غادر 30 طالباً من طلاب المعهد الديني الخاص بدبي مساء أمس مطار دبي الدولي وذلك لأداء مناسك العمرة وزيارة الأماكن المقدسة على نفقة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية.
وصرح الدكتور أحمد محمد نور سيف المهيري المشرف العام على المعهد الديني بدبي أن هذه المكرمة تأتي ضمن العناية والرعاية الكريمة التي يتلقاها طلاب المعهد من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، والتي تأتي استمرارا لأيادي سموه البيضاء في الدعم المتواصل والرعاية المستمرة في النهوض بالمعهد وطلابه في أداء رسالته.
وأكد الدكتور أحمد محمد نور سيف أن رحلة العمرة السنوية التي يقوم بها طلاب المعهد تهدف إلى غرس القيم الإسلامية في نفوس الطلاب وتوثيق الروابط الإيمانية من خلال أداء مناسك العمرة والتطبيق العملي على الأحكام الفقهية التي درسها الطلاب والوقوف على الآثار الإسلامية والتاريخية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى البرامج الترفيهية والترويحية وزيارة الأماكن السياحية في منطقة الطائف.
وأوضح أن إجمالي عدد الطلاب المسجلين في المعهد حاليا وصل إلى 110 طلاب بعد أن كان عددهم في البداية ومنذ خمس سنوات 40 طالبا فقط، وقال إن المعهد يقبل الطلبة بعد اختبار لتحديد المستوى واشتراط حفظ جزء ونصف من القرآن الكريم كحد أدنى وخاصة في ظل دراسة الطالب لحوالي 18 مادة شاملة المواد الشرعية والدينية والمواد العلمية لوزارة التربية والتعليم.
وأوضح الدكتور أحمد نور سيف أن الدراسة في المعهد تعتمد على منهج اليوم الكامل حيث تبدأ الحصص من السابعة والنصف صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر، لذا يقدم المعهد وجبة طعام لجميع طلبته. وقال إن الدراسة الشرعية في المعهد تتضمن أحكام التجويد وتفسير القرآن وجميع أبواب الفقه المالكي، وأما في المرحلة الثانوية فهم يدرسون أصول الفقه وأصول الحديث والتوحيد وعددا من أمهات المنظومات في العلوم المختلفة في الفقه والتجويد والحديث، إضافة إلى السيرة النبوية.
وأشار الدكتور أحمد نور سيف إلى أن الغرض من إنشاء المعهد هو مراعاة الإعداد المبكر للتخصص الشرعي وتأهيل المتخصصين في المراحل المبكرة في الابتدائية والإعدادية، وقال إن مواد الرياضيات والعلوم واللغة الانجليزية والاجتماعية أخذت حظها من الإعداد بخلاف العلوم الدينية.
وأضاف أن هذه التخصصات تحتاج إلى إعداد مبكر لا يقل عن الإعداد للتخصصات العلمية الأخرى بل يزيد عليها بسبب أن مقومات هذا الإعداد متشعبة ابتداء بعلوم القرآن والحديث والفقه والسيرة واللغة العربية، وقال إن هذا يفرض على المتخصص أن يلم بها إلماما كبيرا لأنها قوام التخصص في هذه العلوم.
وقال إن المنهج الدراسي للمعهد كفيل بتجنب طلابه التعثر والتخلف الدراسي لأنه يلبي حاجة الطلاب الأساسية إلى جانب المواد الضرورية التي تؤهله للمشاركة المجتمعية والمشاركة في الثقافة العامة التي تقيه العزلة وضيق الأفق وتجنبه الرسوب في المواد التي يتحملها ولا يحتاج إليها، وأكد أن في ذلك حماية من إهدار الطاقات العلمية فيما لا طائل من ورائه، وفي نفس الوقت تسد حاجة المجتمع في المرافق التي يحتاج إليها، والتي تعاني شحا في التعليم الجامعي في علوم الشريعة واللغة العربية.
دبي ـ السيد الطنطاوي