قَبْلَ أَنْ
يَحِلّ الْسُّبَاتُ تَحْتَ الُظـــــــــــــلَام
ِ
قَبْلَ أَنْ تَغْدُو الْأَعْمَالُ
مُجَرَّدَ ذِكْرَيَاتٍ نَسْتُرْجِعُهَا مِن
الْمَاضِي
وَقَبْلَ أَنْ تَحِلّ لَحَظَاتُ الْرَّحِيْل
ِ
ثَمَّة َ
قِصَّةُ أُمَنِيَّاتٍ تَتَهَادَى عَلَى ضِفَافِ الْقُلُوْبِ
..
هِمَمٌ تَتَوَقَّدُ و عَزَائِمٌ تَنْتَظِرُ
الْتَّطْبِيْقَ ..
آَمَالٌ مُمْتَدَّةٌ نَحْو
الْسَّمَاءِ .. و أَفْئِدَةٌ تَتَمَنَّى مُجَاوَرَةَ الْنُّجُوْم ِ ..
أُعْلِنَتْ شَارَةُ
الْبِدَايَةِ عَلَى أَنْفَاس ٍ مِن الْحَمَاس ِ ..
فَانْطَلَقَتْ الْخُيُولُ
جَامِحَة ً شَامِخَة ً
تَبْغِي الْوُصُولَ ..
أَعْيُنُهَا مُتَعَلِّقَة ٌ بِخَطِّ الْنِّهَايَةِ .. تَتَسَاءَلُ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ
..
مَتَى الْوُصُولُ ؟؟
أَيْن نِهَايَةُ الْطَّرِيْق ِ ؟؟نُرِيدُ
الْفَوْزَ
نُرِيدُ الْفَلَاحَ
وَيَظَلُّ الْحَادِي يُعْجِلُ
بالْخُطَى وَيَصِيْحُ فِيْهِم بِقُوَّةٍ و
جُنُوْنٍ ..
حَتَّى
سَلَكُوْا كُل طَرِيْق ٍ وَكُل
سَبِيِل ..
فَكَثُرَتِ
الْمُفْتَرَقَات .. و ازْدَادَتِ الْتَّشَعُّبَات
..
و تَاهَت الْخُيُولُ فِي
وَسَطٍ مَن الْضَّجِيجِ و الْمُزَاحَمَةِ و الْحَيْرَةِ
..
فَمَا فَتِئت
إِلَا أَنْ دَبّ فِيْهَا الْوَهَنُ و الْمَلَلُ ..
أُوْلَئِك الْأَقْوَامُ الَّذِيْنَ تَفَانَوْا عَلَى
غَيْرِ هُدَى
فَحَمَّلُوا خُيُوْلَ هِمَّتَهُم مَالْا تُطِيْقُ حَتَّى
انْتَهَتْ عَلَى قَارِعَةِ الْطَّرِيْق ِ
وَعَلَى أَرَصِفَتِهَا تَتَسَاقَطُ
أَعْمَالٌ طَالَمَا بَذَلُوْهَا وَجَاهَدُوْا فِيْهَا
فَمَا هِي إِلَّا
أَيَّامٌ وَيَنْظُرُوْن حَوْلَهُم لَا يَجِدُوْنَهَا
صَارَتْ إِلَى صَفَحَاتِ
تَارِيْخِهِم , يُوْقِدُوْنَ
عَلَيْهَا شُمُوْعَ الْذِّكْرَى
يَكْتَوُونَ بِلَهِيْبِ الْحُزْنِ عَلَيْهَا
، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَا
قَلِيْلٌ أَو لَا يَكَادُوْنَ يَرَوْنَهَا
عِنْدَهَا تَبْتَهِجُ تِلْك
الْأَرْوَاح الْخَبِيْثَةِ بِحَالِهِم فَهُنَاك أَنْفَاسٌ
لَا تُطِيْقُ الطَّاعَاتِ
وَعَلَى شَوَاطِئ الْكَسَل وَالْخُمُولِ
يَنْتَظِرُوْن الْقَادِمِيْن
بَل يَرْمُقُوْن الْغَارِقِيْنَ فِي لُجَجِ
أَعْمَالَهُم الْمَتَكَالِبة يَنْتَظِرُوْن
مِنْهُم أَنْ يَلْفَظُوْا
أَنْفَاسَهَم سَرِيْعَا !!
فَمِن
أَعْظَم الْمَصَائِبِ أَن تَكُوْن غَرِيْقَاً
وَالْأَكْثَر سُوءً أَن لَا تَجِدَ مِن يَمُدُّ إِلَيْك طَوَّافَةَ الْنَّجَاةِ
لَكِنّ الْأَمَرَّ مِنْهَا أَنْ لَا يَسْتَطِيْع إِنْقَاذُك كُلّ
أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ يُجَيِّدُوْن الْسِّبَاحَة
تَرَاهُم يَنْظُرُوْن إِلَيْك
, بَعْضُهُم لَا يُحَرِّك سَاكِنَاً وَالْبَعْضُ الْآَخَرُ يَمْضِي
إِلَى
حَيْثُ أُوْلَئِكَ الَّذِيْن لَا يَغْرَقُون !
فَيُصِيْبَكَ الْأَلَمُ
وَمِن العَزَائِمِ مَن تَفْتِك
بِهَا سِهَامُ الْوَجَع ِ فَيَسْتَسْلِمُ لَهَا الْغَرِيْق وَيَدْعُ كُل مَا
يَقُوْم بِه
وَمِنْهُم مَن يُقَاوِمُ وَيُحَاوِلُ أَن يَثْبُتَ وَيُحَافِظ
َوَيَتَذَكَّرَ مَا قَالَه
نَبِي الْلَّه مُعَلِّمُ الْبَشَرِيَّةِ
وَقُدْوَتِها – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم –
عَن عَائِشَة أَن
الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم دَخَل عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَة
قَال : " مِن
هَذِه ؟ " قَالَت
: فُلَانَة تَذْكُر
مِن صَلَاتِهَا
قَال : مَه عَلَيْكُم بِمَا تُطِيْقُوْن
فَوَاللَّه لَا يَمَلّ الْلَّه حَتَّى تَمَلُّوْا
وَكَان أَحَب الْدِّيْن
إِلَيْه مَا دَاوَم عَلَيْه صَاحِبُه "
فَلَو أَنَّهُم سَلَكُوْا سَبِيْلاً وَاحِدَاً .. و وَازَنُوَا الْخُطَى
لِمَا
انْقَطَعُوا بِالْعَجَلَةِ و وَهَنُوْا بِالْفُتُورِ ..
فَقَلِيْلٌ دَائِمٌ خَيْرٌ مِن كَثِيْرٍ مُنْقَطِع
ٍ..
دَاوِمْ عَلَى مَا تُطِيْق ،
و احْرِصْ عَلَى الْوَاجِبَاتِ وَالْفُرُوْض ِ
لِكَي تَصِلَ وَتَجِدَ
الْرَّاحَةَ هُنَاك بَعْد وَدَاع ِهَذِه الْدُّنْيَا
فَلْنَتَزَوَّد عَلَى
قَدْرِ طَاقَتِنَا وَوَسَّعْنَا
فَاللَّه لَا يُكَلِّفُ نَفْسَاً إِلَا
وُسْعَهَا ..
بَل إِنّ
أَحَبّ الْأَعْمَال إِلَيْه جَلّ فِي عُلَاه
… أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلّ
…