ولكن، هل هذا فعلا ما يواجهه القارئ العربي من "المحيط الى الخليج"؟ هل فعلا من الصعوبة بمكان فهم او استيعاب ما يقال من العربية بلهجات محلية؟! ام ان في ذلك اختزالاً، تقعيراً وتحديباً للمشهد وفق مصالح متشابكة واقعة وراء الاكمة؟!
تجدر الملاحظة بداية وعلى وجه العموم، إن اللغة عنصر مهم في الرواية ولكنها ليست الوحيدة والاهم في معادلة الإبداع هذه، الأهم هو ماذا نقول وكيف نقول، ذلك ان اللغة تبقى في هذا السياق أداة، أداة للتعبير، ومن الضروري "لأصحاب المهنة" إتقان ادواتها. فالعمل الأدبي بالنهاية هو انتقاء المفردات من لغة معينة وسبكها، بحيث تشكل شحنة مكثفة ومعبرة الى أقصى حد ممكن، تماما كما ينتقي الرسام ألوان وأدوات لوحته. وعليه فالقول الجدير ان يصل، لأهميته وعظمته او لصدقه أصالته وجماله، ببساطة تتم ترجمته وبذلك ينتقل الى لغات اخرى. لذلك لم تتوقف حركة النقل والترجمة عبر التاريخ، والعرب قد شكلوا إحدى هذه الحلقات، وهذا ما ثَبَّتَ للبشرية جمعاء روائع الإنتاج من كل أطراف الدنيا ومن كل الحضارات واللغات على مر التاريخ.
و أرجو من الرواة و القراء استخدام الفصحى على العامية و ذلك لنرقى بلغتنا لنصبح أخير الأصحاب لخير لغة ألا وهي لغة القرآن.
ان شاء الله ما تعبتكم من القراية..