تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أماني بكر: جهد المدرس أكبر من راتبه

أماني بكر: جهد المدرس أكبر من راتبه 2024.

ترى أن العلاقات الاجتماعية تقلّصت والروتين يطغى على الحياة
أماني بكر: جهد المدرس أكبر من راتبه
فاتن حمودي – أبوظبي

«أشعر دائماً بأن المدرس حقه مهضوم، سواء في المدارس الحكومية، أو الخاصة، وأن المجهود الذي يبذله أكبر بكثير من الراتب الذي يحصل عليه».

بهذه الكلمات بدأت مدرّسة الرياضيات أماني محمد بكر، التي تعمل في مدرسة المعالي الدولية، حديثها لـ«الإمارات اليوم»، موضحة أن «الرياضيات مرتبطة بعلوم مختلفة، كالاقتصاد، والكمبيوتر، والفيزياء، وإدارة الأعمال، والمحاسبة، والتسويق، والإعلانات، فكل شيء له علاقة بالرياضيات».

شرحت أماني دور الأرقام في حياتها قائلة «إضافة إلى أهمية الأرقام في حياتنا اليومية، فأنا ترتيبي الأولى في تسلسل أشقائي الستة، راتبي محسوب برقم، ودوامي بعدد الساعات الثماني التي أقضيها متنقلة بين صفوف المدرسة، حتى الرجوع إلى البيت محدد بدقائق الزمن، فكل شيء محسوب في هذا العالم، وعلى الرغم من ذلك لا ندري عند أي رقم نتوقف، لكن الحياة الاجتماعية تقلصت ولم يعد لها دور كبير في حياتنا، وأصبح الروتين والتكرار يطغيان على الحياة».

مهنة مناسبة
تتحدث أماني، عن مهنتها «على الرغم من أنني فلسطينية، إلا أنني ولدت هنا، ودرست، وتخرجت، وها أنا أدرّس في الإمارات، البلد الذي تنفست هواءه وشربت ماءه، فقد كان من الطبيعي جداً أن احترف مهنة التدريس، كون هذه المهنة تناسب المرأة حيث إن عالم التدريس، عالم مريح من حيث التعامل مع الطلبة».

تابعت أماني كلامها شارحة تعامل التلاميذ مع مادة الرياضيات «الطلبة يجدون سهولة في التعامل مع الأرقام أكثر من أي مادة أخرى، في حين أن البنات يفضلن الحفظ، والدراسة أكثر من الأولاد المشغولين دائماً بعالم اللعب».

ولفتت أماني إلى أنها «درست إدارة أعمال في جامعة عجمان، فقد سعى الأهل لتعليمنا، كي نعتمد على أنفسنا، ونشعر بالجهود التي يبذلونها من اجلنا، حيث كانوا يؤكدون دائماً أن العلم ثروة، والعمل كرامة، لذا سعوا بكل ما أوتوا من قوة لنحصل على الشهادات الدراسية والتخصص، وقد استطاع أبي بخبرته، وأمي بعاطفتها وحرصها، أن يؤسسا معاً أسرة بكفاءات علمية رائعة، لذا فنحن فخورون بوالدينا اللذين لايزالان إلى هذا اليوم يحملان هموم المتزوج والأعزب فينا، ولهذا نشعر بالتعب الذي بذلوه من أجلنا، ونقدّر معنى الأموال التي نتعب من أجل الحصول عليها».

اكتشاف وتقويم
عادت أماني بذاكرتها إلى الدروس الأولى، لتتحدث عن تقويمها للطلبة قائلة: «بداية أحاول التقرب من طلابي وطالباتي، أتعرف إلى أسمائهم، وأعرّفهم باسمي ليصبح التعارف طبيعياً، ثم أبدأ بالتعريف بالمادة بأسلوب بسيط جداً، لأدخل بعد ذلك بتمارين بسيطة، كوني أدرّس المرحلة الابتدائية، ومن خلال التمارين أصل إلى تقويم مستوى الطلاب في الصف».

وزادت «تصبح لدي الإمكانية لأعرف الثغرات والصعوبات التي يواجهونها، وفي الدروس اللاحقة فإنني أعتمد على أساليب مختلفة من أجل التدريب والمران، لأنني أعرّف الطلاب بأن الرياضيات مادة الذهن والذاكرة، ونبدأ نحل التمارين معاً على السبورة، وطبعاً لا أستخدم وسائل تعليمية كثيرة سوى الكتاب والسبورة، والأوراق»، مضيفة «ألجأ إلى أساليب تشجيعية كثيرة، منها استخدام غرفة الكمبيوتر من أجل استخدام الإنترنت لمعرفة الأشكال الهندسية والتعرف إليها، بل ربط هذه الأشكال بكل ما يحيط بنا، حيث نربط بين العمارة والشكل الهندسي، ليصبح الطلاب أكثر قدرة على الملاحظة، لتصبح المادة عند الكثيرين هي الأكثر سهولة، وهكذا نصل بالتمارين الكثيرة، والأساليب المختلفة، إلى محبة الصف والمادة معاً».

انشغال الأهل
أضافت أماني، أن «مساعدة الأهل لأولادهم يسهّل الطريق علينا، ولكن انشغال بعض الأهل عن أولادهم يزيد علينا التعب، خصوصاً حين نشعر أن هذا الطفل ذكي جداً وعنده إمكانات، فأضاعف أنا الاهتمام به، إلى جانب اهتمامي بأصحاب القدرات الأقل لذا فأنا أشعر دائماً بأن المدرّس حقه مهضوم عموماً سواء في المدارس الحكومية، أو الخاصة، لأن المجهود الذي يبذله أكبر بكثير من الراتب الذي يأخذه، لهذا لا بد من إعادة النظر بأهمية رسالة المعلم، من حيث الحقوق والواجبات».

محطّات حياتية
وحول المحطات المهمة في حياتها تقول أماني، «محطات الحياة كثيرة، فقد تزوجت وأنجبت بنتاً وولداً، لكن حياتي الزوجية لم تستمر ونتيجة لكثرة المشكلات التي أفقدتني التركيز وشغلتني عن عملي، وجدت أن الطلاق هو الحل، فانفصلت عن زوجي، وقد وقف معي الأهل بقوة، لأتجاوز هذه المحنة، وجعلني العمل أكثر قوة وثقة بالنفس، فالفشل جزء من الحياة، وتجاوزه أخذني لمحطة العمل، كذلك فقد جعلني صخب الأولاد في المدرسة، أجد في غرفتي ملاذاً و هدأة لي بعد نهار مليء بالضجيج والصخب».

نقاش
وأضافت «أقضي أيامي في حوارات مفيدة مع أسرتي، وغالباً ما نجتمع معاً على طاولة الغداء أو العشاء، نناقش ما يدور حولنا من أخبار سياسية نشاهدها على شاشة التلفزيون، واقتصادية غالباً تتعلق بالغلاء الذي أصبح لا يتناسب إطلاقاً مع دخل الكثيرين، ويأخذ الدين جزءاً من هذه الحوارات، لكننا نكسر هذه الجدية بروح المزاح والنكتة، التي تعطي البيت روحاً مليئة بالشفافية».

سفر
أكدت أماني أنها تحب البيت، مفسرة «معظم أوقاتنا موزعة بين البيت والعمل، ويوم الجمعة هو يوم خاص، نقضي قسماً منه في المطبخ لنعد وجبات خاصة، المسخن، والشاكرية والحمص، وفي حال خروجنا نذهب إلى مركز مدينة زايد، فالعلاقات الاجتماعية تقلصت عن السابق، ويطغى على الحياة حالياً الروتين والتكرار، لهذا أكسر هذا الروتين بلجوئي إلى الرسم ، فأنا أعبر بالرسم، فإذا سمعت خبراص بالتلفزيون أرسمه، وإذا سمعت قصة أثرت بي أيضاً أرسمها، والسفر يخرجنا من رتابة الحياة، لذا نسافر في عطلة الصيف إلى لبنان وسورية، هناك يكون اللقاء بالأهل، وتكون السفرات الخاصة إلى أماكن تاريخية، أو إلى الشواطىء حيث الطبيعة والمناخ الرائع».

القراءة
وعن دور القراءة في حياتها، ردت أماني قائلة «لم تشجعني المدارس التي درست فيها على القراءة، أو على اختيار القصص والروايات، لذا فقد كانت قراءتي بحدود المنهاج الذي درسته، ولكن أحياناً تشدني بعض عناوين المقالات في الصحف، فاقرأ المقال الذي يعجبني، لذا أعوّض هذا الجانب بسماع الأغاني والموسيقى».

تاريخ المدارس

أنشئت المدارس في العهد السومري في العراق، وقد وصفت ببيت الألواح، وسمي المعلمون آباء، ويعود التعليم إلى الألف الرابع قبل الميلاد، إذ كان على الطلبة في البداية تعلم 2000 مقطع، ونستطيع تتبع آلية التعليم في بعض النصوص، حيث نجد أن الفكاهة إحدى الطرق لإيصال المعلومات مثل قصة «الذئب الذكي والذئاب التسعة الأغبياء»، لتعليم عملية الجمع، وقد كشفت البعثة الفرنسية بيتي ألواح ، في مدينة أوغاريت السورية، حيث كان الطلاب يجلسون على مقاعد، وشكلت النصوص المدرسية التي وجدت دليلاً مباشراً على التعلم.

وقدمت الحضارة السومرية، أقدم ما يدل حتى الآن على الاشتغال بالرياضيات، فهم من طوّر استخدام النظام الستيني في العد، وأول من أوجد القبة، وأول من بنى الصروح الضخمة، الأمر الذي يحتاج إلى حسابات هندسية رياضية، كما تبين النصوص أنهم عرفوا بعض الكواكب.

6/7/2008 7:23:08 Am

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.