وأضافوا أن «المفترض في تلك التخصصات الحيوية، أن تعتمد على مهارات الطالب ومواهبه، وليس على تحصيل درجات عالية في المواد النظرية التي يدرسها».
وأفادت مديرة إدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم خلود القاسمي، بأن «الوزارة تعتزم إدخال حصص ومناهج لتقنية المعلومات في الصف الثاني عشر والصفوف من السادس حتى التاسع، اعتبارا من العام الدراسي المقبل 2024- ،2011 تمهيداً لتعميم المناهج على المدارس كافة التابعة لها، لافتة إلى أن «الخطة الاستراتيجية الجديدة للوزارة، تركز على تطوير التعليم التقني والتكنولوجي ومهارات الحياة».
وكشــفت المديرة التنفيذية للشؤون التعليمية ومديرة إدارة الترخيص والاعتمـــاد الأكاديمي في وزارة التربية والتعليم شـــيخة راشـــد الشامسي، أن الوزارة تدرس إلحاق الطلاب بالمعاهد التقنية والفنية والتكنـــولوجية بداية من الفصل التاســـع، مع زيـــادة ساعات تدريس مادة اللغة الإنجلـــيزية، لتجربة مدى نجاح أو فشـــل الطلاب في تلك المعاهد، على أن يترك لهــم قرار الاستمرار في هذا النوع من التعليـم، أو العودة إلى المدرسة.
وتفصيلاً، قالت عضو المجلس الوطني الاتحادي روية السماحي إن شروط القبول في المعاهد التكنولوجية وكليات التقنية تقف عائقاً أمام طلاب مبدعين في تلك الجوانب، بسبب عدم تمكنهم من تحصيل درجات مرتفعة تؤهلهم لدخولها، مطالبة بإنشاء مدارس تقنية وفنية وتكنولوجية لاستقطاب الطلاب في مراحل مبكرة، ما يسمح بتأهيلهم بشكل يتوافق مع أفضل المعايير التقنية والتكنولوجية العالمية، لافتة إلى أن هناك جوانب إيجابية عدة ستنعكس على تطوير التعليم التقني والفني والتكنولوجي، وتالياً سير العملية التعليمية كلها، من خلال تنمية مهارات الطلاب المبدعين في تخصصات تعاني الدولة عجزاً كبيراً في كوادرها المواطنة المؤهلة والمدربة، مضيفة أنه لابد من تعدد الخيارات التعليمية وفتح آفاق الاختيار أمام الطلاب لتأهيل الطالب، وفقاً لقدراته وميوله ورغباته.
ونادت مديرة مدرسة السمحة للتعليم الأساسي والثانوي في أبوظبي منى ثابت، بإتاحة خيارات ومسارات تعليمية متعددة للطلاب المواطنين، من تعليم عام وتقني وتكنولوجي ومهني وحرفي، حتى يستطيع كل طالب أن يختار من بينها ما يتلاءم مع ميوله ورغباته وطموحاته، لافتة إلى أن ذلك سيحد من تسرب الطلاب من التعليم، ويبلغ بالعملية التعليمية مستويات عالمية.
وشرحت ثابت أن الطالب قد يكون متفوقاً في مهارات تقنية أو هندسية معينة، ولكنه لا يرغب في التعليم العام، ولن يحقق فيه نتائج جيدة، فبدلاً من أن يفشل هذا الطالب ويتسرب من التعليم، يمكن احتواؤه في مدارس أو معاهد تقنية وهندسية لتنمية مهاراته تلك. وتالياً، فلابد من عمل مسح شامل لكل طلاب المدارس لمعرفة رغباتهم وميولهم لتوجيههم نحو بدائل تعليمية أخرى، حتى يتخصصوا فيها مستقبلاً، مضيفة أن ذلك سيسد العجز في الكوادر المواطنة المؤهلة في المجالات الحيوية كافة.
وطالبت ثابت بإنشاء مدارس تقنية وفنية وتكنولوجية في كل إمارات الدولة لاستقطاب الطلاب المواطنين الراغبين في مثل هذا النوع من التعليم في مرحلة مبكرة منه، بعد اجتيازهم اختبارات معتمدة من الوزارة في التخصصات التي يرغبون في دراستها بغض النظر عن مجموع درجاتهم، بهدف تأهيلهم وصقل مواهبهم في تلك المدارس.
واعتبرت مديرة مدرسة حنين للتعليم الثانوي في أبوظبي علياء الحوسني، أن «شروط القبول في تلك المؤسسات التعليمية التقنية والتكنولوجية، تقف عائقاً أمام طلاب قد يكونون ماهرين في تلك الجوانب، وقد يؤدي ذلك إلى تسربهم من التعليم بشكل كامل نتيجة لعدم تلبية رغباتهم التعليمية، ما يؤثر سلباً في مستقبل التعليم، ويؤدي إلى نقص في الكوادر المواطنة في تخصصات فنية وتقنية وهندسية وتكنولوجية داخل الدولة».
وأكدت الحوسني أهمية إدراج التعليم التقني بشكل مكثف في المراحل التعليمية المختلفة، ومنح الطلاب الفرصــــة الكاملة للإبداع والتميز، لافتة الى أن ذلك يســـتدعي إنشاء مدارس خاصــــة في تلك المجالات لتحقيق فكــرة تعدد مسارات التعليم، من أجل الإسهـــام في خلق بيئة تعليمية جاذبة لكل الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة، مـــا يحقق لهم التوازن بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق.
في المقابل، أكدت شيخة الشامسي سعي الوزارة إلى زيادة الاهتمام بالتعليم التقني، وتقديم مسارات مختلفة للطلاب لتلبية ميولهم ورغباتهم، «إذ يمكن أن يكون هنـــاك طلاب متميزون في الهندسة، وليس لديهـــم ميول للاستمرار في التعليم العام، وفي هذه الحال، سيكون في وسعهم الالتحاق بتلك المعاهد في سن مبكرة، بعد خضوعهم لاختبارات القبول في المواد المطلوبة، مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات، والنجاح فيها».
بالتوفيق انشاء اللهــ ..