المشكلات التي يتعرض لها الطالب المتفوق
يعتقد البعض أن الطلاب المتفوقين لا يعانون من مشكلات نفسية أو اجتماعية أو تربوية لأنهم لو كانوا يعانون من مشكلات لما تفوقوا أو أبدعوا لأن المشكلات تحول بينهم وبين التفوق، هذا صحيح- إلى حد ما- ولكن المتفوق يعاني عادة من ظروف قد تحد من تفوقه أو تمنعه من التفوق، ونحن نشاهد كثيرا من المتفوقين يحظون بعناية ورعاية من قبل أسرهم ومدارسهم ومجتمعهم ولكن على الرغم من ذلك نجد كثيرا من الأذكياء والمبدعين يودعون في السجون ولم تشفع لهم مواهبهم من الحيلولة دونهم ودون وقوعهم فريسة لبعض المشكلات كالسرقات والمضاربات والمخدرات، وفي اعتقادي أن أمثال هؤلاء لم يحظوا بالعناية والرعاية والتوجيه، واستغلال مواهبهم في صالحهم وصالح مجتمعهم.
قد يقول قائل: أن المال يساعد الطالب على تحقيق أهدافه، وهذا القول صحيح إلى حد ما إذا أستغل وصرف على الوجه الصحيح صار معينا للطالب على تحقيق أهدافه المستقبلية أما ما يفعله بعض الآباء الأثرياء من الإغداق على أبنائهم بشكل عشوائي وبدون حساب فإن الابن المراهق لا يدرك قيمة المال ويظن أن المال للمتعة فقط، ويصبح العلم عنده في الدرجة الثانية، وقد تشغله المغريات والرفقاء عن استذكار دروسه فلا يجد الوقت الذي يمضيه في استذكار دروسه،وبدون حسيب أو رقيب، وبالتالي لا يستطيع أن يحقق أهدافه ويبلغ درجة التفوق، ولربما يكون متأخرا دراسيا فبدلا أن يكون المال للنفع صار ضررا لأنه لم يصرف على الوجه الصحيح.
ومن المشكلات التي يعاني منها الطالب المتفوق انه يجد مضايقات من بعض المعلمين لاسيما المعلم غير المتمكن من المادة العلمية عندمايحرجه الطالب المتفوق بكثرة الأسئلة التي لا يجد المعلم لها جوابا مما يؤدي بالمعلم إلى كراهية هذا الطالب وقد يتلفظ عليه بألفاظ تجرح مشاعره، ولربماقد تؤدي هذه المعاملة القاسية من قبل المعلم إلى كراهية المادة التي يدرسها هذا المعلم. وعلى أثر ذلك قد يترك الطالب الدراسة،وقد
يؤدي الاهتمام أكثرمن اللازم بالطلاب المتفوقين إلى الغرور والتباهي مما ينشأ عن ذلك كراهية زملائهم لهم بسبب هذه السمة الذميمة التي تدفعهم إلى التعالي والنرجسية، لذا يجب على المربين الاعتدال في الاهتمام بالطلاب المتفوقين لئلا تنشأ لديهم هذه السمة الضارة، ومن هنا كان النقد الموجه للفصول الخاصة بالمتفوقين وعزلهم عن غيرهم من بقية الطلاب الأمر الذي يدفعهم إلى الاستعلاء، وتخف حدة المنافسة بينهم إذ أن التنافس يكون على ربع الدرجة علاوة على ما يحسون به من ملل داخل هذه الفصول فلا يحسون بتميزهم كما لو كانوا داخل الفصول العادية، كما أن وجود الطالب المتفوق في الفصل بين زملائه العاديين والمتأخرين يحيي جو الفصل ويخلق جوا من الحركة والنشاط فضلا أن الطلاب العاديين والمتأخرين يستفيدون فائدة عظيمة من الطلاب المتفوقين 0
يعاني الطالب المتفوق من الملل أثناء الحصة العادية وذلك عندمايكررالمعلم شرح الدرس فالطلاب سريعو الفهم يفهمون الشرح لأول وهلة ثم يبدءون بالتشاغل عن المعلم وقد يسببون الفوضى في الحصة ويكونون عرضة للعقاب والتأنيب من قبل المعلم، لأن المعلم يكون مشغولا بالطلاب العاديين والمتأخرين دراسيا المحتاجين لتكرار الشرح.
ومن المشكلات التي يتعرض لها الطالب المتفوق الانطواء والانعزال عن الأصدقاء والزملاء والاهتمام بالاستذكار فقط مما يبعده عن الحياة العامة والتفاعل مع المجتمع مما يؤثر ذلك فيه عندما يتخرج وينخرط في سلك العمل الوظيفي، وبالتالي قد يواجه مشكلة عدم قدرته على التكيف مع المراجعين مما يسبب له الإحباط، وقد يفشل في عمله، وكثيرا ما نشاهد طلابا متفوقين انعزلوا عن الناس فلا نسمع لهم ذكرا، ولم يصلوا إلى مكانة مرموقة في المجتمع، بينما نجد طلابا كان مستواهم الدراسي إلى حد ما متوسطا ولكنهم وصلوا إلى مراتب عليا بجرأتهم وذكائهم العاطفي وقدرتهم على التواصل مع الناس.
ومن المشكلات التي يتعرض لها الطالب المتفوق – أيضا- أنهم غالبا ما ينجحون بسرعة أكثر من غيرهم مما يترتب على ذلك وجودهم في فصول وبين زملاء أكبر منهم سنا ومن هنا يصعب عليهم التكيف مع من يكبرونهم في السن لاختلاف اهتماماتهم عن اهتمامات زملائهم: ومن هنا ينتابهم الضيق والملل من الدراسة.
يتعرض بعض الطلاب المتفوقين إلى الغيرة من زملائهم المتأخرين دراسيا فيعمل هؤلاء إلى سرقة مذكراتهم ودفاترهم وسبب السراقه ودافعها الغيرة منهم ومن هنا قد تنشأ مشكلات تعوق الطالب عن تقدمه الدراسي, ولسان حال هذا الطالب الغيور انه يقول في نفسه لماذا لا أسرق مذكرات هذا الطالب حتى لا يصبح أفضل مني.
إن السلوك الجيد إذا لم يعززينطفيء وقد يختفي, والأسلوب الأمثل لرعاية هؤلاء الفائقين أن يعزز جانب الإبداع والتفوق لديهم للمحافظة على هذا السلوك الجيد, وهذا دور المعلم ودور الأسره, إن عدم رعاية الطالب
من قبل المدرسة والأسره وعدم تشجيعه يدفعانه إلى خفض تفوقه, فيقول في نفسه مادمت لاأجد التشجيع من أسرتي ومن مدرستي فما لذي يدفعني إلى التفوق.
إن عدم تهيئه المنزل ليكون بيئة ملائمة للتفوق يؤثر ذلك في مستوى أداء الطالب سلبا فعدم وجود غرفه خاصة بالطالب, وعدم تنظيم وقته, وعدم وجود جدول استذكار له, وكثرة زيارات الأسره للأقارب, أو الخروج بالأطفال للأسواق يتسبب ذلك في انخفاض مستوى الأبناء الدراسي فضلا عن تفوقهم.
إن عدم وجود مكتبه في المنزل تحوي المراجع العلمية والقصص وتعويد الطالب على القراءة منذ الصغر, وتزويد هذه المكتبة بكل جديد وكل ما يتطلبه الطالب في مراحل دراسته من كتب علميه وكمبيوتر وموسوعات علميه وأفلام وغيرها, إن عدم وجود هذه الأمور تحرم الطالب من البيئة المعرفية التي تدفعه إلى التقهقر وعدم التقدم بشكل يرضى عنه الطالب نفسه أو ذويه.
وخلاصة القول لا يعني ذلك أن الطلاب المتفوقين إذا كانوا يعانون من مشكلات نفسيه أو اجتماعيه إنها حتما سوف تحول دونهم ودون تفوقهم بل أننا نرى ونشاهد عددا من الفائقين لديهم ظروف صعبه من يتم أو فقر أو إعاقه نالوا أعلى الدرجات والمكانة الاجتماعية ولم تقف هذه المشكلات أمام طريقهم بل إنهم تحدوا الصعاب ووصلوا إلى أهدافهم بالجد والمثابرة والصبر فهذا الشيخ ابن باز _رحمه الله_لم يقف كف البصر دون بلوغه مجدا عظيما وهذا عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين لم يمنعه كف البصر أيضا من بلوغه أعلى الدرجات العلمية, وهيلين كيلر كانت صماء خرساء عمياء…..وغيرهم كثير..
والله الموفق..
إبراهيم حسن الدر يعي
مشكور والله وكلامك مقنع وصحيح,,.
ونتريااك
واسمحلي ع القصور
^^
شكرا
اختيار مفيد
لاحول ولا قووة الا بالله