تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » التشاؤم

التشاؤم 2024.

التشاؤم
تعريف التشاؤم

ما هو التشاؤم ؟

انه نزعة هادمة مدمرة تستحوذ على الفكر و المخيلة و تحيل الأبيض أسود و الحسن سيئاً والنصر هزيمة والجمال جريمة

انه طبع ذهني يعود على صاحبه بالشقاء و يضعضع همته و يفتت عزيمته فيعيش ميتاً

يحكم على نفسه الحكم الجائر و لكنه ينسب فشله في حياته الى الحظ فالحظ في عرفه خصم و عدو

و ينظر إلى الناس نظرة قاسية لأنه يصدر أحكامه بوحي من تشاؤمه فلا يراعي العدل و الإنصاف

انه عدو الحظ أو الحظ عدوه و إنه الضحية دائما الضحية في الماضي و الحاضر و المستقبل

و لو أنصف نفسه و أنصف الناس لرأى ان الحظ الذي يعتبره عدوا لا يمالىء سواه على حسابه هو بل يعامل الناس كلها معاملة واحدة يقبل و يدبر و يبتسم ويصعر الخد

اما حلاوة الحياة فهي التي حرم منها

و اما مرارتها فهي التي يذوق علقمها

وهو حسود كنود هو غاضب حقود هو ناقم لا يرضى و خجول من الناس لانه خجول من الحق

انه مريض و مرضه خجل و خوف مرضه الإجفال مرضه في بصيرته و بصره

انه المرض

مرض في العقل معروف موصوف ذلك هو التشاؤم

انسداد تام في الرؤية توقف و جمود استسلام و قنوط

و النظر العقلي ينحرف فيثبط و يحبط و يبدد انه مرض الموت هذا إسمه و هذه إشارته

وينطوي القلب على شعور تمتزج فيه الكآبة بالحزن و الأسى و بالقهر و الكمد و يتطور الداء على مر الأيام و تستنفد خلايا الأعصاب طاقتها فينحط المريض الى النورستانيا و ان لم يتدارك يهبط الى الملانخوليا و اخيرا يترنح في حقل الهوس حيث يقوم الجنون و يعقبه موت أكيد

انه المرض و لا يكون صاحبه ضحيته الوحيدة بل يجر معه الضحايا فهو بتصرفاته المشينه يسبب الشقاء و يسبب العناء فأفكاره السوداء المربدة تجوب به الآفاق القاتمة فتمر به الفرص مرا سريعاً لا يمد يده إليها و لا يعمل على اغتنامها و تفوت هذه الفرص و يبقى هو يحلم بالخيبة و الفشل و الموت

أسباب التشاؤم

التشاؤم أنواع و أشكال و له أوضاع و ظروف و قد تتضافر أحياناً بعض أنواعه و تتجمع في حالة واحدة فينشأ من هذه العناصر التشاؤم في الفرد

و التشاؤم عند الرجل غيره عند المرأة الى حد ما وهو عند رجل له شكل وعند آخر له شكل آخر أي انه يلبس لكل حالة لبوسها

و قد درس العلماء والمفكرون التشاؤم ككل بحثوا فيه كمعنى شامل غير متفرق لانه امر واحد في النتيجة و آثاره واحدة

بيد أن العلاج ليس واحداً فلكل حالة علاج و لذلك فكل إصابة من إصابات التشاؤم تحتاج إلى علاج خاص بها

ان الإستعداد الشخصي للتشاؤم هو السبب الأصيل الأساسي له فكل انسان له طبع و مزاج و هذا الطبع يرثه و لا يلبث ان يتطور في مراحله وفقاً للبيئة أو المناخ أو نمط الحياة

الضعف و الفتور و التداعي فالمتشائم لا يثق بانفراج و لا بعلاج

الاخفاق و الفشل لأنه يضع نصب عينيه الخيبة

الحقد و حب الإيذاء لانه غيور حسود

مراقبة الناس بالمنظار الأسود لانه يشعر في صميمه أنه أحط من الناس

التردد و الإنزواء و الإنطواء لانه خجول مصاب بمركب النقص

علاج التشاؤم

دعائم السعادة

العافية العقلية اذن من دعائم السعادة الإنسانية وهي أمضى سلاح تشهره على الخوف و التشاؤم

لان التفاؤل مرتهن بالعافية عافية النفس و العقل ان التفاؤل منوط بهذه العافية و لا يمكن للتشاؤم ان يجد له مدخلا الى النفس الصحيحة و العقل القوي

و لهذا السبب نهيب بكل انسان ان لا يستهين بالتعب عليه ان يقاومه ان يسترخي و يستريح عليه ان ينام نوما كافيا عليه ان يتيح للخلايا العصبية الفرصة لاسترداد ما فقدته من طاقة و متى تم هذا و تحقق يصبح التفاؤل نعمة مزمنة
منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.