والحقيقة، فإن اليوم المدرسي الاول بمثابة الفيصل الأساسي في حياة التلاميذ الجدد الذين في طريقهم الى المقاعد الدراسية، فإذا لم تحسن فيه الادارات المدرسية لغة استقبال الصغار الجدد، وتستوعبهم، سينفرط عقد ارتباطهم بالتعليم اجمالا على مدار سنواتهم الدراسية اللاحقة، والعكس صحيح، فما الواجب تجاه القائمين على العملية التعليمية وايضا الاسر لتهيئة التلاميذ الجدد لليوم الدراسي الاول بما يربطهم بالمدارس اجمالا كبديل مساو للاسر في الاحتضان والرعاية والاهتمام والمتابعة؟
في التحقيق التالي نبحث هذه الفكرة.
بداية أوضح الباحث د. عاكف صوفان منسق الدراسات الاجتماعية والامنية في معهد الامارات الدبلوماسي في دراسة اعدها عن مشكلات الطفولة ان استجابات الأطفال للحياة الدراسية الجديدة في المدرسة تختلف من طفل لآخر، فالطفل الذي سبق ودخل دار الحضانة ورياض الأطفال يسهل عليه التكيف بسرعة أكثر من الطفل الذي لم يدخل دار الحضانة أو رياض الأطفال، وقال: الطفل في بداية حياته الدراسية لا بد أن تواجهه بعض المشاكل والصعاب النفسية لبعده عن أسرته، لذا فمن الضروري أن يكون الطفل مستعدا لدخول المدرسة الابتدائية، وأن يعرف دوره كتلميذ وأن يكون معتاداً على أن يجلس هادئاً ويبقى ذهنه مهيئا للاستماع والفهم.
وأضاف: بعض الأطفال يلتزمون الهدوء والانتباه منذ اليوم الدراسي الاول، حيث يكون التكيف مع المرحلة الجديدة سهلاً بالنسبة إليهم، إلا أن آخرين يتسمون بكثرة الحركة والتوتر، والانفعال نظراً للظروف التي عاشوها في المنزل، أو لإسباب ترجع إلى حالتهم العقلية أو الجسدية، بما يتطلب ان يحاول الوالدان تدريب الطفل قبل دخوله المدرسة على بعض العادات السلوكية والذهنية، كالانتباه وتذوق حب العمل، وتعليمه كيف يسمع قصة أو حديثاً حتى النهاية، وذلك ابتداء من بلوغه سن الثالثة،كأن يقوم الطفل بتركيب إحدى لعبه بهدوء حتى نهايتها، ثم يخاطب وينتظر منه الإجابة، وأن توكل إليه ممارسة بعض الأنشطة التي تعزز عنده حسن الانتباه، والتزام الهدوء والسكينة دون إجبار أو إكراه، ومساعدته على تطوير قدراته الذاتية.
وواصل: هناك بعض الأطفال الذين يتسم سلوكهم بعدم الاستقرار وكثرة الحركة، وقد لايستطيعون التزام الهدوء لأكثر من خمس دقائق، فهم على الدوام يشعرون بحاجة إلى الحركة، على الرغم من أنهم لايعانون من أية مشاكل عقلية تذكر، ومن مظاهر سلوك هؤلاء الأطفال، إثارة الشغب في المدرسة، واللجوء إلى مؤخرة الفصل والقيام بحركات بهلوانية تثير الضحك والانزعاج دون أسباب، ولا يجدي معهم استخدام كافة أنواع العقاب الجسدي أو المعنوي، حيث لايبالون مطلقاً، يكون المطلوب البحث عن أسباب هذا السلوك من خلال البيئة التي يعيشون فيها، وإذا كانت حياتهم الأسرية طبيعية من عدمه، ويكون من الضروري في هذه الحالة عرضهم على أخصائيين، لأن سلوكهم قد يعود إلى أسباب مرضية عقلية أو جسدية، ويتطلب العلاج إعادة تنشئة صحيحة لميوله، وقد يكون من المستحسن بالنسبة لبعض الأطفال توجيههم إلى دراسات مهنية، أو تقنية متفقة مع نشاطهم الدائم، تساعدهم على التوجه نحو الحياة العملية المناسبة.
الإعداد النفسي
فاطمة سجواني الاخصائية النفسية في منطقة الشارقة التعليمية تؤكد اهمية الاعداد النفسي للطفل من المنزل في البداية من خلال ترغيبه في البيئة المدرسية ككل لعدم ادراكه مفرداتها، وتقول: يجب اعطاء الطفل معلومات جميلة وجاذبة عن المدرسة، لان ذلك يلعب دورا كبيرا جدا في تقبله للبيئة المدرسية ككل، ايضا على الاسر مرافقة اطفالها الى المدارس قبل بدء الدراسة في رحلة قصيرة لها مع سرد بعض القصص المشوقة عنها، حتى يستعدوا نفسيا لها، مع الابتعاد تماما عن تهديدهم بالمدرسة كعقاب على ازعاجهم مثلا وخلافه، او اعطائهم معلومات مخيفة عنها، ولابد كذلك من الانتباه الى ان اليوم المدرسي الاول من الصعوبة بمكان على التلاميذ الجدد للبيئة المدرسية المختلفة بانظمتها، وطبيعتها عن الاجواء المنزلية، لذا فمن الضروري العمل على تخفيف مخاوف الصغار المتعلقة بذلك.
وأضافت: لابد أن تتهيأ الادارت المدرسية الى تحويل المدارس الى بيئة جاذبة للتلاميذ الجدد، بأن تنظم حفل استقبال لهم يتضمن عروضا كرتونية مثالا، ومن الممكن ايضا ان تصبغ جدران الفصول بالوان مبهجة تبعث الفرحة في نفوس الصغار، وغير ذلك من الجزئيات التي تعطي انطباعا للاطفال بان المدرسة مكان جميل، وعلى المعلمات تحمل بكاء الاطفال الذين منهم من يمضي أيامه المدرسية الاولى بالكامل في بكاء مستمر ورفض للتوجيهات.
البديل الجاذب
أما حسن الوتري مساعد مدير مدرسة الخالدية في دبا الحصن، فاكد ان اليوم المدرسي الاول في حياة الاطفال بمثابة الفيصل في ارتباطهم بالمدرسة، واقبالهم على الدراسة من عدمها، وقال: لا بد ان تكون المدرسة الصدر الحنون البديل لاسرة الطفل الذي في طريقه الاول لها، وعلى ادارات المدارس تهيئة الاجواء للتلاميذ الصغار سواء داخل الفصول، أو في الساحات والمقاصف من خلال ايجاد بدائل جاذبة لهم لدفعهم للارتباط بها، وعلى المدارس بشكل عام حسن استقبال التلاميذ الصغار في اليوم المدرسي الاول، وتحبيبهم في المفردات المدرسية، وايضا على المعلمين احتواء الصغار وتدليلهم نسبيا، والحنو عليهم الى ان يعتادوا الابتعاد عن اسرهم، وبشكل عام يجب ايجاد منظومة كاملة وشاملة لدمج التلاميذ الصغار في المدارس بصورة واعية وجاذبة فى اولى خطواتهم المدرسية.
تصنيف المعاملة
فاطمة السويدي رئيسة لجنة شؤون الاسرة في المجلس الاستشاري في الشارقة تؤكد أهمية التهيئة النفسية السليمة للاطفال لتقبل المدرسة، مع توفير كل ماهو جاذب وممتع ومسل فيها، وتقول: من الأهمية أن يستعد المعلمون تماماً لخلق جو من الراحة النفسية للاطفال لتعويدهم على الالتزام والأنظمة المدرسية بيسر وسهولة من دون رفض، وايضا من الضروري ان يتدارسوا حالة كل طفل على حدة من حيث الفروق الفردية بينهم، ومعاملة كل منهم على اساسها، حيث من الاطفال من يتمتع بفرط الحركة، ومنهم من يميل الى الزعامة، واطفال آخرون يعاندون ويتصلبون في مواقفهم، ومنهم من يجنحون الى الكسل والخمول، والى غير ذلك، لذا فمن الواجب تنبه المعلم الى مختلف سلوكياتهم وطبائعهم لاحتوائهم، عقب تشخيصها مبكرا، وكيفية توظيف طاقاتهم، بما يفيدهم، وينعكس ايجابا على العملية التعليمية ككل.
يسلمووو ع الخبر..^^
i remember when i was a kid
والله اذكرت يوم كنت ف الروضة احللى ايام ما كنت اصيح هع هع
يسلمووو ع الخبر..^^