لسرطان مرض خطيرا يرحم يسبب آلاما ومضة نهايتها الموت في اغلب الأحيان .
يقتل هذا المرض الخطير في كـل عام آلاف النـــاس "فـفي فرنسا مثلا 75 ألف شخص سـنويا "و هو يـنتشر في كافة أنحاء العالم ’ و يصـيب العروق البشرية جـميعها ’ كما يـتغـلغل بين الطـبقات الاجتماعية ’و ينتـقـي بـصورة خاصة الأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين ’ و يصيب كذلك الشبان والأطفال . و هو قديم قدم التاريخ ’ فقد شبه هيبـوقراط هذا الوباء بالسرطان الـذي يقـضـم النـسج ومـنه جـاءت تـسميتـه.
أعراض المرض و تطوره
السرطان مرض مزمن ’ يتميز بتكاثر غير محدود في خلايا الأنسجة ’ و يؤدي في النهاية آلي تشكيل أورام غير طبيعية(أورام خبيثة) تسمى الأورام السرطانية.يمر المرض بثلاث مراحل 1) مرحلة تكوين الورم تظهر في بعض مواضع من الجسم أورام غير مؤلمة تشبه الثؤلول ’ تخرب الأنسجة السليمـة وتتوسع على حسابها . ليست هذه الأورام في الواقع نتيجة تكاثر عادي للخلايا ’ و إنما هي نتيجة تكـاثر فوضوي غير محدود لبعض الخلايا التي لم تعد تخضع لنضم التكاثر الخلوي و هكذا يتكون الورم من كتلة خلوية تنقسم خلاياهــــا الفتية بسرعة ثم لا تـلبث أن تتغلغـل بعمـق في الأنسجـة المجاورة وتهضمهـا ’ مثلمـا تتغلـغل جذور النباتات في الأرض يـختـلف هذا التـكـاثر الأولي باختلاف الأنسجة الذي يحتاجها ويسمى بالسرطان الخارجي. إذا أصـاب الجلد و الأغشيـة المخـاطية ’ أو بالسرطان الخارجي إذا اخترق الأنسجة الداخلية. (شكل 1).
ورم خبيث ثؤلول و بداية جلد طبيعي
ورم جلدي
2)مرحلة تضخم الورم و استلائه تبدأ الأورام السرطانية بهذه المرحلة بالتطــور فتنتشر و تتوسع إمـا ببطء أو بسرعـة و
تتميز جميع الأورام بزيادة في الحجم كما تتميز و تتوسع كتـفشي قطـرة الزيــت في الـمـاء آلـي جميــع الجـهـات. لان الخلايـا
السرطانية الأولى تؤثر فـي الخلايــا المجــاورة الـتـي تســبـب فـيهـا النـشـاط الفوضــوي و تمد الأورام جذورا في النسـج
المجاورة التي تدافع عن نفسها بالتهابها و ارتفاع درجة حرارتها و تكون الغدد البلغمية حول المنطقة المصابة خطا دفاعيا
ثابـتا فـتنتفخ و يتوقف نشاط الورم و امتداده مدة معينة إلا أن تكاثر الخلايا السرطـانــية تستمر داخل خـط الدفاع البلغمي
بـنشـاط مشكلا مستـعمرة حـقـيـقية .تنشا فـي هذه المرحلـة آلام و اضطرابــات في الأجهــــزة الوظيفيــة نتيجــة ضغط
الأورام التــي كبـر حجمـها علــى الأعصاب المجاورة.
3)مـرحلـة اـلتعشـيش و سـيطرة المرض لا يقي خط الدفاع البلغمي كثيرا لان الخلايا السرطانية التـي تـنـفصل عن الأورام
المتكاثرة تخترقه بعد فترة وجيزة و تنتقل مع الدم آلي أنحاء الجسم الأخـرى البعيدة عن الموضع الأصلـي للمرض تطعم
أعـضاء الـبدن الأخـرى بالسرطان يتم تطور هذا التطعيم آلي ورم من الدرجة الثانية يشبــه آلام. وبذلك يسيطـــر السرطان
على البدن عامة . يرافق هذه المرحلة تردي مفاجئ لحالة المريض بشكل عـــــام ’ يتميز بفقــر الـدم و تسمم اضطرابــات
مـختـلفة تسبب ضعف الجسم و نحوله لدرجة متناهية مما يؤدي أخيرا آلــي المـــوت نتيجة امتصاص المرض لكل حيوية
الجسم.
* أنواع السرطانية المختلفة
تـمـيز ثـلاث أنواع مـن السـرطان و ذلـك حـسب النسيج الذي يتعرض لتكاثر فوضوي لخلايا السرطانية و تدل التقرحات
المدمية و النزيف الدموي على موضوع الورم الخبيث ’ أما الألم فلا يظهر إلا ماخروا لذا لا يمكننا الاعتماد عليه في تحديد
موضوع الإصابة .
سرطان النسيج البشري
و هو كثير الانتشار و نميز فيه عدة أنواع.
1) سرطان الجلد و سرطان اللسان يبدأ بتقرح يتجدد باستمرار
إصابة في جلد اليد إصابة في جلد القدم
2) سرطان الطبقة المخاطية نميز فيه شكلين أولهما السرطـــان
الذي يصيب الجهاز الهضمي إذ يبقى فيه الورم بحالة كمــــون
مدة طويلة ثم يظهر فيما بعد على شكل نزيف أو اضطرابــــات
هضمية كانسداد الأنبوبة الهضمية بسرطان المريء أو بسرطان
الأمعاء ’ و من أعراضه توقف الهضم و التقيؤ بالنسبة لسرطــان
المعدة الذي يعتبر أكثر حالات جهاز الهضم انتشارا و ثانيهمــا
السرطان الذي يصيب أقســـام الجهــاز التنفســي كالحنجـــرة
و الرغامى فسرطان الحنجــرة يظهــر على شكــل بحة الصــوت
الدائمة و قد يصيب أيضا القصبات الرئوية و تبلــغ نسبة إصــابة
الجهاز التنفسي 10/1 بالنسبة للإصابات السـرطانية . ( شكل 3 )
التوضعات الرئيسية لسرطان جهاز الهضم
3)سرطان الغدد المفرزة و هو على أنواع مـثل ’سـرطان الـغدد الدرقية و سرطان الكلية وسرطان الغدد التناسلية و سرطان
الكبد الذي يوقف إفراز الصفراء ’ و سرطان الثدي المنتشر فـي أوروبـا الغـربية و الـذي تتميـز أورامه صغيرة غير مؤلمة ’
سرطان الأورام اللحمية
وهو يصيب النسيج الضام و النسيـج العضلـي والنسيج الغضروفي و الجهـاز العصبـي "الـدمـاغ والـنخـاع الشوكي" وهذا
لا يظهر غالبا إلا عندما تظهر الاضطرابات الوظيفية فمثلا في حالة سرطان النخاع الشوكي الذي ينتـهي بـتشوه الـعـمــود
الفـقري و شلـل الأطـراف.
سرطان الدم
ويتميز بتكاثر فوضوي للكريات الحمراء غالبا للكريات البيضاء وفي هذه الحالة تكون المراكز المولدة لهذه الكريات هـي
المصابة بمرض السرطان ( مخ العظام و الغدد البلغمية ) .
* آلية مرض السرطان
آلية انتشاره
سمحت الملاحظات و التجارب التي أجريت عند حقن مستنبتات صافية مـن الخلايا السـرطانيـة في الخلايا السرطانـية في
مصورة الدم و كذلك عند تطعيم الورم السرطاني مباشرة بين حيوانات من فصيلة واحدة بملاحظة ما يلي
1) تتكاثر الخلايا السرطانية بسرعة اكبر من تكاثر الخلايا العادية.
2) تتشكل الأورام السرطانية التالية من الخلايا السرطانية الأولية ’هاجرت و طعمت الأجزاء الأخرى من الجسم.
3) تحتفظ الأورام السرطانية التالية بمميزاتها الخاصة في جميع النسج التي تستعمرها .
آلية تولده
آن آلية ظهور الأدران الأولية مازالت فرضية.كيف ينشا السرطان ؟وكيف يتحول النسيج السـليم إلى النسيج السرطاني ؟
و كيف تتوقف الخلايا عن نشاطها الطبيعي و تكتسب فجأة إمكانية التكاثر الفوضـوي اللانهائـي لتصبـح خلايا سـرطـانـية
و تشكل أوراما ؟
إذا استطعنا الإجابة عن هده الأسئلة نكون قد وجدنا حلا نهائيا لهذه المشكلة (مرض السرطان ) ’ لأنه يصبـح عنـدئذ مـن
الممكن ليس فقط القضاء على الخلايا ذات التكاثر الفوضوي ’ و إنما تفادي تحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية في
الوقت المناسب . و قد طرحت عدة فرضيات حول العامل الممرض لمرض السرطان و أهمها
1)فـرضية الحـمات الراشـحة السـرطانية لـقد أمـكن إحداث مرض سرطان الدم في دجاجة سليمة مجرد حقنها بمصل دم
دجاجة مصابة بالسرطان و قد أمكن فصل الحمة الراشحة السرطانية عن الخلية الحية و تصويرها بالمجهر الإلكتروني و إذا
حقنا جرذا برشاحة مسحوق الورم السرطاني لجرذ آخر مصاب للاحظنا تكون الأورام الجــديدة عند الجرذ الأول مشابهة
تـمـاما للأورام السرطانية الأصلية . إذن يمكن للسرطان أن يتسبب عن حمة راشحة سرطانية أو على الأقل بالنسبة لسرطان
الدم عند الدجاج و عند الجرذ .
لم تتمكن حتى الآن من الحصول على الحمات الراشحة السرطانية عند الإنسان حتى باستعمال المجهر الإلـكتروني و هـدا
يعني عدم وجود هذه الحمات عند الإنسان . إما إن أمكن وجـود هذه الحمـات فتـفترض عـندئذ إنها عامل مسبب للمرض
و يكون السرطان عندها مرض ميكروبي.
2) فرضية العوامل المتضافرة يغزو كثير من الباحثين ’ مرض السرطان لعدة عوامل ’ يعتقدون أن لها علاقة في توليد مرض
السرطان كما أن كثرة أنواع السرطان تدفعهم إلى الاعتقاد بأن هناك عدة آليات مولدة للسرطان أو بكلمة أصح أن هـنـاك
سـرطـانـات و لـيـس سرطانا و يجدر بنا الاعتـراف أنه بالرغم من تقديم الطب ووسـائل تـشخيص الأمراض فإننا لا نـملـك
الفرضيات حول الأسباب المحتملة لمرض السرطان و هناك عدة عوامل تساعد على الإصابة بمرض السرطان و هناك عدة
عوامل تساعد على الإصابة بمرض السرطان مثل الإشعاعات و المواد الكيميائية ( النيكوتين ’ الأنيلين )
*مكافحة مرض السرطان
يكافح مرض السرطان بالوقاية و العلاج
الوقاية من السرطان
من المعروف أن السرطان مرض غير سار، فهو ينتقل إلا بالتطعيم أو بأزرق سائل الأورام بين حيوانات من نوع واحد فهو إذن
1) غير معد ’ إذ لم يلبث حتى الآن انتقاله تجريبيا للأشخاص الذين يقومون بعناية المصابين .
2) و هو مرض غير وراثي أي لا يمكن للأم أن ترث هذا المرض لأبنها .
العامل المسببة للسرطان
و هي عديدة و متنوعة
1) مـواد كيـميائية لـقد لـوحظ انـتـشـار مـرض الـسرطان بكثرة بين العاملين في الصناعة البترولية و الزيوت المعدنية أو بين
العاملين في صناعة الأصبغة و الدهاهين و المشتـغلين بالتـعدين ( في مناجم الزرنيخ ) و هذا يـدل علـى أن هناك علاقة بيـن
العناصر الكيميائية و حـدوث المـرض ’ و يكـفي وضـع نقط من "القـطران" وهو زيت معدني على أذن أرنب أو فأر مـرات
متكررة حتى يصاب بالسرطان فالقطران إذن عامل ممرض و كذلك الأنيلين و البترول ..
2) التعرض للإشعاعات من المعروف أن التعرض الطويل لأشعة " اكس x " الأشعة السينية تسبب مرض السرطان وكثير من
علماء الأشعة الذين لم يحفظوا أنفسهم من تأثير الإشعاعات ’ يتعرضون لمرض السرطان كما لوحظ أن بعض العناصر المشعة
مثل عنصر الراديوم يسبب مرض السرطان خاصة سرطان العظام و الأشعة فوق البنفسجية تسبب السرطـان من الجـلد لأنـها
تحول الشحوم الجلدية " سيترول " إلى مادة ممرضة تنتج سرطان الوجه و الأيدي عند البحارة و الفلاحين نتيجة تعرضـهم
الطويل لأشعة الشمس .
3) التهابات النسج و إهمال علاجها إن كثيرا من الالتهابـات تـسبب تردي الطبقـة الـمخاطـية خاصـة التـردي النـاجـم عـن
التدخين أو القرحة المعوية أو الالتهاب الدائم في اللسان مما يؤدي إلى الالتهاب السرطاني ’ و قد لوحظ أن السرطان يظـهـر
أحيانا على آثار الحروق و يحدث بعد حدوث أو وقوع حروق بمدة طويلة نتيجة الاحتكاك أو الالتهاب . و يتم الوقاية من
السرطان بمراعاة العوامل الثلاثة
تجنب الإفراط في ملامسة البترول أو العناصر المعدنية المسببة للمرض كالدهانات ’ و الزيوت المعدنية .
الوقـايـة مـن الإشـعـاعـات المـخـتـلفة ’ خاصـة تـلك الـتي تـصدر عن الـعنـاصر المشعة ’ و ينبغي على الأشخاص الذين
يتعرضون للإشعاعات أن يلبسوا أردية واقية تدخل في نسيجها مواد تمتص الأشعة مثل الرصاص .
ينبغي معالجة الالتهابات و خاصة الجلدية و التقرحات في المعدة أو الأمعاء بسرعة و حتى الشفاء التام .
العلاج
ينبغي أن تكون المعالجة مبكرة لكي يتم الشفاء من مرض السرطان و تتم المعالجة كالآتي
1)بالعمليات الجراحية و ذلك باستئصال كامل الأورام السرطانية من النسج و هذه العمليات كثيرا ما تكون صعبــة
و خطيرة و خاصة في حالة سرطان الدماغ أو القلب .
2)المعالجة بالإشعاعات و قد ثبتت إمكانية الشفاء في بعض الحالات السرطانية بتعرضها للإشعاعات ( العناصر المشعة )
أو للأشعة المهبطية و على العموم لم تنجح هذه العمليات الإشعاعية بمعالجة كافة الإصابات السرطانية ( شكل 4 ’ 5 ) .
والسموحة لو قصرت