تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ثقرير عن أدب المهجر الصف الثاني_عشر

ثقرير عن أدب المهجر الصف الثاني_عشر 2024.

أهديكم هذا التقرير وإشاء الله يحجبكم

المقدمة:
وهنا نعانق نورا قد تجلى من وراء الأفق..صفحة عامرة من صفحات الأدب العربي
أرّخاها الزمان..ورسّخها على أعالي القمم…
هناك..في تلك البلاد البعيدة..والتي اختفت فيها لغة الضاد..كان لنا شعاع..بل أشعة من نور…….
بسطوا للحرف العربي بساط من إبداع وجمال..في بلاد المهجر كان لنا نحن العرب صوت..
فلنرسو على هذا البحر لنرى بعضا من معالمه..

الأهداف:
1- نشأة أدب المهجر.
2- خصائص أدب المهجر.
3- أشهر أدباء المهجر.
4- التعرف على بعض القصائد.
5- أدب المهجر حديثا.

نشأة أدب المهجر:
كان أدب المهجر بسمة في فم الزمن، وأنشودة عذبة في ثغر التاريخ، وبلسماً شافياً لرعيل من مهاجري بعض الأقطار العربية خفف عنهم ألم الغربة، وساعدهم على احتمال مرارة الفراق عن الأهل والأحبة، والبعد عن الوطن.
كانت الهجرة الأولى من سورية ولبنان إلى العالم الجديد في أواخر القرن التاسع عشر، ثم توالت قوافل المهاجرين في العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، للبحث في بلاد الذهب ـ كما كانوا يتوقعون ـ عن مورد للرزق يكفل لهم العيش الرغيد، والحياة الكريمة الآمنة المطمئنة, بعد أن ضاقت بهم سبل الحياة في بلادهم، وبث فيها المستعمر ألوان الذل والخوف والاضطهاد، وسلب الخيرات ومصادرة الأموال.
وحينما وصلوا إلى مهاجرهم لم تكن الأرض أمامهم مفروشة بالذهب ولا بالحرير، بل كانت مفروشة بالأشواك والحجارة، ولكنهم في سبيل الكفاح، والإصرار على البقاء والظفر بحياة كريمة تحملوا في صبر وثبات شظف العيش،وقسوة الحياة، والعمل الشاق المرهق، حتى استطاعوا نيل مايريدون، أو بعض ما يريدون، فكان منهم التجار، والأغنياء، وذوو المناصب والوجاهة. وكانت الظروف مهيأة أمامهم ليندمجوا في المجتمع الجديد، وتبتلعهم أمواجه وتياراته، كما ابتلعت غيرهم من قوافل المهاجرين من أقطار شتى.
ولكنهم كانوا من صنفٍ آخر، كانوا يحملون في نفوسهم مواهب أدبية واعدة، على الرغم من ضآلة التعليم المنظم لدى الكثير منهم.
والموهبة الأدبية لابد من أن تكشف عن ذاتها، وتنفس عن نفسها شعراً أو نثراً, فكان أدب المهجر بشعرائه وصحافته ومدارسه، وروابطه الأدبية في الأمريكتين. وارتفع صوت الضاد في تلك الأقطار النائية عالميا يحمل أفكار أدباء المهجر و عواطفهم ومشاعرهم إلى زملائهم في المهجر وفي المشرق العربي .
لم تصرف أعباء الحياة الصعبة، والبحث عن وسائل العيش أدباء المهجر عن المشاركة الجادة الفعالة في إثراء الحركة الأدبية في المهجر، حيث اتجهوا إلى إصدار الصحف والمجلات الأدبية، وإخراج الدواوين الشعرية والقصص والروايات الأدبية، ليس باللغة العربية فحسب، وإنما باللغات السائدة في الأقطار التي هاجروا إليها كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية.

خصائص أدب المهجر:
ظاهرة الشوق والحنين هي أهم سمات الأدب المهجري, وكذلك الاهتمام بالقضايا الوطنية والقومية, ومع ذلك هناك خصوصيات من الناحية الفنية :‏ – شعر جديد يبحث عن الصور والاعارات .‏
-شعر ذو مزاجين متباينين يمكن تسميته الأول بالمزاج المتمرد والثاني بالمزاج المطواع.‏
-شعر يسعى للتخلص التام من الحمولة الزائفة وغير الصادقة..‏
– شعر يعبر بصراحة عن صوت عصره وعن كاتبه وعن ظهور تيار شعري اجتماعي.‏
-شعر يتميز بموسيقى وتجديدات عروضية تتجاوز بشكل تام القصيدة التقليدية‏ .
أشهر أدباء المهجر:ميخائيل نعيمة , إيليا أبو ماضي , جبران خليل جبران , نسيب عريضة و غيرهم….
ومن خصائص أدب المهجر
(أ) من حيث المضمون
النزعة الإنسانية:

تمثلت نظرة أدباء المهجر إلى الشعر في أنه تعبير عن موقف إنساني وأن له رسالة سامية ينقلها الشاعر إلى الناس، فيهذب نوازعهم الشريرة ويستثير فيهم دوافع الحق والخير والجمال.
المشاركة الوجدانية:

غلب على شعراء هذه المدرسة استبطان الشاعر لنفسه، وتعمقه في فهم أسرارها وخفاياها وانعكاس هذا الاستبطان النفسي في مشاركة وجدانية للناس يضفي فيها الشاعر تجاربه ونوازعهم وخواطره ويشاركهم في انفعالاته.
النزعة الروحية:

تظهر في تأملاتهم في الكون وأسراره واستشرافهم إلى الآفاق الروحية و إلى الله يتضرعون إليه بالشكوى، ويلتمسون منه النجاة من خضم الحياة المادية الجارفة وشرورها.
الحيرة والقلق والتطلع إلى عالم أفضل:

مثل قصيدة "جبران خليل جبران" بعنوان: "البلاد المحجوبة".
الاتجاه إلى الطبيعة:

اتجه شعراء المهجر إلى الطبيعة يجدون فيها ملاذاً من هجير الحياة، وصوراً لما تجيش به نفوسهم من أحاسيس، واندمجوا فيها فأضفوا عليها الحياة حتى صارت عناصر حية في تجاربهم الشعرية، تتفاعل معهم و يتفاعلون معها.
الحنين إلى العالم العربي والمشاركة في أحداثه:

كان طبيعياً أن تظهر هذه الترعة في شعرهم لبعدهم عن أوطانهم وإحساسهم بما تعاني من آلام وتخلف اجتماعي، ورغبتهم في أن تنهض هذه الأوطان، وتساير ركب التقدم الحضاري.
الرمز

وفيه يرمز الشاعر إلى المعنى الذي يريده عن طريق التعبير عن الأشياء الحسية تعبيرا يومئ إلى ما يريد من غير أن يصرح به.

(ب) من حيث الشكل والأداء
تأكيد الوحدة الموضوعية و البنائية للقصيدة.

الأداء النفسي للمعاني التي تجول بخاطر الشاعر بحيث تكون التجربة الشعورية الذاتية، لا الموضوع الخارجي هي نقطة الانطلاق إلى الإبداع الشعري.

اللغة وسيلة للأداء الشعري وليست غايةً في ذاتها.

الإكثار من استخدام الشكل القصصي في القصيدة.

التصرف في نظام الوزن العروضي التقليدي.

إيثار اللغة الحية النابضة والأسلوب السلس و التراكيب الهادئة البعيدة عن الصخب والطنطنة ومن شعر ميخائيل نعيمة : أخي ! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ
وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ
فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا
بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ
لنبكي حَظَّ موتانا
أخي ! مَنْ نحنُ ؟ لا وَطَنٌ ولا أَهْلٌ ولا جَارُ
إذا نِمْنَا ، إذا قُمْنَا رِدَانَا الخِزْيُ والعَارُ
لقد خَمَّتْ بنا الدنيا كما خَمَّتْ بِمَوْتَانَا
فهات الرّفْشَ وأتبعني لنحفر خندقاً آخَر
نُوَارِي فيه أَحَيَانَا
ومن شعر جبران خليل جبران:
الخير في الناس مصنوع إذا جبروا والشر في الناس لايفنى وان قبروا
وأكثر الناس آلات تحركها أصابع الدهر يوما ثم تنكسر
فلا تقولن هذا عالم علم ولا تقولن ذاك السيد الوقر
فأفضل الناس قطعان يسير بها صوت الرعاة ومن لم يمش يندثر
والعدل في الأرض يبكي الجن لو سمعوا به ويستضحك الأموات لو نظروا
فالسجن والموت للجانين إن صغروا والمجد والإثراء إن كبروا
فسارق الزهر مذموم ومحتقر وسارق الحقل يدعى الباسل الخطر
وقاتل الجسم مقتول بفعلته وقاتل الروح لاتدري به البش
أدب المهجر حديثا:
لم يكن إبداع المغتربين العرب مقتصرا على الأدب العربي, فالجيل الجديد من الأبناء الذين ولدوا وعاشوا وترعرعوا هناك استطاع أن يحقق وجودا متميزا على الساحة الأدبية وكتبوا باللغات التي تعلموها واكتسبوها, وصاروا من الناطقين بها, ونذكر من هؤلاء : ماريونعمة, ايميليو فرحات , داود نصر, ديبة جبور,مينيرفا سعادة, الفونسو نصير, خوليو محفوظ, خورخي نخلة, خوانا ديب.‏

الخاتمة:
بعد خمسة قرون من الجمود الثقافي والأدبي الناجم عن الافتقار إلى الحرية التي هي أم الفكر, أمام ظاهرة فريدة من نوعها, سمحت لهؤلاء المبدعين الذين قمعت عبقريتهم في أوطانهم وبعد أن انتقلوا إلى الضفة الأخرى للأطلسي وتنفسوا برئة العالم الجديد بإطلاق العنان لأجنحة أحاسيسهم وأفكارهم وبالتحليق في فضاء الخيال والطمأنينة.
ما كاد يمر زمن قصير حتى استطاعوا هؤلاء المغتربين أن يثبتوا وجودهم هناك ونمت ظاهرة فريدة في تاريخ الأدب العالمي أدب عربي ينمو ويزدهر بعيدا عن محيطه, وعن بيئته, ومع ذلك استطاع هذا الادب أن يترك بصماته حتى على الأدب العربي في الوطن الأم.

التوصيات:
– التنبيه لأهمية اللغة العربية من خلال الندوات والمنشورات.
– الاهتمام بالثقافة العربية من جميع نواحيها وإقامة روابط بينها وبين ثقافة الغرب.
– تشجيع اللذين يملكون مواهب شعرية ونثرية وإعطائهم الحرية ليعبروا عما في داخلهم لكي تصل كلمتهم بشفافية إلى قلوب وعقول القراء.

المصادر و المراجع:
1-جبران خليل جبران ,كتاب المواكب, دار العرب, للبستاني(القاهرة).
2- المحرر ديب علي حسن,جريدة الثورة (الحركة الأدبية العربية في أمريكا اللاتينية )
نشرت _الجمعة 19|8|2005.
-3 للكاتبة زينب عساف مقال (أدب المهجر في الأمس واليوم) من جريدة النهار نشرت
السبت 29 يوليو2006.


السلام عليكم

شكرا أخي الكريم على التقرير المفيد

جزاك الله كل الخير وموفق دوما

..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.