ولا نستطيع حصر أسباب السعادة، فقد تسعد بالمكان وقد تسعد بالصحبة وقد تسعد بالمال وقد تسعد بإثباث ذاتك ونجاحك… إلا أنني أعود لنقطة أنها تنبع من داخلنا وبامكاننا التحكم بها الى حد كبير، فأنت عندما تحصل على شيء تريده تشعر بالسعاده ليس لأنك امتلكت كل ماتريد ولكن لأنك في لحظة نسيت بقية الأشياء التي تحتاج اليها.. فالحياة هنا منحتك خيط السعادة لتتبعه وبإمكانك أن تجعله يطول وتغزل من الخيط نسيج بألوان بهيجة… أو تقطعه وتقتل الفرحة في لحظة مولدها بالأفكار السلبية… وهنا تلعب طبيعة شخصية الإنسان دور كبير ليكون سعيدا أو شقيا، فالبعض لايعرف القناعة ولايرضى بمايملك بل يهوى النظر الى نصف الكوب الفارغ وإن ملأته له بالمزيد يبقى تركيزه على الجزء المتبقى فلا يروي عطشه أبداً ولايستمتع بما يملك ويقتل بسخطه كل طموحاته… والبعض تسيطر عليه الأفكار السلبية والذكريات المؤلمة ليحيا أسيرا لها وينظر للمستقبل بمنظار قاتم لا مساحة فيه لاختراق النور.
كلها أساليب تفكير تحكم شخصياتنا وتجعلنا نركض خلف السعادة ونبحث عنها حتى تصبح بين أيدينا فنركلها بأقدامنا.
أذكر كتابا شهيرا بعنوان (بالرغم من كل شي بإمكانك أن تكون سعيداً) يقول الكاتب: “السعاده هي الحاضر..هي هذه اللحظة وهذا المكان حيث تعطي عقلك لحظة استرخاء… تتذكر كل ماتملك وتستمتع بالسعادة دون أن تعلق أسبابها على أحداث معينة تترقبها أو تصور محدد لاتحيد عنه… فكر كيف تكون سعيدا الآن فقط”
تقبل مروري