهجنا إليه . <O:P></O:P>
ومن جانبهم أكد الطلبة المشاركون حاجتهم الماسة لتكثيف التدريب من أجل المشاركة في المسابقات العالمية وإحراز مراكز متقدمة فيها . <O:P></O:P>
وأشارت ميرة سعيد المهيري، بالصف الحادي عشر من مدرسة الصباحية للتعليم الثانوي وإحدى المشاركات في مسابقة الرياضيات العالمية الأخيرة، إلى أن التجربة كانت رائعة ومفيدة، تعلمت منها الكثير .<O:P></O:P>
حيث “استفادت الكثير من تلك الرحلة العلمية، وتعرفت الى مستوى الامتحانات الدولية المتقدمة، من خلال التواصل مع مختلف ثقافات العالم، ورفعنا راية دولتنا، كما صححنا النظرة الخاطئة المرتبطة بالمرأة المسلمة في الغرب، والشيء الوحيد الذي ينقصنا خلال المشاركات العالمية هو الوقت فعلينا أن نتمرن ونحل الكثير من المسائل حتى نكون مستعدين” . <O:P></O:P>
وأكدت فاطمة السلامي، إحدى الطالبات المشاركات في مسابقة الرياضيات العالمية، أنها لن تنسى التجربة العلمية المفيدة والمشوقة أبدا، رغم أنها لم تشهد فصولها الأخيرة، لاضطرارها للعودة لإتمام امتحانات جامعة الإمارات للطلبة المستجدين .<O:P></O:P>
وتقول إنها تخرجت عام 2024 بنسبة 59%، وحصلت على درجة 98 في مادة الرياضيات، حيث “أعفتني الجامعة من مساق الرياضيات لنجاحي في امتحان المستوى في المادة، بينما أتت أسئلة امتحان مسابقة الرياضيات العالمية مغايرة تماما لأسئلة المناهج المدرسية، ومعظمها أسئلة تتعلق بالهندسة، وتحتاج إلى تدريب أكثر، واتضح أن طلبة بعض الدول يتدربون طوال العام الدراسي، بينما لم نتلق نحن التدريب سوى خلال شهر ونصف الشهر” .<O:P></O:P>
ويشير حسين العوس، طالب شارك في المسابقات العالمية في الرياضيات والبرمجة خلال العام الماضي، الى انه اختار البرمجة ليركز فيها هذا العام بدلا من الاشتراك في مسابقتين، مشيرا إلى أن التدريب الذي يتلقاه الطالب المشارك جيد، في حين تهتم الوزارة، بتشجيع الطلبة وحل المشاكل التي يتعرضون لها أثناء العام الدراسي، إلا أن “التدريب يحتاج لأكثر من معلم متخصص ومطلع على المسابقات العالمية”، وأن الطالب إذا حصل على التوجيه والتشجيع يستطيع أن يدرب نفسه من خلال المنتديات العلمية الإلكترونية المتخصصة في المسابقات العلمية، ويطلع على تجارب طلبة آخرين من خلالها . <O:P></O:P>