أخي القارئ .. أختي القارئة ..
أصبحت الرياضيات من العلوم الهامة التي تشغل حيزاً كبيراً من حياة الواحد منا والتي لا يمكن الإستغناء عنها ، فارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالحضارات الإسلامية التي كان لعلم الحساب أثر واضح فيها ، حيث استخدم المسلمون الحساب في كثير من تعاملاتهم التجارية ومعرفة المواريث لتقسيم تركة المتوفي ومعرفة مواقيت الصلاة والأهلة وجهة القبلة التي يتوجهون بصلاتهم إليها، فقد انبعثت حاجتهم الى علم الرياضيات من الإسلام ، وابدع العرب في الرياضيات أيما إبداع واكتشفوا في هذا العلم الكثير من الفروع وسبقوا بذلك الغرب الذين أخذوا عنهم الكثير من المجالات الرياضية وطوّروها ، ونذكر من هؤلاء العالم العربي موسى الخوارزمي الذي ألف كتاب " علم الجبر والمقابلة " ، وابدع ثابت بن قرة في علم " التفاضل والتكامل " وشاركه المفكر العربي " أبو بكر محمد البوزجاني " ، ويدين علم حساب المثلثات بوجوده لرياضي العرب وقد برع فيه البيروني فقد وضع التحليلات المثلثة الزوايا مكان المربعة الزوايا لبطليموس ، وحل العرب الكثير من المسائل والمعادلات من الدرجة الثانية بطرق هندسية وبينوا حلولاً جبرية وهندسية ابتكروها .
كما برع علماء العرب في الهندسة وعلم الفلك ومن بينهم ابن الهيثم الذي وضع كتاباً وضح فيه الأصول الهندسية العددية ووضع كتاباً آخر حول القطوع المخروطية .
لذلك أصبحت الرياضيات لها أهمية كبيرة في المجتمع ، حيث يستخدمها أفراد المجتمع في تصريف وتنظيم أمورهم المعاشية وفي حل الكثير من المشكلات التي تحتاج الى حساب وتفكير لحلولها .
ويعاني اليوم الكثير من معلمي ومعلمات مادة الرياضيات من تدني المستوى التحصيلي للطالب في إجراء العمليات الرياضية وخاصة طلاب المرحلة الثانوية ، وذلك يرجع الى ضعف اكتساب الطلاب المهارات الرياضية المطلوبة لحل المواقف الحياتيه والمسائل المجردة ، مما يجعلهم ينفرون من هذه المادة ومن معلميها ، لذا نهيب بأخواننا المعلمين والمعلمات أن يتكاتفوا ببذل الجهود لتنمية ورفع القدرات الذهنية والعقلية لمستوى طلابنا ، ففي المرحلة الإبتدائية يتم اقناع الطلاب بأهمية العمليات الرياضية عن طريق الأشياء الملموسة ثم الإنتقال بهم في المرحلة المتوسطة الى الأشياء المجردة ، ومن المعلوم أهمية حفظ جدول الضرب الذي تتم به العمليات الرياضية ، ويفضل تقديم مادة الرياضيات بأحدث أساليب التدريس التي تحبب المادة إلى نفوس التلاميذ كاستخدام أسلوب التعلم التعاوني بتقسيم الطلاب الى مجموعات تضم ذوي التحصيل العالي وذوي التحصيل المتدني حيث تنمي هذه الطريقة المهارات الإجتماعية كالتعاون والتنظيم وتحمل المسوؤلية والمشاركة والإحترام وتعزز التفاعل الإيجابي ومشاركة الطالب لزميله وتخفف عنه التوتر والقلق في حالة الإجابة ، وهناك الكثير من الأساليب الآخرى التي تستخدم في تعلم وتعليم الرياضيات كأسلوب حل المشكلة وأسلوب التفكير التأملي والعلائقي والإستدلالي والإستقرائي ، حيث أن هذه الأساليب لا يمكن فصلها عن بعضها البعض فقد يستخدم المعلم أكثر من أسلوب لشرح موقف تعليمي معين .
كما اننا نقترح إقامة مهرجانات رياضية تتنوع فيها الأفكار والمشاركات والإبداعات ، وتفعيل جماعة الرياضيات بالمدرسة ليرتبط الطالب بمادة الرياضيات وينمي مهاراته وقدراته فيها ويتجه بميوله الى الإبداع والإبتكار ، كما أن مسابقات الرياضيات بين الطلاب وبخاصة في المنهج المدرسي لهي حافز على مشاركة الطلاب وتوجههم الى طريقة التفكير البناءة التي من شأنها صقل مواهبهم وتنميتها .
وإنه لشيء يدعو للفخر والإعتزاز أن نجد من ابنائنا موهوبين ومتميزين في الرياضيات وهم كثيرون ، ولكن ما هي الإستراتيجيات المتبعة لمثل هؤلاء ؟ فمثل هؤلاء يجب أن يكرّموا ونضع لهم الطريقة الصحيحة والمثلى لتمنية مواهبهم عن طريق الرحلات الأستكشافية ومشاركتهم في المنتديات الرياضية والمسابقات العلمية وعمل ورش لصقل قدراتهم الذهنية والعقلية ، ولا ننسى بجانب ذلك الطلاب الضعاف والمتوسطين في التحصيل الدارسي .
وبقى علينا أن نعلم أن الرياضات هي أم العلوم التي لا غنى عنها في جميع مجالات ومناحي الحياة اليومية .