جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين
جنة فيها مالا عين رأت , ولا أذن سمعت , و لا خطر على قلب بشر
جنة فيها غرف , يرى ظاهرها من باطنها , و باطنها من ظاهرها
جنة ظلها ممدود لمن لا يتعدّى الحدود
جنة عيشها مقيم لمن على أوامر الله يستقيم
بساتينها زاهرة لمن له عين لله ساهرة
ماؤها مسكوب لمن بذكر الله أحيا القلوب
ان سألت عن أرضها وتربتها , فهي المسك والزعفران
وان سألت عن سقفها , فهو عرش الرحمن
وان سألت عن بلاطها , فهو المسك الأزفر
وان سألت عن أشجارها , فما فيها شجرة الا وساقها من ذهب و فضة
وان سألت عن ثمرها , فأمثال القلال , ألين من الزبد , وأحلى من العسل
وان سألت عن أنهارها , فأنهار من لبن لم يتغير طعمه , وأنهار من خمر
لذة للشاربين , وأنهار من عسل مصفى
وان سألت عن طعام أهلها , ففاكهة مما يتخيرون , ولحم طير مما يشتهون
وان سألت عن شرابهم , فالتسنيم والزنجبيل
وان سألت عن آنيتهم , فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير
وان سألت عن لباسهم , فهو الحرير والذهب
وان سألت عن فراشها , فهو من استبرق
وان سألت عن ظلها , ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مائة عام لا يقطعها
وان سألت عن غلمانهم , فولدان مخلدون , كأنهم لؤلؤ مكنون
وان سألت عن عرائسهم و أزواجهم , فهن الكواعب الأتراب , التي
جرى في أعضائهن ماء الشباب , تجري الشمس من محاسن وجهها اذا
برزت , ويضيء البرق من بين ثناياها اذا ابتسمت
فاذا كان المصير الى هذه الدار , فهل يليق بالنفوس المؤمنة أن تحزن
اذا كان هذا هو المآل بعد الصالح من الأعمال , فهل يليق بالنفوس المؤمنة
أن يصاحبها الغم والحزن