كان سببها استرداد نور الدين زنكي مدينة الرها
بدأت الحلة عام 1147م وانتهت عام 1149م
قادها القائدان كنراد الثالث ملك ألمانيا ، ولويس السابع ملك فرنسا
التقى القائدان في آسيا الصغرى ، وسارا معا في حملتهم البرية إلى بيت المقدس
هاجمت الحملة الصليبيةة مدينة دمشق ، ولم تستطع احتلالها بفضل مساعدة جيش نور الدين زنكي لها ، وبالتالي فشلت هذه الحملة ولم تحقق هدفها، ورجعت غلى اوربا
نور الدين زنكي في مواجهة الصليبين
كان نور الدين زنكي خصما عنيدا للصليبين ، فقد تفوق عليهم في معارك عدة ، وكان يسعى إلى طردهم ، وتحريرالبلاد الاسلامية منهم
ومن خلال المعارك التي خاضها ضد الصليبين ، تمكن من تحرير مدن انطاكية وطرابلس ، ثم أرسل جيشا بقيادة أسد الدين شيركوه عام 1154 م إلى دمشق ، وضمها غلى دولته ، وعين أيوب والد صلاح الدين حاكما عليها
الصراع الزنكي والصليبي على مصر
كانت الدولة الفاطمية تحكم مصر ، وتعيش من الضعف الساسي ، وتنافس الوزيرانشاور وضرغام للوصول للوزارة فيها ، وانتهى التنافس بوصول ضرغام للوزارة
استنجد الوزير شاور بالقائد نور الدين زنكي لمساعدته في الوصول للوزارة ، واعدا إياه بدفع جزية سنوية له
أرسل نور الدين زنكي حملة عسكرية إلى مصر عام 1164م بقيادة أسد الدين شيركوه ، وحقق الانتصار على ضرغام ، وقتله ، ثم عاد شاور للوزارة لكن شاور لم يلتزم بدفع
الجزية للدولة الزنكية ، بل انه استعان بالصليبين لمساعدته في محاربةأسد الدين
شيركوه، ووجدها الصليبيون في ذلك فرصة مناسبة للسيطرة على مصر ، ومنعا لقيام حربا بين الطرفين فقد اتفق الصليبيون واسد الدين شيركوه على الانسحاب معا من مصر وتركها لأصحابها
ظل الوضع في مصر بيد شاور ، واستمر في علاقته مع الصليبين ، مع ضعف الدولة الفاطمية ، بينما خطط نور الدين زنكي للسيطرة على مصر ن بهدف توحيد كلمةالمسلمين في مصر وبلاد الشام استعدادا لمحاربة الصليبيين
القائد صلاح الدين والحملة الزنكية على مصر
أراد الخليفة الفاطمي العاضد التخلص من الوزير شاور ، فطلب من الزنكيين مساعدته ، فأرسل القائد نور الدين زنكي في عام 1169م حملة بقيادة أ سد الدين شيركوه الذي اصطحب معه هذه المرة القائد صلاح الدين الأيوبي في اول مشاركة عسكرية له مع الجيش الاسلامي إلى مصر، وقد انتهت الحملة بالسيطرة على مصر، وقتل الوزير شاور، وتسلم شيركوه منصب الوزارة فيها
صلاح الدين الأيوبي وزيرا في مصر
وبعد شهرين من تسلمة منصب الوزارة في مصر توفي أسد الدين شيركوه ، فخلفه صلاح الدين الايوبي الذي عمل على تطوير الجهاز الإداري للوزارة ، ثم بدأ يتكوين جيش قوي يستطيع به قهر الصليبين ،وتحرير بيت المقدس منهم
الدولة الزنكية بعد وفاة نور الدين زنكي
أصبح صلاح الدين الايوبي حاكما لمصر باسم نور الدين زنكي ، وأصبحت القوة متكافئة بين المسلمين والصليبين ، ولكن بعد وفاة نور الدين زنكي بدأت الدولة الزنكية تعيش مرحلة جديدة من الصراع على السلطة ، حيث أن الملك الصالح أبن نور الدين زنكي كان صغير السن ، فحرضة وزارة على عزل صلاح الدين الأيوبي عن وزارة مصر، متناسين الخطر الصليبي في بيت المقدس ، وبعض مدن بلاد الشام
استغل الصليبيون هذه الحالة فهاجموا مدينة دمشق واحتلوها ، واستنجد أهلها بصلاح الدين الايوبي الذي تمكن من تحريرها ، وضمها إلى وزارته في مصر ، وضم ايضا معها مدينة حلب ، ثم أرسل صلاح الدين الايوبي إلى الخليفة العباسي المستضيء يعرض عليه طاعته على أن يقره على ملكه في مصر وبلاد الشام ، فوافق الخليفة العباسي على طلبه ولقبه بالسلطان ، وبذلك تأسست الدولة الأيوبية ، لتحل محل الدولتين الزنكية والفاطمية
وعلى الجانب الآخر ل، فإن الصليبين بقيادة رينولد(ارناط)،احتلو مدينة الكرك جنوبي الأردن ، فسيطروا بذلك على طريق قوافل الحج والتجارة المارة إلى بلاد الحجاز
ونظرا لقوة صلاح الدين الأيوبي وهيبته ، فإن الصليبين اضطروا لعقد الهدنة معه ، والتي لم تستمر طويلا بسبب مهاجمة الصليبين قوافل الحج . وفي هذه الحالة استعد صلاح الدين لمحاربة الصليبين ، ودارت بينهم معركة حطين
معركة حطين
أراد صلاح الدين الأيوبي أن يثبت للصليبين قدرة الجيش الإسلامي على حماية قوافل الحج ، فحاصر مدينة الكرك ، وأرسل ابنه علي إلى منطقة الجليل لمراقبة تحركات بقية الصليبين ، حتى لايجتمعوا في جيش واحد. لكن الصليبين تككاثروا عليه ، فتحرك صلاح الدين الأيوبي لنجدته ، ثم تجمعت الجيوش الإسلامية عند بحرية طبريا
أما الصليبيون فقد تجمعوا في جيش واحد تحت قيادة ملم القدس ( غاي) يساعده ( رينولد) حاكم الكرك ، وعسكروا في سهل صفورية شمالي فلسطين
تقدم صلاح الدين الايوبي في قيادة الجيش الأسلامي من طبريا إلى مكان يقال له ( تل حطين ) ، واستطاع من خلال هذا الموقع أن يمنع الصليبين من الوصول إلى بحيرة طبريا، والاستفادة من مياها ، ودارت بين الطرفين معركة حطين عام 1187م ، وتمكنفيه الجيش الاسلامي من سحق الصليبين والانتصار عليهم
لقد اظهر المسلمون مثالا لشجاعة والصبر في الدفاع عن المقدسات الإسلامية ، ومحاربة الأعداء ، وأكدوا على أن وحدة المسلمين وتكاتفهم هي القوة التي يستطيع بها المسلمون حماية دينهم و بلادهم
حالة الطقس في يوم المعركة
في يوم الجمعة 2 يوليو عام 1187م ، كان الطقس شديد الحرارة ، وقد استغل المسلمون ذلك فقاموا بحرق الجيش الحشائش والمزروعات ، فارتفع منه دخان كثيف زاد في عطش الصليبين
ولم يتأثر المسلمون بالعطش لأنهم عسكروا عند بحيرة طبريا
نتائج معركة حطين
كانت معركة حطين المعركة الحاسمة التي أضعفت تواجد الصليبين في بلاد الشام ، ومن خلالها بدأت مرحلة تحرير الأماكن المقدسة ، واظهرت المعركة شخصية صلاح الدين الأيوبي القيادية ، والتي كان لها الدور العظيم في توحيد المسلمين ، وتوجيههم نحو محاربة الصليبين ، وتحرير بيت المقدس والبلاد الإسلامية منهم
لقد حرر المسلمون حصن طبريا ، ومدن عكا والناصرة وقيسارية وحيفا وصيدا وبيروت وقد حان الوقت لتحرير القدس ،
حاصر المسلمون مدينة القدس واستطاعوا الوصول إلى أسوارها ، وأحس الصليبيون أنهم لا يستطيعون مواجهة المسلمين ، فطلبوا الصلح ، مشترطين الخروج سالمين من القدس ، فوافق القائد صلاح الدين على ذلك
وهكذا عادت القدس إل الإسلام والمسلمين ، ودوى صوت المؤذن في المسجد الأقصى
نسي الصليبيون ما اقترفوه من مذابح بحق المسلمين عندما احتلوا القدس 1099م في الحملة الصليبية الأولى، بينما نجد أن المسلمين التزموا وعفوا عن الصليبين ، وهنا تظهر لنا عظمة الأسلام ، وتسامح وعدل المسلمين مع أهل الكتاب