تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » السلام عليكم

السلام عليكم 2024.

  • بواسطة
انا تقريري عن المقابله في البلاغه او النحو والي عنده لايبخل عليي وبتم ادعيله
المقابلة أسلوب في التعبير يقوم على مبدأ إقامة تضادّ بين الألفاظ والمعاني والأفكار والصور تحقيقاً لغايات بلاغية وقيم فكرية .. وهي تُعدّ من الأساليب البارزة التي يجيء الاعتماد عليها عن قصد ، وفي مواضع كثيرة من القرآن العظيم ، كما أنّ الأدب العربي بشعره ونثره قد تميّز بها ، وبخاصّة الشعر الجاهلي ..

ومع أنّ المقابلة في مذهب أغلب القدماء محسّن بديعيّ ، غير أنّ المتأمّل في دِلالاتها واستخداماتها الكثيرة يرى أنّ لها أغراضاً أبعد من ذلك ، فهي فنّ بلاغيّ ، وطريقة في أداء المعنى لها آثارها وقيَمها البعيدة ، كما أنّها تساهم في إبراز كثير من المعاني بما فيها من ثنائيّة وتضادّ ..

وأصل المقابلة من قابل الشيء بالشيء مقابلة وقِبالاً إذا عارضه ، فإذا ضممتَ شيئاً إلى شيء تقول : قابلتُه به .. والمقابلة : المواجهة ، والتقابل مثله وهو نقيض التدابر ، وفي هذا المعنى جاء قوله تعالى في وصف أهل الجنة : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) [الحجر: 47] .. قال أهل التفسير : إنّ التقابل في هذه الآية هو التواجه بحيث لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه ، لأنّ الأَسِرَّة تدور بهم حيث داروا فهم في جميع أحوالهم متقابلون ..

ومع أنّ أغلب آراء النُقّاد والبلاغيّين في مفهوم المقابلة متشابهة ومتقاربة ، إلا أنّنا نلاحظ عندهم ثمّة خلطاً والتباساً بين معنى المقابلة والطباق ، وهو خلط قد يعود إلى حرص أغلبهم على كثرة التقسيم والتفريع في الأساليب البلاغية ..

ولعلّ أوّل من تفطّن إلى الخلط والالتباس بين الطباق والمقابلة ابن رشيق القيرواني ، يقول في كتابه (العمدة) : "المقابلة أصلها ترتيب الكلام على ما يجب ، فيعطي أوّل الكلام ما يليق به أوّله ، وآخره ما يليق به آخره ، ويأتي في الموافق بما يوافقه ، وفي المخالف بما يخالفه ، وأكثر ما تجيء المقابلة في الأضداد ، فإذا جاوز الطباق ضدين كان مقابلة" ..

يُلاحظ في هذا التعريف أنّ ابن رشيق يفرّق بنظره الثاقب بين الطباق والمقابلة من حيث عدد الأضداد في الكلام . فالطباق عنده هو الجمع بين الضدّين فحسب ، أمّا المقابلة فتختصّ بالجمع بين أكثر من متضادّين ..

وإذا كان بعض النقاد والبلاغيين قد فرّق بين الطباق والمقابلة ، كابن رشيق ، فإنّ البعض الآخر جعلها نوعاً واحداً ، كالعلويّ وابن الأثير والسيوطي ، بل إنّ العلوي وابن الأثير لم يُحبّذا اسم الطباق واقترحا أنْ يُسمّى هذا النوع البلاغي مقابلة ..

وإذا كان ابن رشيق قد أزال الخلط والالتباس في التفرقة بين المقابلة والطباق في عمدته ، فإنّ العلوي قد أبدع في بيان تقسيمات المقابلة في طرازه ، حيث قسّمها إلى أربعة أضرب :

الضرب الأول : في مقابلة الشيء بضده من جهة لفظه ومعناه ، ومثاله قوله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ) [النحل: 90] فانظر إلى هذا التقابل العجيب في هذه الآية ما أحسن تأليفه وأعجب تصريفه ، فلقد جُمع فيه بين مقابلات ثلاث ، الأولى منها مأمور بها والثلاث التوابع منهيّ عنها ، ثمّ هي فيما بينها متقابلة أيضاً ..

الضرب الثاني : في مقابلة الشيء بضدّه من جهة معناه دون لفظه ، ومثاله قوله تعالى : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ) [الأنعام: 125] فقوله يهدي ويضلّ من باب الطباق اللفظي ، وقوله يشرح صدره مع قوله يجعل صدره ضيّقاً حرجاً من الطباق المعنوي ، لأنّ المعنى بقوله يشرح يوسعه للإيمان ويفسحه بالنور حتى يطابق قوله ضيّقاً حرجاً ..

وهكذا قوله تعالى : ( فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ) [الليل: 5-7] فقوله كذب وصدق ، وقوله اليسرى والعسرى من باب الطباق اللفظي ، وقوله أعطى مع قوله بخل فإنّما هو من الطباق المعنوي لأنّ المعنى في أعطى كَرُمَ ليطابق بخل في معناه دون لفظه ..

الضرب الثالث : في مقابلة الشيء بما يخالفه من غير مضادّة ، وذلك يأتي على وجهين :

الوجه الأول : أن يكون أحدهما مخالفاً للآخر ، خلا أن بينهما مناسبة ، وهذا نحو قوله تعالى : ( إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا ) [آل عمران: 120] فالمصيبة مخالفة للحسنة من غير مضادّة ، إلا أنّ المصيبة لا تقارب الحسنة ، وإنّما تقارب السيّئة ، لأنّ كلّ مصيبة سيّئة وليس كلّ سيّئة مصيبة ، فالتقارب بينهما من جهة العموم والخصوص ..

وهكذا قوله تعالى : ( أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) [الفتح: 29] فالرحمة ليست ضدّاً للشدّة ، وإنّما ضدّ الشدّة اللين ، خلا أنّه لمّا كانت الرحمة من مسبّبات اللين ، حسُنت المطابقة وكانت المقابلة لائقة .

الوجه الثاني : ما لا يكون بينهما مقاربة وبينهما بُعد لا يتقاربان ولا مناسبة بينهما ، ومثاله ما قاله أبو الطيب المتنبي :

لمَن تطلب الدّنيا إذا لم تُرد بها *** سرور مُحبّ أو إساءة مُجرمٍ

فالمقابلة الصحيحة أن تكون بين محبّ ومبغض ، لا بين محبّ ومجرم ، فإنّ بين المحبّ والمجرم تباعداً كبيراً ، فإنّه ليس كلّ مَن أجرم إليك فهو مبغض لك .. وممّا يجري هذا المجرى ما قاله بعض الشعراء :

فكم مِن كريم قد مناه إلهُه *** بمذمومة الأخلاق واسعة الهَنِ

فقوله : بمذمومة الأخلاق واسعة الهَنِ ، من باب المقابلة البعيدة التي لا مناسبة فيها وكان الأخلق (بضيّقة الأخلاق وساعة الهَنِ) ..

الضرب الرابع : المقابلة للشيء بما يماثله ، وذلك يكون على وجهين :

الوجه الأول : مقابلة المفرد بالمفرد ، كقوله تعالى : ( وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ) [الشورى: 40] ، وقوله تعالى : ( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) [الرحمن: 60] ، وقوله تعالى : ( مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ) [الروم: 44] ، وغير ذلك من الأمور المفردة ، فضابط المماثلة أنّ كلّ كلام كان مفتقراً إلى جواب يكون مماثلاً كما قرّرناه ..

الوجه الثاني : مقابلة الجملة بالجملة ، كقوله تعالى : ( وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [آل عمران : 54] ، وقوله تعالى : ( قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي ) [سبأ: 50] .. فما هذا حاله من المقابلة في الوجهين جميعاً له حظّ في البلاغة ، ومقصد عظيم لا يخفى على مَن له أدنى ذوق مستقيم ..

ولعلّ هذا التقسيم أقرب شيء إلى التقسيمات الحديثة التي تجعل المقابلة قسمين ، قسم فيه تضادّ حقيقيّ بين الكلمات أو الجمل ، وقسم آخر ليس فيه تضادّ حقيقيّ وإنّما تقابل بين الكلمات أو الجمل المتماثلة أو شبه تضادّ

المقابلة فن من فنون البلاغة العربية ولهذا الفن عدة تعريفات نختار منها التعريف التالي :
المقابلة هي : أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو معان متوافقة ، ثم بما يقابلهما أو يقابلها على الترتيب وأكثر ما تجيء المقابلة في الأضداد ، فإذا جاوز الطباق ضدين كان مقابلة وتكون غالباً بالجمع بين أربعة أضداد وقد تصل المقابلة إلى الجمع بين عشرة أضداد أو أكثر نصفها في الصدر ونصفها الآخر في العجز0

أمثلة للمقابلة :
مقابلة اثنين باثنين :
كقول رجل يصف آخر : [ ليس له صديق في السر ولا عدو في العلانية ]0
قابل بين الصديق والعدو ، والسر والعلانية0

مقابلة ثلاثة بثلاثة :
كقوله تعالى : [ يحل لهم الطيّبات ويحرم عليهم الخبائث ]0
قابل بين يحل ويحرّم ، لهم وعليهم ، الطيّبات والخبائث0

مقابلة أربعة بأربعة :
كقول جرير :
وباسط خير فيكم بيمينه ======== وقابض شر عنكم بشماله
قابل بين باسط وقابض ، خير وشر ، فيكم وعنكم ، يمينه وشماله0

مقابلة خمسة بخمسة :
كقول أبي الطيّب المتنبي :
أزورهم وسواد الليل يشفع لي ===== وانثني وبياض الصبح يغري بي
قابل بين أزورهم وانثني ، سواد وبياض ، الليل والصبح ، يشفع ويغري ، لي وبي0
مقابلة ستة بستة :
كقول الصاحب شرف الدين الأربلي :
على رأس عبد تاج عز يزينه ====== وفي رجل حر قيد ذل يشينه
قابل بين على وفي ، رأس ورجل ، عبد وحر ، تاج وقيد ، عز وذل ، يزينه ويشينه

تسلم الله ايوفقك الصراحه كان هم والحين ريحتني الله ايريحك ان شاء الله مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور
العفو
بس لا تنسي الدعاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.