تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » محمد الفاتح الصف_الرابع

محمد الفاتح الصف_الرابع 2024.

محمد الفاتح:
شخصية وتكوينه وطموحة
كان محمد الفاتح فتى في الثانية والعشرين عمرو عندما توفي والده مراد الثاني وتولى السلطة من بعده ،ولكنه كان قد مارس السلطة الفعلية قبل ذاك وعمره أربع عشر سنة ، عندما فجع والده بولده البكر علاء الدين ، فاشتد حزنه عليه ، وزهد في الدنيا والملك وتنازل لابنه الثاني ، ثم عاد الى عرش ، لحارب الرنجة الذين طمهوا بالسلطان الفتى ، ونقضوا المواثيق التي عقدوها للسلام ، فهزمهم في معركة وارنة المشهورة هزيمهة ، ساحقة ، ثم عاد الى عزلته متنازلا لابنه محمد عن العرش للمرة الثانية ،ولكن ثورة الانكشارية في العاصمة أدرنه على السلطان الفتى دفعت أباه الى العود ة ليتواى الامر ننفسه من جديد ويحضع الثائرين ، ويمسك بمقاليد الحكم الى وفاته عام 855ه ، وحينذاك يتولى الفاتح السلطة بعد تجربتين سابقتين ، أعانتا على التكوين شخصيتة ، وزودتاه بلحبرة ، وأغنتا وعيه في الشؤون السياسة والحربية ولادارية ، ويسرتا له لطريق لتحقيق مطامحة الكبير
وكانت أم الفتاح أميرة نصرانية ، ويبدو أن لها أثرا في تربية ولدها ، لانها سنراه يتكلم اليونانية واللاتنية ، وقد تلقى دون ريب تكوينا ثقافيا ممتازا ، على يد أمهر المعلمين ، حتى صار يتكلم خمس لغات حية ، لغتة القومية التركية ، فالى جانب اليونانية واللاتينية ، كان يتكلم العربية والفارسية والعبرية ، وكانت ثقافيته الجامعة تتسع للعلوم الاسلامية ، وقد درس بعمق تاريخ العالم وجغرافية وقرأ سير الابطال في المشرق والمغرب ، وشغف بسير الفاتحين الاقدمين من أمثال الاسكندر المقدومي وأوغسطس ، وقسطنطين الاكبر ، ومهر بعلم النجوم ، وكان له شغف بالفنون وتذوقها كما تلق الفاتح تربية عسكرية متينة ، أهلتة ليكون جنديا ممتازا رائعا ، واسطاع أن يثبت كفايتة العسكرية في المعارك التي خاضها في الجيش أبية ودلل بها على شجاعته واقدامه واستبساله ، وأهليتة للقيام بالدور العظيم الذي نتظره بعد وفاة أبية.
وكانت شخصية الفاتح منذ أيفع تتميز بنزعة دينية اسلامية واضحة الملامج ، وميل ضاهر الى التفوق والتقيد بتاليم القران ةالفرائض الدينية ، وهذا الخط الاساتمي البارز في شخصيتة هو الذي جعل منه مجاهدا من أصدق مجاهدين في سبيل الاسلام ، ونشر دعوته واعلاء رايتة تحقيق الحلم الاسلامي في فتح قسطنطينة وجعلها مدينة أسلامية .
تلك هي شخصية الفاتح العظيمة في تكوينها الروحي والثقافي والعسكري، مجاهد مسلم ورع تقي مثقف ثقافة دينية ودنيوية جامعة ، وقد تربئ تربية عسكرية صارمة، جعلت منه جنديا من اشجع الجنود ، وقائدا عبقريا من أمهر القادة ، يخوض المعارك بنفسه ، ويخالط الجند ، ويخطب فيهم ، ويحضهم على الثبات والصمود ، ويقدم لهم القدوة الحسنة بشجاعته واقدامه وتقدامة الصفو وأخلاص في جهاد وتضحياته حتى النصر.
هذه الصورة المشرفة لشخصية محمد الفاتح العظيم وأخلاقه حقيقية كبيرة تشهد بها أعماله وبطولاته وأمجاده الخالدة , الا أن المصادر البيزنطية والغربية الحاقده لا تغفر لسيف الاسلام الفاتح اجهازه على الامبراطوريه البيزنطيه ,وقضاء على معقل النصرانيه الاكبر في الشرق ,وتحويله الى عاصمه اسلاميه تنطلق منها جيوش الامجاهدين لغزو المماليك النصرانيه الاوربيه , ولهذا فهي تشن عليه حمله من الاكاذيب والافتراءات والاراجيف, لتمرغ سمعه الفاتح ,وتثار لمصرع الحضاره البيزنطيه المسيحيه على يده بذلك , ولهذا كانت صوره محمد الفاتح في مصادر خصومه والمتحاملين عليه قاتمه , تتحدث عن طبيعته الوحشيه , وأخلاقه الاباحيه , وشهواته غير الطبيعيه حتى ان ادوار جيبون في كتابه عن (اضمحلال الامبراطوريه الرومانيه وسقوطها ) رغم اعترافه بتعصب المؤرخين البيزنطيين على محمد الفاتح , لم يستطيع أن يتحرر من التحامل على الفاتح العظيم , فسماء (المدمر العظيم )
ولا عجب في هذا : فان قاهر القسطنطينيه في نظر الحقيقه والاسلام فاتح عظيم , وهو في نظر خصومه الاسلاام والمتحاملين عليه مدمر عظيم
وقد ان لنا أن نرافق محمدا الفاتح في معركه الفتح من بدايتها , حصاره البطولي للعاصمه المنيعه ودخوله المظفر اليها بعد سقوطها
لاعداد المعركة الفتح
منذ تولى الفاتح السلطة بعد وفاة أبيه بدا واضحا أن للسلطان الشاب الجديد مطامح بعيدة وأن العاصمة العثمانية ادرنة لاتتسع لطموحه وكانت القسطنطينية تفصل بين الجزء الأوربي من الدولة العثمانية والجزء الآسوي منها ، ولم يكن للعثمانيين أسطول قوي يضمن لهم السيادة في بحر الموسرة ، ولهذا كانت العاصمة البيزنطية مصدر خطر جاثم في قلب الدولة العثمانية ’
, بل هي كالخنجر يهددها بالطعن في ظهرها , ولم تكيف القسطنها نفقات للامراء المحجوزين لديها , وذد بدأ الفاتح عهده بعقد معاهدات السلام مع الامبراطور قسطنطين وغيره من الامرلء والحكام , ورضي أن يخصص راتبا كبير ا للامير العثماني أ ورحان , الذي كان معتقلا في القسطنطينية , ليستفيد الفاتح من فترة التهان والسلام , فيقوم بتقوية الجيش ودعمه وبناء الاسطرل , وتنظيم أجهزة الدولة , واقامة اللاع والحصون في أطراف السلطنة , ويوكد المؤرخون أن الفاتح انصرف في بداية حكمة لا صلاح الحياة الاقتصادية في دولتة , وحضر النفقات وضغطها , وتوجيه الميزانية لخدمة الاهداف الكبيرة التي كان يطمح اليها , ويذكرون أنه ألغى النفقات الباهظة التي كانت تصرف على اللهو في قصور أبية , وحولها الى ميزانية الجيش ز وتخفف من الحاشيية الكبيرة التي كانت تعيش في القصور السلطانية , ومن بينها سبعة الاف من الرجال للصيد بالصقور ’ أمر بتحويلهم الى الخدمة في الجيش .
ويبدو أن أمباطور القسنطنطية _ وقد أغراه تسامح الفاتح وتساهله في البداية حكمة _ كان يترقب الفرصة للغدر به , وقد سنحت بثورة أمير القرمان على الفاتح , وزحف السلطان الى راسية الصغرى للقضاء على الثورة , فتحرك الامبراطور وأرسل وفدا الى الفاتح يطالب بالدفع الفوري المضاعف لنفقات الامير أورخان , ويهدده باطلاق سراحه وامداده بجيش من عنده , يسحق الفاتح ويجلس الامير أورخان على العرش السلطنة العثمانية محله وتلقى الفاتح رسل الامبروطور, وهو يواجة الجيش أمير القرمان , في أسيا الصغرى , فتكم غضبه وأحسن مقابلة الوفد وهو يحمل اليه الانذار والتهديد. ووعد بالنظر في طلب الامبراطور فيما بعد ؛ ودل الفاتح في في هذا الموقف على القدرته السياسية وحكمته وبعد نظره فحالت ملاينته لحملة الانذار, واحسانه لقاءهم , دون قيام الامبراطور بقطع خط الرجعة على الفاتح وجيشة , وهو بعيد عن أدرنة مقر دولته وعندما عاد السلطان بعد القضاء على الثورة الى العاصمة , انكب على الاستعداد لحصار القسطنطية , وراح يخطط للمعرك الكبرى الفاصلة التي يهجز بها على المدينة التي ما تهدد أمن الدولة العثمانية واستقراراها من حين الى اخر ,وامر أن يوالي الجيش العثماني جهود , في الاعداد لمعلاكة الحصار البري والبحري , وراحت الاجهزة العسكرية العثمانية تعمل ليل نهار باشراف السلطان نفسة , وقد رأى محمد الفاتح أن يعمل على حصر القسطنطية وعزلها وقطع الاتصال بينها وبين البلاد التي قد تخف الى نجدتها العون لها , فراج بعقد الاتفاقات والمعاهدات السلمية مع البندقية والمجر والافلاق والبوسنة وغيرها من الدول والامارات النصرانية , واتصر اثر ذلك الى بنا قلعة حصينة على الشاطئ الاوربي من القلعة التي كان السلطان بازيد الاول بناها على الشاطئ عند مضيق البوسفور , ليحكم بذلك اغلاق الممر المائي , ويحول دون وصول النجدات الى القسطنطينية من البحر الاسود دون ويؤكد المؤرخون أن السلطان نفسه مع كبار رجال دولته , والقضاة والفقهاء, شاركوا فعليا في عمليات بنا ء قلعة ( رومللي حصار) فخلعوا ملابسهم الزاهية الثمينة , وراحوا يعملون في نقل الحجارة والتراب , مع ثلاثة الاف من الفعلة والبنائين الذين دعاهم الفاتح فلبوا النداء , من جميع أطراف السلطة المثمانية , وقد قسمهم الفاتح الى فرق. وجعل لكل فرقة قسما من العمل تتولى انجازه , وتزاحمت المناكب للعمل بهمة جبارة , ونشاط لا مثيل له , وقدم الجيش العثماني خدماته الكبيرة وكان العمل في بناء أسوار القلعة الجبارة لا ينقطع ليلا ونهارا ، حتى نهضت القلعة الشامخة الجديدة على بعد خمسة أميال من أسوار القسطنطينية ،وأطلت على مضيق بأسوارها المنيعة الضخمة ، وأبراجها المخيفة ، وحشد الفاتح فيها حاميه كبيرة من الجند الانكشارية ،وأصبح مهمتا أن تقطع الطريق على أيه سفينة تجوز الى البسفور !!!
وأعلن الفاتح عند ذاك أمره بالغاء النفقات التي كانت تدفع للأمير العثماني أورخان ، المحتجز في بلاط القسطنطينية ، وقدم بذاك أول صفعه للامبراطور البيزنطي ، فلما أحس قسطنطين بها وشعر بما يقوم السلطان به من إعداد متواصل لحضارة ، تملكه الفزع ، وأدرك مبلغ خطئه وحمقه في إثاره السلطان عليه ، وندم على ما كان منه وسكت عن مطالبة بمصاريف الامير أورخان ، وبعث الى الفاتح لتوكيد اتفاقيه الهدنة والسلام بين دولتين ، ويسأله أن يوقف بناء القلعة ، التزاما باتفاقيه السلام بينما ، فأجاب الفاتح بأنه حر في توفير أسباب الدفاع والحيطة لتأمين أرضيه ، وليس في بناء القلعة أي نقص للعهد القائم بين دولتين ، وعلى الدولتين ، العثماني الحالي يختلف عن أجداده وأن عزما فوق عزمهم ،وقوة فوق قوتهم ، ولن تستطيع القوة عن السلطان من أن يبني فوق أرضهما يريد من قلاع وحصون !
وازدادت عند ذلك مخاوف قسطنطين ، وراح يتودد إلى السلطان ، ليوقف ما يقوم به من اعداد وتأهب لحصار القسطنطينية ، ولكن الفاتح كان يوالى تجهيزاته وإعداد خططه وقواته دون انقطاع ويعد انجازه لبناء القلعه الضخمة في ثلاثة اشهر أعجوبة أذهلت كل من شاهدها مكتمله البنيان في شعبان 856 ه أواخر أب 1452 م ، وقد جثمت بجدرانها السميكة وأبراجها المغطاة
بالرصاص ، ونصبت فيها المجانيق والمدافع الضخمة ، وقد صوبت أفواها الى المضيق، لتلقي قذائفها على سفينة لا تخضع للتفتيش ودفع ضريبة المرور !
ومضى الفاتح في جهود لاستكمال معداته لحصار القسطنطينية ، وقام مع سريه من جيشه بجوله تفقد فيها أسوار العاصمة البيزنطية ، واستطلع مدى قوتها ، ورجع الى أدرنه مع أول خريف وقد ايقن ان الحصار سيكون شاقا جدا ، وأن من الخير له أن ينتظر الربيع القادم للبدء به، وأمضى الخريف في إحكام تطويق المدينه وعزلها ، بتطهير المناطق المجاورة لها ، وأصبحت الدوريات العثمانية تطوف بها ،ـ وبدات العلاقات بين الترك والبيزنطيين وتتدهور الى حالة خطيرة من التوتر والعداء والتصادم ، وأقبل الشتاء ببرده وثلوجه وكان الشتاء قارسا فاغتب البرد الامبراطور وظن أن البرد سوف يصرف السلطان عن موالاة الاستعداد للحرب ،ولهذا أرسل إلى أدرنه وفدا لمفاوضة السلطان بذلك ،وأجاب الفاتح :- إذا كان أمبراطور كم يخشى الخرب فليسلم لي القسطنطينية ،وأقسم أن جيشي لن يتعرض لأحد في نفسه أو ماله ،ومن شاء بقي في المدينة وعاش فيها بأمن وسلام ،ومن شاء رحل عنها اني أراد ،بأمن وسلام أيضا وأبقن قسطنطين أن الفاتح عازم على الحرب دون ريب ،فأرسل بعض القوات لتخريب القلعة ،ولكن العثمانيين ردوها على أعقابها ،وتواترت المناوشات بين الأتراك والبيزنطيين من فلاحي القرى المجاورة للقسطنطينية ،هلك فيها كثير من الروم،وأثر ذلك أمر الأمبراطور بإغلاق أبواب عاصمته ،واعتقال جميع الأتراك المقيمين فيها ،وأرسل الى السلطان رسالة يقول فيها : -((إذا كان هناك خطر بهدد القسطنطينية فإن الامبراطور يلوذ بعصمة الله ويخضع لمشيئته ، وإنه ما أغلق الأبواب الإ بعد أن نقضت الهدنة علانية ،وأنه سيدافع عن عاصمته ،لآخر قطرة من دمه إلخ….)) فأجاب السلطان بأن أعلن الحرب على الامبراطور فوراً ، وانصرف الطرفان لموالاة استعدادها للمعركة المرتقبة !ويذكر المؤرخون بين التجهيزات الحربية التي أعدها الفاتح لمعركة الحصار صنعه مدفعا ضخما يقذف قذائف هائلة،تكفي لدك أسوار القسطنطينية ،وكان منهدس مجريي يدعى (اوربان) قد تعهد للسلطان بصنعه ،وكان من أمهر صانعي المدافع في زمانه ،وكان قد طاف على البلدان الأوربية يعرض تقديم خدماته إليها ،فلم يصغ إليه أحد ،ووصل الى القسطنطينية,وأمضى في خدمة امبراطورها فترة ،ولكن الأمبراطور لم يستطع أن يرضي جشع أوربان الى المال ،ففر الى السلطان الفاتح الذي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.