تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مصير الإنسان والأمل الصف 9

مصير الإنسان والأمل الصف 9 2024.

لمدة ليست بالقصيرة ـ منذ الهجمات الإرهابية على الولايات المتّحدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001 بالطبع، ومن قبلها حينما شاهدنا المذابح في كوسوفو، وسراييفو، وسريبرينيتشا، ورواندا، والكونغو على شاشات التلفاز ـ حفلت نشرات الأخبار بأنباء الحرب وشائعات الحرب والموت نتيجة لأحداث عنف وتهديدات بالموت في أعمال عنف. وكل شخص في كل مكان يدرك بكل وضوح ما تتمتع به أسلحتنا من قوة. لقد استعنّا بتقنياتنا الحديثة، بداية بالصواريخ ذات الرؤوس النووية ووصولاً إلى الشاحنات المحملة بالمخصبات الزراعية، أو المتفجرات التي تُرتدى على هيئة أحزمة، في تضخيم المناطق المظلمة في طبيعتنا كمخلوقات ضارية ـ ومع هذا فلسنا حتى مجهزين كمخلوقات مفترسة بالشكل اللائق.

وإنني بكل تأكيد لا أرغب في تهميش أو إغفال هذا الجانب من تاريخ البشرية وأحداثنا الجارية. ولا أريد أن ينسى أي إنسان أنه على مدى ما يقل عن نصف أعوام القرن الماضي ـ منذ نشوب الحرب العالمية الأولى وحتى المجاعة التي تلت "انطلاقة ماو الكبرى" ـ فأن واحداً من كل عشرة أشخاص على ظهر هذا الكوكب قد مات رمياً بالرصاص أو خنقاً بالغازات السامة أو طعناً أو حرقاً أو عانى سكرات الموت جوعاً على أيدي إخوانه من بني البشر.

لكنّ تلك ليست القصة الكاملة. في الحقيقة، قد لا تبدو المجازر البشرية في القرن العشرين ـ
وحتى تلك المجازر التي يقوم عديد من الناس بإعدادها الآن ـ قد لا تبدو من منظور المستقبل على أنها الجزء الأكثر أهمية في خبرتنا البشرية وحالتنا الإنسانية، أو ما قد يعتبره أحفادنا تاريخاً لهم.
فإن المظاهر الأكثر أهمية في خبرتنا البشرية في نظرهم قد تكون:

• ما يتنبأ به خبراء ديموغرافيا السكان بهيئة الأمم المتحدة على أنه نهاية للانفجار السكاني،
أي توقف نمو التعداد البشري عند عشرة بلايين نسمة أو ما إلى ذلك عند منتصف هذا القرن.

• بزوغ فجر عالم إنساني حقيقي، حيث تتدنى أعداد المشتغلين بالزراعة بعائد يكفي لسد رمقهم فحسب، أو أولئك الذين تقف مستويات أجورهم عند مستويات الكفاف بسبب ضغط سوق العمالة الوافدة من الريف إلى المدن المكتظة بالسكان، حتى تصل تلك الأعداد إلى كسر بسيط من تعداد البشر.

إلا أن قطاعات ضخمة من العالم قد عانت فقراً مدقعاً في معظم فترات القرن
العشرين، لسبب أو أكثر من أربعة أسباب مترابطة: (1) نظم الحكم الإجرامية.
(2) الافتقار إلى الآلات اللازمة للقيام بأي عمل مفيد ومثمر في ظل الاقتصاد العالمي، غير الزراعة من أجل سد الرمق والأعمال الخدمية غير الماهرة. (3) قصور نظام التعليم العام المطلوب لتعليم الناس القراءة والكتابة وإكسابهم المهارات اللازمة لتشغيل الآلات. و(4) المعوقات (القانونية والطبيعية)
التي منعت الناس، ممن يعيشون في مناطق يقل فيها الطلب على منتجاتهم، من بيعها في مناطق يرتفع فيها الطلب عليها.

ولكن في غضون السنوات الأخيرة من القرن العشرين، فإن هذه الأسباب الأربعة للفقر المدقع
قد تقلصت إلى حد كبير. فالحكومات الرديئة كحكومة كيم جونج إل في كوريا الشمالية أصبحت الآن في غاية الندرة. وعلى وجه التقريب، فإن كل بلدان العالم قد أصبحت على بعد جيل واحد على الأكثر من الوصول إلى القضاء على الأمية عالمياً. فقد أدت الخطوات السريعة للتقدم التكنولوجي إلى خلق وفرة في عالم الاختراع والإبداع، فأصبحت هذه الوفرة متاحة أمام كل مجتمع يستطيع إرسال شخص ما في بعثة للحصول على درجة الماجستير في الهندسة.

ومن أكثر الأمور أهمية، فإن الحواجز المفروضة على صناعة السلع والخدمات في موريشيوس
أو موزمبيق أو موريتانيا، وعلى بيعها في نيويورك أو برلين أو سانتياغو أو طوكيو، تتساقط بسرعة شديدة. في حين أن سفن نقل الحاويات العملاقة التي ظهرت منذ جيل واحد مضى قد أحدثت ثورة في التجارة العالمية.

ومن الأرجح أن يكون لاستعمال تكنولوجيا المعلومات في إدارة قنوات النقل والتوزيع تأثير عميق مشابه. وعلاوة على ذلك، فإن ظهور شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) وكابلات الألياف الضوئية من شأنه أن يجعل أعمال قطاع الخدمات قابلة للتداول على مستوى العالم، مثلما حدث عند ظهور الباخرات ذات البدن المصنوع من الحديد قبل قرن ونصف من الزمان، فساعدت في جعل المنتجات الزراعية غير المعبأة وصناعاتها قابلة للتداول التجاري على مستوى العالم.

ستستغرق هذه التغييرات جيلاً على الأقل لكي تصبح محسوسة في أغلب أرجاء العالم. لكن هناك بالفعل اهتمام كبير داخل القلب الصناعي لبلدان العالم الغنية حول هذه الثورات المرتقبة. وفي الحقيقة، فإن هذا الاهتمام سيصبح أكثر حدّة وقوة، حيث أن المواطنين في البلدان الغنية يخشون أن تنهار أنظمة توزيع الدخل، والطبقات الاجتماعية، والاتجاهات السياسية، بانهيار ما تبقى من الحواجز أمام التجارة العالمية.

وبالنسبة للعالم ككل على أية حال، فإن الجيلين القادمين سيجلبان معهما فرصة غير عادية للنمو الاقتصادي والرخاء العالمي. ومن يدري، فقد تكون لقصة البشرية نهاية سعيدة على أية حال.

جي برادفورد ديلونج أستاذ علم الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا ببيركلي، وكان مساعداً لوزير مالية الولايات المتحدة أثناء رئاسة كلينتون.

السلام عليكم

سيكتمل رونق الموضوع لو كان له عنوان و ذيل بمصدر تلك المعلومات .

شكرا لك قوت القلوب .

شكراً على نقل الموضــــوع

لقد قرأت هذه المقاله وهي للكاتب الأمريكي … برادفورد ديلونج

وكانت بعنـــوان .. مصير الإنسان والأمل وليست التعداد السكاني

لذا غيّرت العنوان … إلى مصير الإنسان والأمل

وشكــــــــــراً

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تسلمي للموضوع الذي يستحق كتابته

وأنتظر مواضيع أخرى شيقة


شكرا على ردودكم الحلوة ………………………. وأشكر المعلمة رموز

عل تغيرها على عنوان الموضوع……….


بـارك الله فيـك وشكـراً جزيلاً لهـذا الجهـد الطيـب في المنتدى

بالتوفيـــق للجميـع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.