مــقــــــــــــدمـــــة
بسم الله الرحمن الرحيم , العزيز الكريم , التواب الحكيم , البر الحليم , و الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد , و صلى الله و سلم و بارك على نبيه الطاهر الأمين , محمد بن عبد الله من أنزل رحمة إلى العالمين , و على آل بيته الأطهار الميامين , و ارض اللهم عن صحب أبي القاسم الغر المحجلين , و عن تابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . و بــعــد :
يا أخوة الإسلام لطالما تردد إلى أسماعنا مرارا و تكرارا ما يسمى بالمذاهب الفقهية ويتبادر فور سماع المذاهب هذه تذكر المذاهب الأربعة و هذا خطأ يقع فيه أغلب العامة , فالمذاهب لا تقتصر على المذاهب الأربعة التي هي : المذهب المالكي , و الشافعي , و الحنبلي , و الحنفي . لا بل يندرج تحتها ما يقارب اثني عشرة مذهبا و لكن أغلبها قد انقرض و لم يتبق مشهورا منها سوى تي المذاهب الأربعة التي يعرفها العامة , ومن العظماء الذين أرسوا مفاهيم أحد هذه المذاهب و أسسوها بناء على ما استـنبطوه من كتاب الله عز و جل و سنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم ألا و هو الإمام و الأديب محمد بن إدريس الشافعي , فتعالوا نجول في هذه السطور القصيرة التي تحيك لنا بخيوط من ذهب قصة هذا الإمام الجليل و الهاشمي القرشي النبيل الذي خدم الدين و الأمة . و أنوه هنا أنا حمزة بن مروان آل بيكاوي الهاشمي للقارئ العزيز بأن استنادي و مرجعي في معلوماتي كانت من شبكة ويكبيديا الإسلامية في الانترنت و كذلك من شبكة سودانيز اون لاين و كذلك من موقع ديوان الشافعي.
محمد بن إدريس الشافعي
محمد بن إدريس الشافعي (150 هـ/766 م – 204 هـ/820 م). أحد أئمة أهل السنة الأعلام و صاحب المذهب الشافعي.
– اسمه و كنيته و مولده:
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد الله بن عبد بن يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطّلبي الشافعي الحجازي المكي يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف. ولد في سنة مائة وخمسين وهي السنة التي توفي فيها أبو حنيفة. ولد بغزة ( غزة هاشم ) من بلاد فلسطين المباركة (تدل الوثائق التاريخية على استمرار الناس بالعيش في مدينة غزة على مدار أكثر من 3000 عام، كانت أول مرة ذكرت فيها في مخطوطة للفرعون تحتمس الثالث (القرن 15 ق.م)، وكذلك ورد اسمها في ألواح تل العمارنة. بعد 300 سنة من الاحتلال الفرعوني للمدينة نزلت قبيلة من الفلسطينيين وسكنت المدينة والمنطقة المجاورة لها، عام 635 م دخل المسلمون العرب المدينة وأصبحت مركزا إسلاميا مهما وخاصة أنها مشهورة بوجود قبر للجد الثاني للنبي صلى الله عليه و سلم هاشم بن عبد مناف فيها ولذلك أحيانا تسمى غزة هاشم. وكانت المدينة مسقط رأس الشافعي (767-820) الذي هو أحد الأئمة الأربعة عن المسلمين السنة.), وقيل : ولد بعسقلان, ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين.
– سيرته :
نشأ يتيما في حجر أمه في قلة من العيش , وضيق حال , وكان في صباه يجالس العلماء , ويكتب ما يستفيده في العظام , ونحوها , حتى ملأ منها خبايا , وقد كان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر , وأيام العرب , والأدب , ثم اتجه نحو تعلم الفقه فقصد مجالسة الزنجي مسلم بن خالد , وكان مفتي مكة.
ثم رحل الشافعي من مكة إلى المدينة قاصدا الأخذ عن أبي عبد الله مالك بن أنس رحمه الله , لما قدم عليه قرأ عليه الموطأ حفظا , فأعجبته قراءته , ولازمه , وكان للشافعي رحمه الله حين أتى مالكا ثلاث عشرة سنة ثم نزل باليمن .
واشتهر من حسن سيرته , وحمله الناس على السنة , والطرائق الجميلة أشياء كثيرة معروفة . ثم ترك ذلك , وأخذ في الاشتغال بالعلوم , ورحل إلى العراق , وناظر محمد بن الحسن , وغيره , ونشر علم الحديث , ومذهب أهله , ونصر السنة , وشاع ذكره , وفضله , وطلب منه عبد الرحمن بن مهدي إمام أهل الحديث في عصره أن يصنف كتابا في أصول الفقه فصنف كتاب الرسالة , وهو أول كتاب صنف في أصول الفقه , وكان عبد الرحمن ويحيى بن سعيد القطان يعجبان به , وكان القطان , وأحمد بن حنبل يدعوان للشافعي في صلاتهما .
وصنف في العراق كتابه القديم , ويسمى كتاب الحجة , ويرويه عنه أربعة من جلة أصحابه , وهم أحمد بن حنبل , , وأبو ثور , والزعفراني , والكرابيسي .
ثم خرج إلى مصر سنة تسع وتسعين ومائة, وقيل: سنة مائتين , ولعله قدم في آخر سنة تسع جمعا بين الروايتين , وصنف كتبه الجديدة كلها بمصر , وسار ذكره في البلدان , وقصده الناس من الشام , والعراق , واليمن , وسائر النواحي للأخذ عنه , وسماع كتبه الجديدة , وأخذها عنه , وساد أهل مصر , وغيرهم , وابتكر كتبا لم يسبق إليها , منها أصول الفقه , ومنها كتاب القسامة , وكتاب الجزية , وقتال أهل البغي , وغيرها .
– مصنفاته :
• كتاب الأم .
• رسالة في أصول الفقه.
• كتاب القسامة .
• كتاب الجزية .
• قتال أهل البغي.
• سبيل النجاة .
• ديوان شعر111 .
– وفاته :
توفي بمصر سنة أربع ومائتين , وهو ابن أربع وخمسين سنة قال تلميذه الربيع : توفي الشافعي رحمه الله ليلة الجمعة بعد المغرب , وأنا عنده , ودفن بعد العصر يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين , وقبره بمصر وبنى على قبره القبة القائد صلاح الدين الأيوبي.
– انتشار المذهب الشافعي :
مذهب الشافعي انحسر في المشرق، بعد الهجمة المغولية من قِبَل جنكيز خان وهولاكو. حيث قام التتر بتصفية العرب وسلالاتهم من تلك البلدان، وأبادوا الكثير من الفرس كذلك في بلاد ما وراء النهرين. فبقي الأتراك هناك على مذهب أبي حنيفة. ثم نشأت الدولة الصفوية في إيران، حيث أبادت أهل السنة بالحديد والنار. وقامت لعدة قرون بارتكاب مجازر فظيعة ضد أهل السنة في فارس والعراق، مما تسبب بحرب مع الخلافة العثمانية. ففرض الترك المذهب الحنفي في شمال ووسط العراق (ما عدا جبال كردستان)، وفرض الصفويون المذهب الشيعي الإمامي في فارس وجنوب العراق. وبذلك اختفى المذهب الشافعي من تلك البلاد.
كذلك انقرض فقه أهل السنة من مصر بظهور دولة الرافضة، إلى أن ذهبت دولة العبيديين (أو الفاطميين كما يسمون أنفسهم) على يد صلاح الدين الأيوبي. وكان صلاح الدين كردياً شافعياً، فتبنى المذهب وعيّن القضاة منه. فرجع إليهم فقه الشافعي، فعاد إلى أحسن ما كان ونفقت سوقه. وانتشر أيام الدولة الأيوبية في الشام ومصر والحجاز واليمن. واشتهر منهم محي الدين النووي من الحلبة التي ربيت في ظل الدولة الأيوبية بالشام، وعز الدين بن عبد السلام أيضاً. ولولا صلاح الدين بعد الله سبحانه لكاد مذهب الشافعي ينقرض. ثم انتشر من اليمن –عبر تجارة البحر– إلى شرق إفريقيا وجنوب الهند، ثم وصل –بعد عدة قرون– إلى إندونيسيا وماليزيا، حيث قام أهل اليمن بنشر الإسلام هناك. ثم إنه تراجع تدريجياً من الجزيرة العربية، على حساب المذهب الحنبلي، الذي تبنّته الدولة السعودية.
ويتركز الفقه الشافعي –اليوم– في مصر، وجنوب الشام، واليمن، وشرق إفريقيا، وكردستان، وفي جنوب شرق آسيا (إندونيسيا وماليزيا).
قال الإمام الذهبي في "زغل العلم": «الفقهاء الشافعية أكيس الناس، وأعلم من غيرهم بالدين. فأس مذهبهم: مبني على اتباع الأحاديث المتصلة. وإمامهم من رؤوس أصحاب الحديث، ومناقبه جمة. فإن حصلت يا فلان مذهبه لتدين الله به وتدفع عن نفسك الجهل، فأنت بخير. وإن كانت همتك كهمة إخوانك من الفقهاء البطالين الذين قصدهم المناصب والمدارس والدنيا والرفاهية والثياب الفاخرة، فماذا بركة العلم ولا هذه نية خالصة، بل ذا بيع للعلم بحسن عبارة وتعجل للأجر وتحمل للوزر وغفلة عن الله».
– بعض أبيات قصائد الشافعي المشهورة :
انقلاب الموازين
تموت الأسد في الغابات جوعا…………..ولحم الظأن تأكله الكلاب
وعبـــد قد يـــنـــام على حرير…………..وذو نسب مفارشه التراب
الحلم
يخاطبني السفيه بكل قبح………..فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد ســــفاهة فأزيد حلما…………كعود زاده الإحراق طيبا
العيب فينا
نـعـيب زمـانـنا والـعيـب فـينا………وما لزماننا عيـب ســـــوانا
ونــهـجـو الـزمـان بـغير ذنـب……….ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب……….ويـأكـل بـعضنا بعضا عيانا
حب آل البيت فرض من الله
يا آل بيت رسـول الله حبكـم فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكـم من لم يصل عليكم لا صلاة له
الوقار وخشية الله
ولولا الشعر بالعلماء يـزري لكنت اليوم أشعـر مـن لبيـد
وأشجع في الوغى من كل ليثٍ وآل مهلـبٍ وبـنـي يـزيـد
ولولا خشية الرحمـن ربـي حسبت الناس كلهـم عبيـدي
خــــاتــــــمــــة
و أخيرا و ليس آخرا نحمد الله على ما قد هدانا إليه لإتمام هذا البحث و ما كنا لنهتدي لهذا لولا أن هدانا الله رب العالمين , و ما كان من خطأ فهو من عند نفسي المقصرة و ما كان من سداد فهو من عند الله وحده , و أستعذركم و أطلب السماحة منكم يا حضرة المدرس لإطالتي في مقالي هذا و لكنني خفت أن أكون مجحفا بحق شيوخنا و أسلافنا الأعلام , و مثلك بالعذر أخلق لأنك تعرف حاجتنا إلى تذكر شيوخنا و قدواتنا الذين ينبغي أن نسير على نهجهم لا على نهج زيد و عمرو من الناس , و تعرف أيضا مدى تقصير الناس و الطلاب و أنا لا أبرئ نفسي بل أنا من أولهم في التقصير في حق ديننا و أمتنا و شيوخنا الأبرار , فأنت وما ترى يا سيدي الفاضل . و السلام مسك الختام فالسلام عليكم و رحمة
حبااايبي لا تنسوون الردووود ^^
ؤربي يعطيج آلف عآفية …..