ركب الاطفال السيارة وقد تركوا خلفهم ذكريات قد خطت وتربعت في عقل والدهم ذلك الاب الحزين البائس الذي
يخاطب اركان المنزل في كل لحظة يلتفت يمينا وشمالا ، فيرى اصداء صرخات وضجيج وضحكات قد ملات المكان .
مريم تلك الطفلة ذات الاربع سنوات التي نشرت في ارجاء المنزل شقاوة وضحكات تمزق الورق وتبعثر الالعاب
هنا وهناك ينفطر قلبه عليها فلا يجد للوقت وداع . حضنها هي واخويها أحمد ومحمود وقبلهم جميعا فبقيت ما
سكة يديه قاعطاها قبلة بين مقلتيها .لتعيش حياة بعيدة عنه ربما تكون سعيدة أو تعيسة لا يعرف شاعرنا يصف
الحال. أما ولديه اللذان سهرا طوال الليل وهما يوظبان الامتعة والملابس واقلامهم التي سيراسلون والدهم بها
وفرحة الرحلة الى المجهول تسعدهما واما فراق الاحبة سيتعبهما.لنرى الام المغلوب على امرها مجبورة الخاطر
تهرع مسرعة الى السيارة وقد حملت ثلاث اطفال على جناحيها وقد حان وقت الوداع يرفض الاطفال الركوب
فيدفعهم الاب ليركبوا للداخل ولهيب الفراق يمزقه اشلاً حتى لا يروا دمعةًمحصورة في عينيه منذ ايام
فتسقط لتغرق المكان هماً بل جعلها حبيسة واحتفظ بها لنفسه لتبقى من ذكريات الالم تدق في عالم النسيان
ركب الجميع وغادروا المكان ويدهم تلوح للاب وعيونهم تنظر للاسفل لا يستطيعون النظر في عين والدهم
خشية ان تفسد تلك اللوحة مشهد الرحيل