فن القصة 2024.

فن القصة

تعريف القصة.

عناصرها1.

أنواع القصة.

القصة في الأدب العربي القديم.

القصة العربية في الأدب الحديث.

تعريف القصة : فن أدبي نثري يتضمن حدثا أو مجموعة حدثا أو مجموعة أحداث يقوم بها شخص أو أشخاص في ظروف مكانية وزمانية يسردها بأسلوب معين ليصل إلى فكرة معينة وهي أقرب الفنون النثرية إلى التعبير عن الحياة والإنسان حيث تمثل الواقع من خلال تدخل الكاتب لإعادته

عناصرها

الموضوع.htm

الفكرة.htm

العمل القصصي.htm

الشخصيات.htm

البيئة.htm

الأسلوب أو النسيج اللغوي.

الموضوع :
1- 1- يختار الكاتب موضوعه من تجاربه
2- 2- أو من الشخصيات أو المواقف التي عرفها
3- 3- أو من الثقافة
4- 4- من التاريخ 5-من الوثائق
— 1- ويدور الموضوع حول النفس الإنسانية ( أو سلوكها وميولها وأهوائها ) القصة النفسية- السراب المحفوظ
2-وقد يتناول الموضوع المجتمع( أو قضايا المجتمع ) القصة الاجتماعية بداية ونهاية لمحفوظ أو الأرض للشرقاوي وذهاب وإياب بصري يا موسى
1- 1- وقد يكون الموضوع مستمدا من التاريخ مستهدفا تحليل أحداثه أو تمجيد أبطاله – القصة التاريخية – روايات جرجي زيدان
2- 2- يتناول نضال الشعوب أو الأحداث الوطنية أو السياسية : الجبان البخيل لأديب النحوي – عائد إلى حيفا الكنفاني
3- 3- يعالج بعض الموضوعات والقصص الفلسفية القصة الفلسفية الفكرية – بعض روايات مخائيل نعيمة
4- 4- وقد يكون التشويق والإمتاع غرض الكاتب ( القصة البوليسية أو المغامرات )
5- 5- وربما اشتملت القصة على جميع الجوانب السابقة ( ثلاثية نجيب محفوظ )

الفكرة :

لا بد للقصة من فكرة يؤديها الكاتب مثلا في ( الشيخ و البحر ) لهمنغواي تظهر قدرة الإنسان على الانتصار في صراع الحياة والطبيعة وهذه الفكرة التي تدور حولها القصة السابقة ذهاب وإياب : لا كرامة لكادح في مجتمع الاستغلال فالفكرة هي الأساس الذي تقوم عليه القصة لآنها مرآة تعكس نظرة الكاتب إلى العالم ولا يمكن فصل الفكرة عن الصورة التي أديت بها وعلى الكاتب أن يتجنب الأسلوب المباشر في طرح فكرته خشية أن تسقط قصته في هاوية ( الوعظ والإرشاد – وتعطيل الحركة فيها – وقربها من المقال القصصي …. )

العمل القصصي ( الحدث و الحبكة )

1- تعريفه : نعني به انتخاب الحوادث والأشخاص ثم ترتيبها ترتيبا زمنيا يصاغ في قالب فني وتنتهي هذه الحوادث إلى النتيجة التي يتوخاها الكاتب والحدث هو الذي يمنح القصة الحركة والتغيير ولهذا فإن بعض القصص تصب اهتمامها على الحدث فتصبح القصة أكثر تشويقا كالقصص البوليسية والمغامرات والفروسية وكما إن الحركة تنبع من الصراع القائم بين الإنسان والطبيعة أو بين الإنسان والمجتمع أو بين الإنسان ونفسه وهذا الصراع يقود إلى مرحلة العقدة والتأزم ( ذروة القصة بل عقدتها ) ثم يميل إلى الحل والتنوير وتمثل الحبكة النسيج المحكم الذي تندفع فيه الحوادث من البداية – إلى الوسط إلى النهاية

– طرائق بناء الحبكة القصصية (( الصور المتنوعة لها ))

I- الطريقة التقليدية : وهي المألوفة وكل عمل متأثر بسابقه ومؤثر في لاحقه حتى نهاية القصة تسير بشكل زمني متسلسل (بداية – وسط -نهاية ) مثالها القاهرة الجديدة لمحفوظ

II- الطريقة الحديثة : تبدأ الأحداث من لحظة الأزمة عند البطل ثم يتعجر اللاوعي لديه بالذكريات والأحلام لتفسير الأزمة أي من ( الوسط- البداية – النهاية ) كما في ( اللص والكلاب ) لمحفوظ حيث تبدأ من لحظة خروج سعيد مهران من السجن فتتداعى لديه صور زوجته وصديقه الخائنين وابنته الحبيبة ثم ينطلق للانتقام وتنطلق رصاصته الطائشة ويمضي إلى النهاية

III- ج- طريقة الخطف خلفا : وهي التي تنطلق من النهاية ثم تعود إلى البداية لتفسر الظروف والملابسات التي أدت إلى هذه النهاية كما في ( السراب ) لمحفوظ حيث يعود البطل إلى البدايات بعد مقتل الزوجة والأم ليستوعب ما جرى

IV- طريقة مبتكرة : استخدمها الكاتب الإنكليزي ( لورنس دارنيل في الرباعية الاسكندرانية ) حيث نرى الحدث وأجزاء منه من خلال مجموعة الشخصيات وينظر إلى الحدث من زوايا متعددة كما في ميرامار لمحفوظ

3-أنواع الحبكة : الحبكة هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها بحسب منطق الحياة ولها نوعان :

I- الحبكة المحكمة : وهي التي تقوم على الحوداث متشابكة شيئا فشيئا حتى الذروة ثم تنحدر إلى الحل وقد تتفرق الخيوط مع تعدد الشخصيات ولكنها تتلاحم في نقطة أخرى – مثالها : ( السراب – بداية ونهاية – اللص والكلاب ) لمحفوظ وروايات حنا ميتا وذهاب وإياب

II- الحبكة المفككة : وهي التي تقدم الحوادث غير مترابطة لا يجمع بينها سوى أنها تجري في بيئة واحدة مخوداتها ومواقفها وشخصياتها متفرقة كما في ( زقاق المدق ) لمحفوظ حيث يكون مكانا لحوادث الشخصيات لا روابط بينها

الشخصيات :

1- تعريف الشخصية : هي عصب الحياة في القصة ومحور الحركة فيها وعليها يقوم العمل القصصي

2- استمدادها : – يستمدها الكاتب من الحياة ويعيد تكوينها بما يتفق وأغراضه الفنية بعد أن يضيف إليها من روح فنية فتصبح أكثر تأثيرا وخلودا

– وقد يقدم جانب من نفسه في تلك الشخصية التي يستمدها الكاتب من الحياة حيث يقول محمود تيمور ( كل شخصياتنا تحمل طابعنا على نحو من الأنحاء ))

– وقد يستقي الكاتب شخصياته من التاريخ

– وقد تكون القصة ( قصة شخصية لا حوادث ) حيث تهتم بالشخصية فتحلل مواقعها وتسبر أعماقها

3- أنواعها : أ- الثابتة المسطحة : وهي ذات البعد الواحد والتي تظهر في القصة دون أن يحدث أي تغيير كما في شخصية الشيخ رضوان في زقاق المدق

I- النامية المتطورة : وهي التي تتطور مع الحدث ويتم تكوينها بتمام القصة وتتفاعل مع الأحداث وتتبدل وتأخذ صورا مختلفة مثالها : زقاق المدق لنجيب محفوظ

4- طرائق رسمها : أ- الطريقة التحليلية : وهي التي يتولى فيها الكاتب رسم شخصيته من الخارج ثم بناء عليها يعلق على تصرفاته وسلوكه ( وهي طريقة السرد المباشر ) مثالها قصة الطريق إلى برك سليمان لسميرة عزام و ( ملامح شدوان في ذهاب وإياب )

ب- الطريقة التمثيلية : وفيها الكاتب ينحي نفسه ويترك شخصيات القصة تكشف عن طبيعتها من خلال تصرفاتها وأحداثها كما في قصة الجبان البخيل لأديب النحوي

II- الطريقتان معا : وقد يستخدم الكاتب الطريقتين معا كما في ( ثلاثية نجيب محفوظ ) فالكاتب يترك حرية التفكير للشخصية فيجعلها تتصرف بعفوية وتتخذ القرارات وتقوم بالسلوك دون أن يجبرها بأفكاره

ء- طريقة المونلوج الداخلي ( تيار الوعي ) حيث استفاد من القصة من علم النفس في رسم الشخصيات وتحليلها وهنا يتكسر الزمان ويتداخل ويجري العمل القصصي بلا منطق عقلي فيفقدها الذاتية والغموض كما في ثرثرة فوق النيل لنجيب محفوظ

البيئة :

1- تعريفها : وهي مجموعة العوامل والأشياء والقوى التي تحيط بالفرد وتؤثر فيه ( زمانية – مكانية – اجتماعية )

أو هي البيئة المتمثلة في الوسط الطبيعي والاجتماعي لأشخاص القصة

1- أنواعها : أ- الإطار المكاني : هو البيئة الطبيعية أو الجغرافية واليتي تحدد سبل عيش الإنسان وطبيعته

ب- البيئة الاجتماعية : هي البيت والشارع والسوق وهذه البيئة هي التي تتحكم في الشخصيات من عادات وأخلاق و اختيار البيئة الطبيعية والاجتماعية لا يكون اعتباطا وإنما يتم اختيارهما لتلاءم الحوادث مع الشخصيات وفي قصة الشراع والعاصفة لحنا مينا نجد أثر البيئة البحرية وتقلب وتناقض شخصية بطلها الطروسي متأثرا بها يثور ويهدأ لكنه لا يفقد شجاعته ) وكذلك في قصص الدكتور عبد السلام العجيلي التي يبدو فيها تأثير البادية من قسوة وجفاف وسذاجة ولا بد للكاتب القصصي من معرفة بيئة عمله القصصي معرفة جيدة كي يحس تصويرها كما فعل ( نجيب محفوظ في جميع أعماله والثلاثية على سبيل المثال كما أنه كتب العديد من القصص عن الانتفاضة فأخفقت لعدم معرفة الكاتب البيئة معرفة جيدة ( والمقصود ) البيئة التي تدور حولها أحداث القصة )

I- آما الإطار الزمني : فإنه عامل هام يمنح القصة سمات معينة خاصة بالمرحلة التي جرت فيها كما ويؤثر في طبيعة الشخصيات

التي تتغير من مرحلة إلى أخرى وفي القصة نوعان من الزمن

1- الزمان المنطقي : وهو الذي تجري وفقه الحوادث من البداية إلى النهاية ويشبه النهر الجاري إلى مصبه

2- الزمان النفسي : حيث تتداخل الأزمنة في وعي الشخصية عن طريق التذكر ويتدفق وفق منطق الموقف ذاته وأحيانا يأخذ الزمان دور البطولة حيث يترك آثاره على الشخصيات من خلال الأجيال المتلاحقة كما في ثلاثية نجيب محفوظ ( جيل أحمد عبد الجواد – جيل عبد الجواد – جيل الأحفاد ) والبيئتان ( الزمانية والمكانية ) ليست إطارا أو زينة فحسب بل هما أيضا جزءا لا يتجزأ من الشخصية وتستخدم البيئة أحيانا استخداما وظيفيا رمزيا ( ما تبقى لكم لكنفاني ) حيث رمز بالصحراء والساعة

الأسلوب أو النسيج اللغوي :

آ- خصائص الأسلوب الجيد : لكل كاتب أسلوبه الخاص والمميز ويجب أن يكون الأسلوب سهلا واضحا بعيدا عن التأنق اللفظي الذي يصرف الكاتب عن الاهتمام بالعمل القصصي ذاته كما في قصة ( دعاء الكروان – المعذبون في الأرض لطه حسين )

ب- يتوزع الأسلوب بين ( السرد – الوصف – الحوار )

1- السرد وهو نقل الحدث من الواقع الجاري اللغة المحكية كقولنا( سار نحو الباب …. سقط من الإعياء ) وللسرد ثلاث طرائق هي

I- الطريقة المباشرة : ويكون الكاتب فيها كالمؤرخ يستخدم ضمير الغائب ( وهي تمنح الكاتب قدرا من الحرية )

II- المازني في ليلة حافلة طريقة السرد الذاتي : يسرد الكاتب الحدث بضمير المتكلم كالترجمة الذاتية ( وميزاتها أكثر متعة )

III- الحكيم في زهرة العمر طريقة الوثائق : وتكون عن طريق الرسائل واليوميات والأخبار ( وهي الأكثر متعة )

2- الوصف ويرسم فيه الكاتب البيئة أو الشخصية ومن شروطه أن تتمتع لغته بالإيجاز والتركيز والسهولة والإيضاح

3- الحوار : وهو العنصر الهام في القصة وهو وسيلة اتصال أشخاص القصة بعضها ببعض :

I- يقوم الحوار بكشف أعماق الشخصية وخفاياها ومستواها الفكري حيث يصورها حية حقيقية

4- ويقوم الحوار للدلالة على الحدث وتطويره

IV- ويقوم الحوار باستحضار الحلقات المفقودة للإعلام عن حوادث هامة وقعة في الماضي

ء- ويساعد الحوار على حيوية المواقف

ومن صفات الحوار الجيد : 1- أن يكون ملتحما بكيان القصة

2-أن يكون مناسبا للموقف ومستوى الشخصية

3+4-أن يكون سلسا رشيقا قريبا من واقع الحياة بحيث لا ينحدر إلى مستوى الثرثرة العامية فالأسلوب لا ينفصل عن العناصر السابقة بل يشكل معها وحدة متكاملة

أنواع القصة

الرواية.

القصة.

الأقصوصة.

الرواية : قصة طويلة – حجمها كبير – تتعدد فيها الشخصيات – يتشعب العمل القصصي ( روايات نجيب محفوظ )

( الرواية نهر طويل الممتد والمستقيم والمتعرج الأقصوصة : سد فجائي تتجمع فيه المياه فتسقط بسرعة واحدة وتسمى اليوم قصة قصيرة )

القصة : وهي وسط بين الرواية والأقصوصة لها بداية ونهاية كالرواية ولا تتسع اتساعها وتقوم على محور صغير ومحدود قصص عبد الحليم عبد الله

الأقصوصة : وهي صغيرة في حجمها وتصور حادثة واحدة وتكون مركزة

القصة في الأدب العربي القديم :

وردت في الأدب العربي الحديث كروايات لأيام العرب وحكايات الجن فيها ( سيرة بن هلال – سيرة عنترة – قصة الأفعى للنابغة الزبياني )

وفي عصر الإسلام وردت فصص الأنبياء وفصص القرآن الكثيرة ذات العبرة والموعظة وفي العصر الأموي القديم حكايات الغرام والحب

وفي العصر العباسي كتب الجاحظ ( البخلاء ) وترجمت قصص كثيرة (كليلة ودمنة ) لابن المقفع وألف ليلة وليلة ثم المقامات وفي عصور الانحدار ظهرت السير الشعبية التي تصور البطولات القديمة ( سيرة عنترة – بني هلال الزير سالم ) رسالة الغفران للمعري و( حي بن يقظان ) لابن طفيل الأندلسي وكلها أقرب إلى الحكاية منها إلى القصة

القصة العربية في الأدب الحديث :

نشأت القصة الفنية الحديثة في نشوء المجتمع الصناعي الأوربي وظهور الطبقة البرجوازية وتختلف القصة بمفهومها الحديث عن أساليب السرد والقص والخبر منذ عصور سحيقة وتطورت وأخذت شكلها وعناصرها ……