بدعوة من القيادة العامة لشرطة دبي ألقت الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي مديرة معهد التربية الفكرية التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والأستاذة كلثم عبيد رئيسة نادي الثقة للمعاقين (فتيات) يومي الاثنين والثلاثاء 14و15 ديسمبر الجاري محاضرة في مطار دبي بعنوان (فن التعامل مع الشخص المعاق في المطار).
واستهلت الأستاذة منى عبد الكريم محاضرتها بالحديث عن فن التعامل مع المعاق حركياً معددة مجموعة من الإجراءات الواجب إتباعها عند التعامل معه ومن أبرزها: عدم تقديم المساعدة للمعاق حركيا إلا إذا طلب ذلك، وعدم تقديم هذه المساعدة عند الدخول في الأماكن الضيقة لأن ذلك قد يسبب بعض الإصابات بالنسبة للكرسي، كما تجب معرفة الناس لاحتياجات المعاقين حركيا وخاصة في الأماكن العامة، فلابد أن ندعه يتصرف بحرية دون إحراجه.
وأضافت الأستاذة منى: عند الصعود للمنحدر يجب الحذر من الانزلاق وخاصة إذا كان المنحدر أملساً أو شديد الانحدار عالية، لذا لابد من خلع حذاء الشخص المرافق للمعاق حركيا، وعدم التحدث مع المعاق حركيا والشخص المرافق من الخلف، ولكن عند التحدث معه يجب أن يكون وجها لوجه، وإذا احتاج المعاق حركيا مساعدة عند ركوب السيارة لابد من وضع يد المرافق تحت إبط المعاق مع حضنه وهو يرفع يده ومن ثم رفع المعاق .
انتقلت مديرة معهد التربية الفكرية بعد ذلك للحديث عن فن التعامل مع الشخص المعاق بصرياً مؤكدة أن الكفيف مثل أي شخص آخر لذا يجب أن نعامله كما نعامل أي شخص بشكل طبيعي وبدون افتعال وألا نظهر له العطف الزائد والشفقة، فأكثر ما يؤثر في نفسية الكفيف نظرة الشفقة، وخاصة كلمة مسكين فهذه الكلمة تجعله يشعر وكأنه عاجز حقا، وعند الالتقاء بكفيف لابد من تحيته ومصافحته عوضا عن الابتسامة التي ترسم على الشفاه لغيره .
كما يجب عند التحدث مع الكفيف أن نعلمه أننا نتحدث إليه حتى يعرف إن الحديث موجه إليه، وأن نناديه باسمه وخاصة عندما يكون مع مجموعة وعند التحدث إليه لا يجب أن نرفع الصوت بل نجعل الحديث معه كحديثنا مع غير الكفيف تماما لأن ارتفاع الصوت يؤذيه ويؤدي إلى مضايقته وألا نشعر بالإحراج من استخدام كلمات تتعلق بالنظر مثل : انظر ، هل رأيت ، من وجهة نظرك …الخ ، فهذه الكلمات لا تحرج الكفيف فهو يستخدمها في حديثه وإن كان لا يرى ولا تتجنب استخدامها لان ذلك سوف يحرجه .
وأكدت الأستاذة منى أنه وعند التحدث مع الكفيف علينا أن نستدير وننظر باتجاهه وإن كان لا يرانا فهو يشعر ويعرف إن كنا نتحدث إليه وننظر باتجاهه من خلال اتجاه أصواتنا، كما أنه من غير اللائق التحدث إلى شخص مبصر دون النظر إليه فان ذلك ينطبق على الكفيف أيضا، كما يجب علينا ألا نقدم الكثير من المساعدات للكفيف وخاصة في الحالات التي يمكنه فيها من القيام بالعمل بمفرده فإذا قام الكفيف بأداء عمل بسيط معتمدا على نفسه فلا تنظر إليه باستغراب وكأن عمله معجزة وتقول له :" هل فعلت ذلك وحدك دون مساعدة " ، فانك تعامله وقتها وكأنه طفل .
وأوضحت المحاضرة أنه إذا قابل أحدنا كفيفاً في الطريق فلا يمسكن يده مباشرة ويجره فقد لا يحتاج إلى المساعدة وعلينا أولاً أن نعرض عليه المساعدة فإذا كان بحاجة إليها طلبها وإذا رفضها فهذا يعني أن بإمكانه الاعتماد على نفسه في هذا الأمر ويجب أن نشجعه على ذلك وإذا أردنا أن نرشد الكفيف إلى مكان ما فليس علينا أن نجره خلفنا جرا أو ندفعه أمامنا دفعا .