قالت أمل العفيفي مديرة مدرسة المواهب النموذجية ان مدرستها، تعاوناً منها وبالاستفادة من التجهيزات التي وفرها مجلس أبوظبي للتعليم للمدرسة والمدارس الأخرى في أبوظبي من أسرة وغرفة بمساحة مناسبة وبعض الالعاب التي تجذب الطفل، سمحت للمعلمات الأمهات باصطحاب اطفالهن الصغار إلى هذه الغرفة التي خصصتها المدرسة كحضانة لهم، مشيرة الى ان انهن اخترن احدى المعلمات من بين اوساطهن للاشراف على الاطفال، بالاضافة إلى السماح لهن باصطحاب خادماتهن لرعاية اطفالهن داخل الحضانة، لافتة إلى أنه لا يوجد لدى المدرسة مشرفات على الحافلات حتى تتم الاستفادة منهن في الاشراف على الاطفال داخل المدرسة بعكس مدارس المرحلة الابتدائية الحلقة الأولى .
وقالت إن وجود الطفل مع امه داخل المدرسة ساعد كثيراً على الحد من الغياب المستمر والاستئذان بالانصراف المبكر للمعلمة بسبب قلقها على صغيرها، مؤكدة ان المدرسة توظف كامل مبلغ ال300 درهم الذي يؤخذ كرسوم لكل طفل من دون الخادمة أو 150 مع خادمة المنزل التي تصاحبه صباح كل يوم، لتغطية مستحقات العاملات في الحضانة، أما المشرفة التي يتم اختيارها من بين أوساط الامهات المعلمات فتعمل متطوعة .
وأكدت مديرة مدرسة المواهب النموذجية بالاضافة الى عدد كبير من مديرات المدارس في أبوظبي ضرورة توظيف 2-3 مشرفات للحضانات في كل مدرسة، كما طالبن وزارة العمل ومجلس أبوظبي للتعليم بمنح تراخيص لهن، وان تعمل ادارات المدارس على اختيار مربيات تتوافر فيهن مواصفات حسن السيرة والسلوك والخبرة في مجال تربية الاطفال والاهتمام بالنظافة والمعرفة بشؤون الامن والسلامة والتحلي بالامانة والاخلاص وسعة الصدر وان تكون من حملة الشهادة الثانوية على أقل تقدير .
وذكرت ان المدرسة ستغلق حضانتها مع نهاية شهر يونيو/حزيران المقبل بسبب عدم قانونية فتح مثل تلك الحضانات بالرغم من ان العاملات فيها من خادمات المعلمات المرخصات من الجهات المختصة عند تعيينهن في المنازل، لافتة إلى أن مدرستها، بالاضافة إلى بقية الحضانات المدرسية المماثلة لا تزال في انتظار توظيف مشرفات بتراخيص من وزارة العمل ومجلس أبوظبي للتعليم، آملة ان يتخذ المجلس والجهات الأمنية الاجراءات السريعة في تعيين مشرفات للحضانات المدرسية بواقع 2- 3 مشرفات .
واشارت ام فيصل (معلمة) إلى أن لديها طفلين الاول في الروضة والثاني في الصف الأول وان دوامهما المدرسي ينتهي في الساعة 12 ظهراً ودوامها ينتهي في الثالثة عصراً وقد اشعرت سائق حافلتهما ان يحضرهما اليها في المدرسة التي تدرس فيها، حيث تضطر لوضعهما عند حارس المدرسة وهي غير مطمئنة عليهما، خوفاً من فتح باب المدرسة والخروج الى الشارع، ولكن بافتتاح الحضانة وتعيين مشرفة ووجود شغالتين من منازل بعض زميلاتها المعلمات معها في نفس المدرسة طمأنها كثيراً على رعاية طفليها .
وقالت دعاء ان لديها طفلة لا يتجاوز عمرها عامين تضعها عند احدى المربيات الخاصات بالمنازل وتأخذ منها شهرياً 600 درهم، بالاضافة الى الإغداق عليها بالهدايا حتى يزيد اهتمامها بطفلتها، مشيرة الى انه اذا زادت الساعات عن فترة الدوام تضطر لدفع مبالغ أخرى لها فيما اضطرت سميرة صفوان (معلمة) إلى ارسال طفلها أحمد إلى حضانة خاصة ودفع رسوم مدرسية تقدر ب 5000 درهم، مشيرة إلى أنها تقع في حيرة يومياً خاصة بعد انتهاء دوام الحضانة في الساعة ،12 حيث لا تجد مكاناً له وهي لا تمتلك خادمة في المنزل واهلها ليسوا معها في الدولة وزوجها مثلها يعمل في احدى مدارس أبوظبي .
وأشارت آمنة الزعابي الاختصاصية الاجتماعية بالمدرسة إلى أن مساعدة الامهات العاملات، سواء في المدارس أو المؤسسات الأخرى من خلال فتح الحضانات لابنائهن داخل مرافق عملهن والالتفات إلى مطالبهن بتعديل اجازة الوضع يعزز من استقرارهن الأسري والمهني ويساعد ويشجع الامهات المواطنات على الانخراط في العمل وبالذات مهنة التدريس التي تناسب طبيعة المرأة بشكل خاص، وعلى الانجاب خاصة المتزوجات الجدد منهن وتقليل نسبة الاستقالات، وطلب التقاعد المبكر، الأمر الذي يسهم في ترسيخ مكانة المرأة الإماراتية في العمل وتعزيز دورها الاجتماعي، وتشجيعها على المشاركة في التنمية الاجتماعية .