ملخصات الامتحانات طوق نجاة الطلبة وتجارة رابحة للموزعين
انتعاش سوق المذكرات وملخصات الامتحانات بالتزامن مع فترة امتحانات نهاية الفصل الأول
مريم الشميلي-الاتحاد
يتكئ كثير من الطلبة على اختلاف مراحلهم الدراسية على ملخصات ومذكرات للامتحانات، باعتبارها وسائل مساعدة باتت تستقطب رضا أولياء الأمور على الرغم من تحذيرات تربويين ومتخصصين من خطورة هذه الوسائل.
وباتت ملخصات تحمل مسميات مثل النجاح والشامل والعجيب والمنتشرة في مختلف المكتبات تجتذب الطلبة الراغبين في تحصيل الدرجات العالية، ابتداء من الصف الرابع حتى الثاني عشر بقسميه الأدبي والعلمي، حيث يعتبرونها الوسيلة المثلى للنجاح.
ويحذر تربويون ومتخصصون في مجال التربية والتعليم من خطورة هذه الملخصات التي تتميز، على حد تعبيرهم، بالسطحية والاختصار وقتل الغرض من العملية التعليمية برمتها، وأهمية وجود الكتب، في حين يؤكد مؤيدون لهذه المسألة “أنها قارب النجاة والمنقذ في مواسم الامتحانات”.
وبحسب تربويين، فإن منافذ توزيع معروفة بالاتفاق مع المصدر المروج لهذه السلعة تحتكر بيع هذه الملخصات، التي باتت تشكل تجارة ذات مرود مالي، خصوصاً أن سعر الملخص يختلف باختلاف الكمية الموجودة.
ويعارض يوسف محمد، وهو تربوي بمنطقة رأس الخيمة التعليمية وجود الملخصات التي “جعلت من الكتاب المرجع الثانوي للمعلومة والمذاكرة”، متابعاً حديثه بأن هذه المسألة سببت لدى عدد من التربويين في الميدان التعليمي نوعاً من الهلع، خصوصاً أن هناك مجموعة من المعلمين والمعلمات ينصحون الطلبة باللجوء لهذه الفكرة والتي تعطي وللأسف سطحية للمعلومة وقد تكون مغلوطة أحياناً.
وأشار إلى أن عدداً من التربويين يقصدون من هذه العملية الكسب المالي لا غير، خصوصاً أن هناك تقبلاً من أولياء الأمور والطلبة لهذه الفكرة التي أصبحت ذات أهمية كبيرة مع موسم كل امتحانات، لافتاً إلى أن وزارة التربية والتعليم بالدولة تستنزف مبالغ كبيرة في توفير الكتب الدراسية للطالب التي من المفترض أن تكون هي المرجع الأساسي وليس الثانوي.
ويؤيده بالرأي خالد حمد العامري مدرس اللغة العربية الذي يبين أن مسألة الاعتماد على المذكرات الامتحانية والملخصات أصبح ملحوظاً وكبيراً في تشجيع معلمين على جعل الملخص أو المذكرة الموجودة في المكتبات أحد وسائل النجاح الأساسية.
وأشار إلى أن النقطة التي تجذب الطالب أو ولي الأمر للمذكرات هي تلخيص أربع أو ثلاث صفحات في صفحة ونصف، إضافة إلى وضع نماذج لامتحانات قديمة، مشيراً إلى أن هذا الوضع لا يتلاءم حالياً مع أنماط الامتحانات والنهج الذي تسير عليه وزارة التربية والتعليم، خصوصاً أن الهدف المرجو من الاعتماد الأساسي على الكتاب هو تثقيف الطالب وزيادة حصيلته المعلوماتية وليست الملخصات التي قد تتميز بأنها طفيفة ولا تعطي المعلومة حقها.
في المقابل، ينكب كثير من الطلبة قبيل دخول قاعات الامتحانات على الملخصات مهملين الكتب المدرسية، معبرين عن يقينهم بأنها الوسيلة الأنجع لدخول الامتحان بثقة كبيرة.
ويؤكد أمجد السيد، وهو طالب في الصف الحادي عشر القسم العلمي، أنه لا يرى إمكانية في عدم الاعتماد على الملخصات، معتبراً أنها قارب النجاة والمنقذ، خصوصاً أنها تضع كل المعلومات في صفحات قليلة ومختصرة بعكس الكتاب الذي قد تتعدد صفحاته في شرح فكرة واحدة.
وبالمقابل، ترفض سارة أحمد الهاجري فكرة الملخصات، معتبرة أنها تشتت الطالب وتبعثر أفكاره وقد تفتح عليه أبواباً كثيرة، مشيرة إلى أن الملخصات والمذكرات يعتمد عليها عدد من الطلاب قبل الامتحان بساعات قليلة تتسبب بحالة من الارتباك والخوف من الامتحان.
من جهته، يؤكد علي صالح، وهو موزع في مكتبة تبيع بشكل كبير تلك الملخصات وجود إقبال كبير جداً على هذه المذكرات والملخصات بل قد تنفذ الكمية ونطلب كمية جديدة من المركز الموزع لها بدبي.
ويكمل حديثه قائلاً: “إن أكثر المراحل السنية استفادة من هذه الملخصات مرحلة الرابع حتى السادس”، مشيراً إلى أن أولياء الأمور يطلبون أعداداً محددة من هذه الملخصات والمذكرات لما لها فائدة كبيرة في تجميع المعلومات بشكل مختصر ومسهل، تساعد الطالب على الحفظ والفهم، إضافة إلى المترددين من طلاب الحلقة الثانية والثانوية.
وعن أسعار المذكرات، قال لطفي محمد، محاسب في إحدى مكتبات التوزيع بالإمارة، إن هناك تفاوتاً واختلافاً بأسعار المذكرات على حسب المادة والمرحلة السنية أحياناً، مشيراً إلى أن المذكرة قد تحتوي على نماذج متعددة لجميع الامتحانات لمرحلة صفية واحدة ولأكثر من مادة، والتي تبدأ أسعارها من 20 – 80 درهماً وهناك مذكرات تشمل مادة واحدة، إلى جانب الملخصات التي تختصر أكثر من خمس صفحات في صفحتين فقط، الأمر الذي يسهل للطالب عملية الاستيعاب والاستذكار.
وعن أنواع المذكرات والأكثر رواجاً قال إن أكثر المترددين يطلبون مذكرات النماذج الامتحانية مثل العجيب، الشامل، السعيد، النجاح، الفائز، الطالب، مشيراً إلى أن عدد من المذكرات يتم اعتمادها من قبل معلمين وتربويين.