تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ورطة المعلم

ورطة المعلم 2024.

ورطة المعلم *

على المعلم أن يصنع نفسه بنفسه . عليه أن يؤمن بأنه أهم إنسان . أهم موظف . أهم عامل . أهم صانع . أهم قائد في مجتمعه .
الجميع باستطاعتهم أن يوجهوا اللوم و العتاب إلى معلمٍ مقصر ، و لكن ، لا أحد إطلاقاً ، بمقدوره أن يصنع معلما اسطوريا . لا الوزارة ، لا المدرسة ، و لا أولياء الأمور .

مقنع جدا القول بأن أغلب المعلمين و المعلمات في أوطاننا العربية لم يختاروا مهنة التعليم بدافع من الرغبة و الحلم ، و لكنهم ، وعلى أية حال أصبحوا معلمين . إنها ورطة جميلة و فريدة من نوعها ، فكم من الأمثلة التي قد نقرأ عنها في التاريخ عن أشخاص عادين جدا ، أصبحوا دون قصد معلمين و مربين ، و صانعي أجيالٍ غيرت مجرى التاريخ .

قد يكون مثل هذا الكلام إنشائيا في نظر البعض ، ولكن إذا ما واجه المعلم نفسه بسيل من الأسئلة الذاتية المبتكرة حول حقيقة عمله ، و جدوى ما يقوم به يوميا ، و نظر بعين عقله و قلبه معا ، إلى هذه الأجيال التي تحط رحالها سنويا في عهدته خلال عبورها مراحل الدراسة ؛ من رياض الأطفال إلى الثانوية العامة ، و منها إلى الجامعات ، لاكتشف بأنه ليس موظفا على الإطلاق ، و أن المناهج على الرغم من أهميتها ، لم و لن ، تعطل فيه القدرة على الإبداع في مهمته العسيرة .

بالنسبة لأغلبنا كان هناك معلم واحد على الأقل استطاع أن يغير مجرى حياته . معلم استثنائي استطاع أن يصنع منه شيئا ، و استطاع أن ينفذ من كتلة المناهج العقيمة إلى عقله و قلبه . ذلك هو المعلم الواسع الثقافة . المتمكن من أدواته و المطور لها باستمرار .. هو ذلك المعلم الساحر الذي لن يسقط أبدا من ذاكرة الأجيال .

في أحاديث حميمية تجمعني و بعض الأصدقاء يحدث أن نتطرق – أحيانا – إلى سنوات الدراسة و ذكرياتها الجميلة و المرة في آن ، و في كل تلك الأحاديث تتردد أسماء بعينها بمهابة بالغة . تلك الأسماء التي دلت بعضنا إلى الكتاب الفلاني الذي نطلق عليه أسم ( أول كتاب ) غير مدرسي نقرأه في حياتنا . و هي نفسها تلك الأسماء التي كانت تحدثنا عن أشياء تجاهلها التاريخ ، و كنتيجة لذلك ، تجاهلتها المناهج الدراسية العربية بغباء و ببغائية مستفزة ..
إن مثل هؤلاء المعلمين تُقبل أقدامهم ، لا أياديهم فقط .
و لكن !!
السؤال هو كيف يستطيع الملعم أن يفعل كل ذلك دون أن يتورط في التجربة ؟ ..
و مما هو معلومٌ ، أن التجريب في عملية مهمة جدا كالتعليم خطر جدا ، ما لم يكن المعلم على دراية كاملة بخطورة ما يقوم به ، و هنا يأتي دور الثقافة . بمعنى أن يصنع الملعم نفسه بنفسه . أن يتعلم هو الآخر . أن يستمر في التعلم إلى ما لا نهاية . أن يشرع عقله للمدخلات المعرفية التي تتلائم و كونه معلما بكل السبل ، لكي يغني في المقابل عقول طلابه بالمخرجات التي يصيغها بتقنيته الخاصة في التعليم ، فلكل معلم نوعان من التقنية يؤدي بهما رسالته ؛ تقنية عامة معهود بها إلى المؤسسة التعليمية العليا في البلد ، و تقنية خاصة يصنعها و يطورها المعلم نفسه ، و في حال غياب التقنية العامة ، أو فشلها مثلا ، فعلى المعلم أن يبذل جهودا مضاعفة للتخفيف – على الأقل – من وطأة الفشل العام في العملية التعليمية .

لا أعتقد بوجود معلم حقيقي يتوانى عن القيام بمثل هذه المهمة .

(( تحية حب و عرفان إلى معلمي الساحر محمود النواجحة )).

______________
* سبق نشره

تورط المعلم ..
لكنه لأنه يحبهم قرر أن لا يورطهم معه
ففاقد الشيء لا يعطيه

قرر أن ينتهي قبل أن يبدأ
إلى ورطة أخرى .. إلى عالم جديد مجهول !

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

هذا أروع موضوع شفته بقسم التربية والتعليم

مميز .. بكل معنى الكلمة

شكرا أخ أحمد سالمين على الموضوع الرائع ….

درر نثرت في هذا المنتدى

جزيتم خيرا

ودمتم برقي

يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااخليجية خليجية

.
.
.
.
.

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.