فإن من خيرات الجنة ,مالا عين رأت,ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر- ليشمر عن ساعد الجد المؤمنون طمعاً في نعيمه وعطائه, ويرجع إلى سبيله الغافلون رغبة في رحمته و جنانه. قال رسول الله قال تعالى :
أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر واقرؤوا إن شئتم: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون [السجدة 17] (البخاري ومسلم)
وتعالوا معي يا أخواني الأحباء ..لنوقظ.. قلباًً غافلاً بلمسة باردة هادئة.. من التفكر في آلاء الله
ونعمه في جنات عدن. تعالوا معي.. نتعرف على نساء الجنة.. ونلمح شيئا ًمن جمالهن وحسنهن, ورقتهن وحور عيونهن.. فرُبَّ متفكر في حور الجنة صرعه تفكيره..فلم يزل يتقلب بين منازل التوبة والتقرب إلى الله حتى لاقاه الله بهن في نعيمه المقيم وأنعم به من لقى.
هل عرفتم نعيم الجنة
لقد عرفنا الله الجنة.. ترغيباً فيها.. وبين لنا بعضاً من نعيمها وأخفى عنا بعضاً, زيادة في الترغيب والتشويق. لذلك فإن نعيم الجنة مهما وصف, لا تدركه العقول لأن فيها من الخير مالا يخطر على بال ولا يعرفه أحد بحال. فهل عرفت الجنة؟!
إنها دار خلود وبقاء.. لا فيها بأس ولا شقاء, ولا أحزان ولا بكاء.. لا تنقضي لذاتها ولا تنتهي مسراتها.. كل ما فيها يذهل العقل ويسحر الفكر.. ويسكر الرشد.. ويصرع اللب..
هي جنة طابت وطاب نعيمها
فنعيمها باق وليس بفان
هي نور يتلألأ, وريحانة تهتز.وقصر مشيد ونهر مطرد..وفاكهة نضيجة.. وزوجة حسناء جميلة.. وحلل كثيرة في مقام أبداً, في حبرة ونضرة,في دور عالية سليمة بهية تتراءى لأهلها كما يتراءى الكوكب الدري الغائر في الأفق .
عن أبي هريرة رضي الله عنه – قال:" قلت يا رسول الله مم خلق الخلق؟ قال: من الماء قلت ما بناء الجنة؟ قال: لبنة من الفضة, ولبنة من ذهب, ملاطها [الملاط: الطين ]المسك الأذفر, وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت, وتربتها, الزعفران, من دخلها ينعم لا يبأس, ويخلد لا يموت, لا تبلى ثيابهم, ولا يفنى شبابهم " (رواه الترمذي و صححه الألباني )
فيا لها من لذة: وياله من نعيم:
((للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد )) [ آل عمران]
وجنات عدن زخرفت ثم أزلفت
لقوم على التقوى دواماً تبتلوا
بها كل ما تهوى النفوس وتشتهي
وقرة عين ليـس عنها تحول
أخواني .. هل يعقل أن يدرك عقل المرء هذا النعيم ثم يزهد فيه؟ هذا داعي الخير يناديك.. ويحرك فيك نشاط التنافس والمسارعة..
((وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين )) [ آل عمران 133 ] فسارع إلى المغفرة والملك العظيم.فقد دعاك البشير..
يا طالب الدنيا الدنية إنــها
شرك الردى وقرارة الأقذار
دار متى ما اضحكت في يومها
أبكــت غداً تبا ًلها من دار
فاللبيب من باع الدنيا بالآخرة. قال تعالى : ( وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ الأُولَى ) [ الضحى4] والكيس من صنع السعادة بيده فبحث عن طريق الجنة فلسلكه وإنما طريقها توحيد الله تعالى واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم , وتمسك على ما كان عليه سلف الأمة ، وأداء الفرائض والواجبات والبعد عن الشرك و البدع والخرافات و الفواحش والكبائر والمحرمات والتقرب إلى الله بالنوافل وصالح الطاعات, والإنابة والتوبة إلى الله في الظلمات والخلوات والاستغفار من الخطايا والزلات والتنور بنور العلم وسليم الفهم والعمل بذلك وملازمة الإخلاص والصدق مع الله,فإن السالك لهذا الطريق لا يخيب ظنه ولا يعرقل سيره ولا يضيع سعيه قال تعالى :
((والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) .[ العصر ]
والله أعلم . وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .