تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تقرير عن الشعراء العصر الحديث الصف الحادي_عشر

تقرير عن الشعراء العصر الحديث الصف الحادي_عشر 2024.

  • بواسطة
ممكن بغيت منكم طلب ضغير بغيت تقرير عن الشعراء العصر الحديث ضروري بسلمه حق ابلة يوم الاحد
وينكم ردوا عليي ابا ضروري
تفضل

دراسة أدبية مفصلة لبعض شعراء العصر الحديث

(1) أحمد شوقي 1285هـ- 1351 هـ

هو أحمد شوقي بن علي شوقي بن أحمد شوقي، يرجع نسبه إلى الأتراك والشراكسة واليونان حسبما ذكر عن أبيه.

ولا يعنينا إن كان نسبه عربياً أو غير عربي، وإنما المهم أنه ولد ونشأ في بيئة عربية مسلمة، فلقد ولد أحمد شوقي في سنة 1285هـ بالقاهرة، وبها نشأ وبدأ دراسته، وكان أبوه موظفاً في الجمارك المصرية، وكان على جانب من سعة الرزق، فعاشت أسرته في رخاء ونعيم، وحين بلغ ابنه أحمد الخامسة من العمر ألحقه بالمدرسة الابتدائية، ثم اتصلت دراسته حتى لحق بمدرسة الحقوق.

وعرف شوقي قصر الخديوي باعتباره ابن وصيفة، إذ كانت جدته إحدى وصائف القصر. أما صلته بالخديوي شاعرَاَ فكانت من طريق أستاذه " البسيوني " أحد شيوخ الأزهر، وكان الشيخ البسيوني شاعراً يمدح الخديوي في المناسبات، وحين أحس من تلميذه شوقي النبوغ صار يعرض عليه قصائده وكان التلميذ يشير بمحو أو تقديم أو تأخير أو حذف، فينقاد الشيخ لرأي تلميذه مرتاحا له.

وربط (البسيونِي) شوقياً بالقصر شاعراً فمهد ذلك طريق الابتعاث لشوقي إذ تخرج شوقي من قسم الترجمة بمدرسة الحقوق سنة 1357 هـ وفي آخرها عينه الخديوي توفيق في قلم السكرتارية بقصره، وبعد عام ابتعث إلى فرنسا لدراسة الحقوق فبقي هنالك ثلاث سنوات كان فيها يبعث القصائد إلى الخديوي فتصله الهبات وهو في فرنسا، وكان ينتهز الفرص التي تمكنه من التجول في البلاد الغربية والتعرف على معالمها ومعارفها، وحين فرغ من دراسته وعاد إلى مصر سنة 1311 هـ ألحقه الخديوي توفيق بالقصر، فظل يتنقل في الأعمال، حتى صار رئيسا للقلم الإفرنجي في الحكومة المصرية.

وكان شوقي دمث الخلق محباً للخير ولذا كان مقصد ذوي الحاجات ووسيلة من لا وسيلة له عند الخديويَ، وكان الخديوي عباس قد خَلَفَ توفيقا بعد وفاته فأعرض عن الشاعر ثم عاد إليه.

وكان عباس يجنح للعثمانيين ولم تكن بريطانيا- وهي المستعمرة لمصر- لترضى عن ذلك، فعزلت عباساً ونفت شوقي إلى أسبانيا فذهب مع أسرته بحرا.

وهناك استطاع أن يطلع على آثار المسلمين في الأندلس، وأن يستوحيها في كثير من قصائده، أشهرها السينية التي مطلعها [اختلاف النهار والليل ينسي] والنونية التي مطلعها [يا نائح الطلح أشباه عوادينا]، كما استوحى بعد ذلك منه مسرحيته [أميرة الأندلس].

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عاد شوقي إلى مصر، ولكنه لم يعد إلى القصر بل فرغ لشؤونه الخاصة، وأقبل على أحوال مجتمعه ينظم فيها، كما أقبل على نظم المسرحيات التي بدأت محاولته في نظمها أيام دراسته في مصر، حيث نظم مسرحية [علي بك الكبير] فلم تعجبه فأعاد نظمها في آخر حياته، كما نظم من المسرحيات الشعرية ستاً ومسرحية نثرية- على ما سنبين لك مستقبلاً إن شاء الله. وفى عام 1346 هـ أقام شعراء العربية مهرجانا شعرياً في القاهرة لتكريم شوقي، فتوافد على القاهرة شعراء العرب من كل مكان وأعلنوا مبايعتهم لشوقي أميراً للشعر، وبقي شوقي يحتل منزلة كبيرة في نفوس العرب حتى توفاه الله سنة 1351 هـ.

وكان رحمه الله مرهف الحس، رقيق الشعور، ينفر من سماع آلام الناس ومصائبهم ويتألم لذلك، كما كان حييا خجولا لا يستطيع إلقاء قصائده بنفسه، ولذا كان يختار من يلقيها نيابة عنه، قالوا: وكان مضطرب العينين لا يستقر نظره على شيء. وكان يشخص بصره إلى السماء دون إرادة، وقد لحظ ذلك الخديوي إسماعيل حين أبصره وهو مع جدته وهو صبي، فنثر أمامه قطعاً من الذهب فأكب الصبي يجمعها. فقال الخديوي لجدته افعلي به هكذا! قالت: هذا دواء لا يوجد إلا في صيدلية أمير المؤمنين، قال: ائتيني به متى شئت.

آثاره:

ترك شوقي رحمه اللّه جملة من الآثار من أهمها:

1- الشوقيات: وهو اسم ديوانه ويقع في أربعة مجلدات، حوى قصائد في شتى الأغراض كان أحظاها الرثاء، والوصف، وقد طبع أكثر من طبعة تصرف فيها الناشرون، وبخاصة في حذف بعض القصائد أو الأبيات وكذا تغيير بعض الكلمات انقيادا لأهواء السياسة.

2- الشوقيات المجهولة: وفيها جملة كبيرة من القصائد التي كتبها أمير الشعراء ولم تتضمنها كتبه المنشورة، حتى قام الدكتور (محمد صبري) بجمعها ونشرها في مجلدين كبيرين.

3- أرجوزة [دول العرب وعظماء الِإسلام]: وهي أرجوزة تتكون من [1729] بيتاً، وتتحدث عن تاريخ العرب إلى أيام العبيديين المتسمين بالفاطميين وخص النبي صلى الله عليه وسلم بـ [153] بيتاً.

4- أسواق الذهب: وهو مجموعة مقالات أو إن شئت فسمها مقامات تجلت فيها قدرة شوقي اللفظية، ويسيطر عليها السجع ولكنه السجع الذي يجري على الطبع، وفيها عالج قضايا اجتماعية كثيرة.

5- أما مسرحياته فإنها سبع مسرحيات، ست منها: باللغة العربية الفصحى هي: قمبيز، عنترة، ومجنون ليلى، وكليوباترا، وعلي بك الكبير. وفيها مسرحية نثرية وهما أميرة الأندلس.

أما مسرحيته السابعة [الست هدى] فقد صاغها بالعامية والفصحى وفيها عالج بعض المشكلات الاجتماعية المعاصرة في المجتمع المصري المعاصر.

أغراض شعره وموضوعاته:

لقد طرق شوقي جميع الأغراض التي شاعت في عصره فأبدع فيها وأجاد على نحو لم يتسن لغيره من الشعراء وسنمر بأهم هذه الأغراض بإيجاز:

أ- الشعر الديني:

ولعل هذا هو أوسع أغراض الشعر عند شوقي وأوفرها نصيباً فما من قصيدة من قصائده إلا وفيها من الشعر الديني ما فيها قل أو أكثر، ولعل هذا راجع إلى نشأة شوقي وثقافته، زد على ذلك أن شوقي يحمل روحا تنزع إلى الخير وتشفق على الإنسان وهذه معانٍ خيرة لم تتوفر في شيء أكثر منها في الإسلام، وأهم قصائد شوقي في هذا الميدان:

1- المدائح النبوية وهى خمس قصائد طوال.

2- ذكر المناسبات الدينية كرمضان والعيدين، وذكرى الهجرة والمولد النبوي والأزهر ونحو ذلك.

ب- الشعر التاريخي:

ويعدونه من الأغراض التي جَدَّتْ في حين أنه قام على جذور قديمة، فلقد نظم فيه كثيرون، ومنهم ابن عبد ربه في أرجوزته التاريخية، غير أن شوقي حين تناول هذا الغرض ألبسه ثياب الجمال وحلاه حلل الجلال، فاكتسب بذلك روحا شعرية جميلة، يمكن التعرف عليها من طريق أرجوزته [دول العرب وعظماء الإسلام] ومطولته [كبار الحوادث في وادي النيل].

جـ- الوصف:

وهو من أوسع الأبواب في شعر شوقي حيث طرق به كل مجال وصور فيه مدركاته الحسية والعقلية.

ورغم تخصيص أبواب في ديوانه للوصف فإنك تجده منبثا في قصائده الأخرى، ولقد وصف شوقي المدن والآثار والرياض والأنهار، كما وصف الحق والشعور ومدركاتهما وصفا دقيقاً، تقرؤه في مثل قصيدته السينية (اختلاف النهار والليل يُنسي) كما تقرؤه في وصف الأهرامات وأبي الهول، والجزيرة، ولبنان، ومعرض الزهور بباريس، وغير ذلك، وشوقي إذا وصف لا يكتفي بالظواهر وإنما يغوص في أعماق المدركات العقلية وبخاصة عندما يتحدث عن الأمور التي هما من المغيبات أو شبهها كالموت وما يتبعه مثلا.

د- الشعر الوطني:

ويعد شوقي فيه من المقدمين ولقد حاول بعضهم نفي الوطنية عن شوقي غير أن هذا قول لا يمكن أن يجد قبولاً لدى الناس بعامة، والمثقفين بخاصة لأن واقع شعره يرفض هذا، لقد قالوا إن شوقي لم يطرق شعر الوطنية إلا بعد عودته من المنفى غير أن الناظر في شعره يجد أن الشعر الوطني قد شغل جانباً كبيرة منه حتى ما نظم قبل النفي ومنه قصيدته [رمضان ولى] فلقد جاء فيها قوله:

وبَكيتُ من وَجْد ومِنْ إِشفَاقِ
وَطني أسِفْت عليكَ في عِيدِ الملا

شَمَاءَ راويةٍ مِنَ الأخلاقِ
لا عيدَ لي حتى أراك بأمًةٍ

وبقيتُ في خَلَف بغير خَلاَقِ
ذهَبَ الكرامُ الجامعون لأمرِهِم

ويُقَال شَعبٌ في الحضارةِ راقي
أيظَل بَعضُهمُ لِبعض خَاذِلا

جَعلَ الُهداة بها دُعاةَ شِقَاقِ
وإذا أرادَ الله إِشقاءَ القُرَى

وتتجاوز وطنية شوقي المعنى الإقليمي الضيق لتشمل الوطن العربي والإسلامي كله ذلك أنه لا يكاد يحس حدثاً من الأحداث في أي بلد عربي أو إسلامي حتى يبتدر النظم فيه، وله في ذلك فرائد، منها قصيدته في نكبة دمشق، وقصيدته في مصرع عمر المختار. وقد تعد بعض تركياته من هذا القبيل.

هـ- الرثاء:

ومما أكثر النظم فيه الرثاء حتى خصه بجزء كامل من أجزاء الشوقيات الأربعة، وفيه رثى كثيرْا من العلماء والزعماء حتى من غير العرب، كمارثي من مات من أقربائه، ولم يكن شوقي في رثائه بكَاءً نادباً، وإنما كان مفكراً يتحسس آثار الموت في أعماق الحس والشعور، ويحاول تصوير آثاره مستعيناً بالمأثور، فيأتي قوله خلاصة حكمة صاغتها المعرفة تحس ذلك في مثل رثائه لأبيه:

كُل نَفْسٍ للمنَايا فَرضُ عَين
يا أبي ما أنتَ في ذَا أَوَّلُ

ونَعَى الناعُون خَيْر الثَقلَين
هَلكًتْ قَبلَكَ ناس وقُرىً

و- المدح

وسلك شوقي في مدحه مسلك العرب الأقدمين في نسبة محمود الصفات إلى الممدوح ونفي مذمومها عنه، لكنه لم يكن من المغالين، ولم يكن من المهتمين بالصفات الحسية وإنما كان اهتمامه بالمعنوي من الصفات.

وجل مدح شوقي كان لخديوي مصر وبخاصة توفيق وعباس، ثم خلفاء العثمانيين كما مدح العلماء والأدباء وفاء وتقديراً لعلمهم وأدبهم، غير أن جل مدح شوقي قد ضاع وبخاصة ما كان منه في ملوك مصر، وذلك لأسباب سياسية جدت في عام 1372 هـ وكانت لها جنايات على الأدب.

ومن مدحه وهو من قصيدة مدح بها الخديوي توفيق:

نَثرَ السعُودَ حلىً على الآفاقِ
العيد بينَ يديكَ يا بنَ محمدٍ

أن لا يَفُوتَكمَا الزمانُ تلاقِ
وأتى يُقَبل راحَتيْك ويَرتَجِي

فازداد مِن يُمْنٍ ومِنْ إشراقِ
قَابَلْتَه بِسعودِ وَجهِكَ والسنَا

عِيدُ الفقيرِ ولَيلةُ الأرزاقِ
فاهنَأ بِطالعه السعيدِ يَزينُه

جَزلَيْن عن صومٍ وعَن إنْفَاقِ
يَتَنزل الأجرانِ في صبْحيهما

إِلا قتال البؤسِ والإملاقِ
إني أجل عن القتالِ سرائرِي

ز- الغزل:

وسماه في الديوان النسيب وله فيه قصائد كثيرة، ومنها ما يأتي في مطلع القصائد، وهو المصطلح على تسميته بالنسيب. وهو مذهب فيِ الشعر العربي جنح إليه شوقي في بعض قصائده وبخاصة في المدائح النبوية وبعض المدائح العامة، وفى غزله تتجلى العواطف والإحساسات النبيلة، ولا تكاد تعثر له على تهتك أو تبذل رغم شيوع ذلك عند كثير من شعراء عصره، وإنما هو بكاء وأنين وتشوق وحنين، يجيء في مثل قوله:

فَناحَ فاسْتبكَى جُفُونَ الغَمَامِ
هل تَيَّمَ البانُ فؤادَ الحمامِ

حـ- السياسة:

وهذا الغرض تجده منبثا في شعر شوقي وبخاصة في المدائح النبوية، وقصائده العثمانية، ومدائحه الخديوية ثم القصائد الوطنية.

وذلك لأن لأحداث العالم العربي والإِسلامي تداخلا وترابطاً فيتداعى فيها الحديث ومن هنا يكون تداخل الأغراض. ومصدر نظرته السياسية واقع أمته العربية والإسلامية، وواقع وطنه مصر، وأقرب مثال لذلك قصيدته في توديع (اللورد كرومر).

ط- الشعر المسرحي:

لم يعرف الأدب العربي الشعر المسرحي قبل أعمال شوقي المسرحية أما ما كان من عمل (خليل اليازجي)، فإنها محاولات هزيلة لا يصح أن تعد بداية للشعر المسرحي في أدبنا العربي.

وإذا كان شوقي أول من أوجد الشعر المسرحي في أدبنا العربي فإنه قد نظم فيه سبع مسرحيات أثبتنا أسماءها في حديثنا عن آثاره.

ولقد أراد شوقي أن تكون مسرحياته مصدر تهذيب وتوجيه واعتبار واقتداء بالسلف، ولذا وجدناه ينتزع مسرحياته من أحداث التاريخ الإسلامي خلا مسرحيتين منهما، [كليوباتره وقمبيز] فمن التاريخ المصري القديم. وجميع مسرحياته باللغة العربية الفصيحة خلا (الست هدى) فإنه قد نظمها بلغة مزج فيها الفصيح بالعامي لكي يثبت قدرته على التأليف بالعامية، حين اتهمه بعضهم بالعجز في ذلك الميدان، وليته لم يفعل.

مصادر شعر شوقي:

لقد نزع شوقي في شعره عن مصادر متعددة التقت آثارها وامتزجت فكونت ثقافته:

أ- فلقد ولد ونشأ شوقي في بيئة عربية مسلمة صبغته بصبغتها وطبعته بطابعها الذي ظل يمده طول حياته.

ب- وأخذ علوم اللغة والدين على بعض رجال الأزهر وبخاصة الشيخ البسيوني الذي كان من شعراء الخديوي.

ب- وصحب شعراء كباراً كان يعرض عليهم محاولاته الأولى مثل إسماعيل صبري والشيخ البسيوني.

د- وقويت صلته بالتراث العربي الذي كان يقبل على ما نثر منه، ثم صار يفتش عن مخطوطاته في مكامنها فيتزود منها.

هـ- وعاش في مصر ورحل إلى فرنسا وجال في أوربا ونفي إلى أسبانيا وارتاد لبنان وتركيا وكلها بلاد ذات طبيعة خصبة منحها الله من الجمال ما منحها.

و- وعاصر شوقي أحداثا جساما تقاذفت الأمة العربية والإسلامية، وشهد بعض فصولها تمثل على أديم بلاده (مصر).

ز- ولقي من رخاء العيش، وإعجاب الناس وتقديرهم ما لم يلقه أحد من مزامنيه كما لقي حرباً ممن نقموا عليه وخالفوه.

التقت هذه المؤثرات مجتمعة فتمازجت وكونت ثقافة شوقي ومصادر شعره ومنابع إبداعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.