د. الهاشمي : اعتلال الشبكية الناجم عن السكري أكثر أسباب الإصابة بالعمى
الكشف الدوري أول مراحل علاج اعتلال الشبكية
استخدام الكورتيزون في علاج اعتلال مركز الإبصار
الدوحة-الشرق
أشار الدكتور مصطفى الهاشمي استشاري طب وجراحة العيون إلى أن اعتلال الشبكية الناجم عن الإصابة بمرض السكري يعد أكثر أسباب الإصابة بالعمى لدى البالغين في عمر 25 و 65 عاما، لافتا إلى أن ذلك يعني أن الفحص الدوري لقاع العين مع توسيع الحدقة بشكل كامل أمر إلزامي لكل مرضى السكري.
وأوضح أن التشخيص المبكر وتقديم العلاج المناسب إذا لزم الأمر خاصة عندما يكون المريض ما زال خالياً من الأعراض يعد من الأمور التي يجب توعية المجتمع حولها وخصوصا الأسر التي تملك تاريخا مرضيا خاص بالسكري.
مستوى السكر
وشدد على أهمية المحافظة على مستوى السكر في الدم والمتابعة الدورية مع أخصائي السكري والالتزام بالعلاج المناسب سواء كان بإتباع حمية غذائية أو حبوب أو حقن الأنسولين ، مع أهمية ممارسة الرياضة بشكل مستمر وخصوصا رياضة المشي.
وتابع قائلا" وقد أثبتت الأبحاث أن ضبط نسبة السكر في معدلاتها الطبيعية أو ما يقاربها تؤدي إلى تخفيف وتأخير نسبة حدوث الاعتلال الشبكي على المدى البعيد وكذلك علاج الأمراض الأخرى التي قد تصاحب المرض مثل ضغط الدم".
وأضاف " ومن الضروري الإدراك بأن مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر على أجهزة الجسم المختلفة خاصة الجهاز الدوري ، وعلاجه بالدرجة الأولى يعتمد على ضبط نسبة السكري في الدم ، وتعد العين جزءًا من أعضاء الجسم الأخرى ومعالجتها تعتمد على معالجة المرض بشكل عام ".
الكشف الدوري
ونصح الدكتور الهاشمي مرضى السكري بالكشف الدوري على العين، مبينا أن مواعيد الكشف تختلف من مريض إلى آخر حسب مرحلة الاعتلال الشبكي ومدى الحاجة إلى العلاج بالليزر أو غيره ، مشيرا إلى أن المريض قد يخضع لعدة فحوصات من ضمنها تصوير المركز البصري بجهاز الـ OCT أو تصوير الشبكية بصبغة الفلورسين لتحديد فاعلية الدورة الدموية في المركز البصري.
وذكر أن العلاج بالليزر يعد العلاج المناسب في الحالات المتقدمة للمصابين بالسكري ، مبينا أن هذا العلاج هو أسلوب فعال بحسب الإحصاءات العالمية حيث ان أشعة الليزر تحد من عوامل فقدان البصر الحاد وتمنع مضاعفات السكري على العين.
وأكد أنه لا وجود لأي أعراض جانبية أو أضرار ناجمة عن استعمال أشعة الليزر — كما هو شائع لدى العامة — بل العكس فقد يتسبب التأخر في العلاج بأشعة الليزر في بعض الحالات إلى شدة تدهور النظر هذا مع ملاحظة أن الشخص المصاب بالسكري يحتاج إلى تكرار العلاج بأشعة الليزر وفقا لحالة الشبكية ..
وأضاف " كما يجب الحرص حيث يمكن تزايد حدة المرض في بعض الحالات رغم العلاج بالليزر وليس ذلك بسبب أشعة الليزر ولكن بسبب طبيعة مرض السكري" .
أنوع علاج الليزر
وحول أنوع علاج الشبكية بالليزر أوضح الدكتور مصطفى الهاشمي أن علاج الشبكية بالليزر ينقسم إلى قسمين الأول علاج مركز الإبصار لتخفيف رشح المركز البصري لمنع تدهور حدة الرؤية والمحافظة على درجة النظر الموجودة.
وأصاف وأما النوع الثاني فهو علاج تام للشبكية ويستخدم خارج المركز البصري ويحتاج إلى وقت أطول في العلاج وقد يصاحبه ألم في أثناء التعرض لأشعة الليزر وينصح المريض بالصبر والتعاون مع الطبيب.
ولفت إلى أن الهدف من العلاج بالليزر في هذه المرحلة هو تقليص الأوعية غير الطبيعية الناشئة عن اعتلال الشبكية الناجم عن مرض السكري وزيادة فعالية الأوكسجين داخل طبقات الشبكية المتعددة وتقليل نسبة النزيف داخل الجسم الزجاجي أو تكوينه لألياف غير طبيعية قد تؤدي مستقبلا إلى انفصال الشبكية وبالتالي منع تدهور النظر المحتمل من جرائها.
العيوب الإنكشارية
ونبه إلى أن الأطباء يلاحظون أن كثيرا من المرضى يخلطون بين العلاج بالليزر الذي يستعمل على سطح القرنية لمعالجة عيوب النظر الانكشارية المختلفة والليزر المستخدم في علاج أمراض الشبكية علما بأن استخدامات ليزر الشبكية تختلف اختلافا كليا عن تلك المستخدمة في تصحيح عيوب النظر الانكشارية.
وأوضح الدكتور الهاشمي وجود نوع من العلاج يعتمد على حقن أدوية معينة داخل العين مثل مادة الكورتيزون وذلك لتقليل اعتلال مركز البصر الرشحي وبالذات في الحالات المزمنة التي لم تستجب مسبقا للعلاج بالليزر ، مضيفا " وحديثاً قل استخدام الحقن بالكورتيزون بعد ظهور الأدوية المثبطة لعامل نمو أنسجة الأوعية الدموية مثل الليوسينتس والتي أثبتت فعاليتها في علاج وتقليل اعتلال مركز البصر الرشحي وكذلك إيقاف نمو الأوعية غير الطبيعية في اعتلال الشبكية الوعائي (المتأخر)" .
ولفت إلى وجود أسلوب التدخل الجراحي لمريض السكري في الحالات المتقدمة كحدوث نزيف بالجسم الزجاجي أو انفصال شبكي أو الالتصاق الناتج عن هذا المرض في العين وتتوقف نسبة نجاح هذه العمليات على مدى تأثر شبكية العين بهذا المرض.