في اسرع وقتت ممكن
يرتبط الإنتاج الزراعي بقانون الغلة المتناقصة أي أن الإنتاجية تقلل بزيادة كثافة الزراعة واجهاد الأرض. على أنه في الجهات المتقدمة زراعيا" يمكن إيقاف ذلك باستخدام الدورات الزراعية الملائمة والمخصبات وتختلف الزراعة عن الإنتاج الصناعي إلى أن الإنسان لا يمكنه بسهولة تعديل أثر الضوابط الطبيعية للعمليات الزراعية المختلفة. ففي حالة الصناعة مثلا يمكن السيطرة على كميات ونوعيات الإنتاج ويمكن للإنسان زيادة سرعات الآلات ولكنه لا يمكن أن يتحكم في كميات ونوعيات الإنتاج الزراعي التي تخضع للضوابط الطبيعية، أي العوامل الطبيعية السيئة المؤثرة في الإنتاج الزراعي، وكل ما يمكن عمله هو التعديل من أثرها قليلا كمعالجة آثار الجفاف باستخدام مياه الري أو لكل التربات وتحسينها أو عمل المدرجات ….. الخ ولكن هذا يحتاج إلى رؤوس أموال وجهود كبيرة.
أهمية الزراعـــة:-
تهدف الزراعة مد الإنسان بالمواد الغذائية, وتوفير الخامات النباتية والحيوانية لمصانعه. وتتميز الزراعة بأنها حرفة عالمية وواسعة الانتشار الجغرافي. ويمكن الاستدلال علي أهمية الزراعة بعدة معايير مثل عدد العاملين فيها, كم الإنتاج منها, ومدي مساهمتها في التجارة الدولية وفي الدخل القومي.
فقد بلغ عدد سكان العالم سنة 2024 نحو 6,2 بليون نسمة, وصعب معرفة عدد العاملين في الزراعة بالعالم ,في حين انه يعتمد علي الزراعة وتربية الحيوان نحو 52% من سكان العالم ,ولكون عمال الزراعة 44% من جملة العمل في العالم فإنها تعد من أهم الحرف في العالم علي الإطلاق. ويتركز نحو 73% من سكان العالم الزراعيين في الشرق الأقصى, وحوالي 16% في أفريقيا, وتختلف نسبة الزراعيين من دولة لآخري فهي 57% في مصر و2%في المملكة المتحدة. ولا تتوقف كمية الإنتاج الزراعي علي عدد العاملين في الزراعة فالولايات المتحدة تساهم بنحو سدس الإنتاج الزراعي في العالم.
وتتناقص باستمرار نسبة العمالة الزراعية بالنسبة لجملة السكان في معظم دول العالم. فعلي سبيل المثال نقصت نسبتها في مصر من 70 % سنة 1947 إلي 31 سنة 1991 من جملة العاملين.ومازالت الزراعة تعاني في اغلب البلاد من ظاهرتي: البطالة, وعدم كفاءة كاملة ثم الهجرة من الريف للمدن.وهنا يثور تساؤل ما هو الحد الأمثل للسكان الزراعيين؟ ليست هناك إجابة سهلة لهذا السؤال فقد ترتفع النسبة إلي 76% كما في السودان وربما تنخفض إلي 2% كما هو الحال في الملكة المتحدة.
وفي ظل الإطار الحضاري الحالي يستدل من نسبة السكان الزراعيين في الدولة علي مدي تقدمها, فلو كانت النسبة منخفضة مثل ما في الدول الصناعية دلت علي التقدم. ولو كانت مرتفعة مثل من في الشرق الأقصى ومصر دلت علي التخلف. وتعتمد نسبة السكان الزراعيين في أي دولة علي الموارد الطبيعية والمناخ وغيرها من الأشياء. ويؤثر عدد العمل الزراعيين ونسبتهم من جملة قوى العمل علي الحالة الاقتصادية وعلي الزراعة في الدولة. ويحدد العمال الزراعيون نصيب الفلاح من الأرض الزراعية وبالتالي حجم الزراعة. وتؤثر العمالة الزراعية وحجم المزرعة ومدي اعتماد اقتصاد الدولة علي الزراعة في اختيار انسب المحاصيل.
وتدخل المنتجات الزراعية والحيوانية التجارة الدولية بكميات كبيرة. ولذلك يتزايد الاهتمام بالزراعة في كل دول العالم فتوضح خطط لتنميتها, ويتزايد باستمرار إنتاجها من المواد الغذائية والخامات.
العواملالطبيعية المؤثرة في الإنتاج الزراعي (ضوابط الإنتاج):
يتأثر نوع الإنتاج الزراعي وكميته وجودته بالعوامل الجغرافية الطبيعية من جانب وبقدرة الإنسان على استغلال وتحسين هذه العوامل الطبيعية وبالعوامل البشرية والاقتصادية من جانب آخر وتشمل أهم الضوابط الطبيعية: المناخ والتربة والسطح …. الخ إذ يحتاج كل نبات لنموه إلى ظروف طبيعية خاصة .
*وتختلف أهمية عناصر المناخ المختلفة حسب نوع النبات وتحدد درجات الحرارة نمو النبات عن طريق تحديدها لفصل الإنبات والجهات التي تقل درجات الحرارة بها عن50 درجة ف لادفأ شهور السنة لا تصلح للزراعة.
1)الحرارة: وله أهمية كبرى في تحديد إنتاج بعض الغلات والحصول على أقصى منفعة اقتصادية منها. وأدى هذا إلى ظاهرة التخصص الزراعي وارتباط المحاصيل ارتباطا" وثيقا" بدرجات الحرارة، فالأقاليم الاستوائية وشبه الاستوائية مثلا" لا تقل درجات الحرارة فيها طوال السنة عن 80 درجة ف (26)درجة م فتنخفض في إنتاج غلات معينة كالكاكاو والمطاط وجوز الهند والتوابل وقصب السكر وزيوت النخيل .
2) كمية التساقط: تؤثر كمية التساقط على نجاح الزراعة ومعدل نمو النبات خصوصا" إذا ما اقترنت بارتفاع درجات الحرارة ولذا يجب أن نعني بمعرفة العلاقة بين كميات الأمطار وارتفاع نسبة الرطوبة والإنتاج الزراعي وأن تلم بالأمور التالية:1
1)كمية الأمطار السنوية: تختلف الاحتياجات المائية للنبات والمحاصيل المختلفة. فمثلا" خط 23 بوصة (58 سم) في السنة هو الحد الغربي لانتاج القطن في الولايات المتحدة بينما يحتاج محصول الأرز إلى ما يتراوح بين 40 ، 80 بوصة من الأمطار تبعا"لاختلاف العروض التي يزرع بها.
2) التوزيع الفصلي للأمطار: تساعد على سرعة نمو النبات كأمطار الشتاء بالنسبة لمحاصيل القمح والشعير ولهذا أهمية كبرى في الإنتاج الزراعي بل انه أهم بكثير من معرفة كمية الأمطار السنوية.
3)الأثر الفعلي للأمطار (الرطوبة الناجمة): أي القيمة الفعلية للرطوبة أي علاقتها بدرجات الحرارة ومعدل البحر وتختلف احتياجات النبات من المياه حسب درجات الحرارة ، ففي العروض العليا حيث لا تشتد الحرارة صيفا" ولا تكون الرياح شديدة الجفاف فان ما يفقده النبات من رطوبة بواسطة النتح أقل مما يفقده النبات في العروض السفلى حيث تعظم درجات الحرارة.
4) مدى التغير في كمية الأمطار: تتعرض الأقاليم الحدية أي التي تقع على الحدود شبه الجافة لبعض الأقاليم الزراعية لموجات من الجفاف تؤدي إلى حدوث كوارث اقتصادية ولكن المساحات الزراعية بها قد تزداد تبعا" لازدياد كمية الأمطار المتساقطة.
3) الضوء: يؤثر الضوء على عملية التمثيل الكلوروفلي التي يمكن بواسطتها تحويل الأملاح والمعادن الذائبة والتي يمتصها النبات من التربة إلى عناصر غذائية تعمل على نمو النبات، ويمكن إتمام نضج القمح الربيعي بها في فصل الصيف الشمالي القصير كما هو في السويد والنرويج.
4)الثلج: سقوط الثلج في حد ذاته لا يعرقل نمو النبات ولكن تراكم الثلج وتحوله إلى جليد بفعل الضغط يقضي على الزراعات المختلفة.
5)غطاء السحب والندى:تحتاج بعض النبات في بدء نموها إلى غطاء واق من السحب كالبن الذي تجود زراعته على الهضاب في الأقاليم الموسمية وقد تساعد ظاهرة الندى في بعض الجهات شبه الصحراوية الساحلية على مد المحاصيل بجزء من حاجتها من المياه بدلا" من الاستعانة بمياه الري.
6-التربة الطبقة السطحية التي يثبت فيها النبات جذوره ويمتص منها الغذاء والماء. تعد خصوبة التربة و مساميتها من أهم العوامل التي يتوقف عليها نجاح الزراعة وجودة الغلات، ومن أهم المشاكل التي تواجه المزارع المحافظة على التربة ومنع تعرضها للتعرية والإبقاء على خصوبتها وتعويض ماتفقده من أملاح ومعادن.
7)السطح: يساعد استواء السطح على إنشاء قنوات الري والصرف في الجهات التي تعتمد على مياه الأنهار والمياه الجوفية كما يساعد على إنشاء طرق النقل والخطوط الحديدية التي يعتمد عليها التسويق ومد الأرض بما تحتاجه من مخصبات والزراع بحاجتهم من المنتجة.
العوامل الاقتصادية"البشرية"في الزراعة:
$ السوق: إن تكلفة النقل للسوق تؤثر عادة على قوة المنافسة للإنتاج الزراعي، فالجهات البعيدة من السوق تزرع عادة غلات تتحمل تكلفة النقل إلى الأسواق.
$ تسهيلات النقل:الجهات البعيدة جدا" عن الأسواق والتي لا تتوافر فيها تسهيلات النقل فيتعذر قيام الزراعة لأغراض تجارية.
$ الأيدي العاملة: وتحدد القوى العاملة طبيعة الزراعة فتحتاج بعض المحاصيل إلى الأيدي العاملة المتخصصة التي تعرف العلاقة الوثيقة بين التربة والفصول الزراعية والمحاصيل وتطبق الأساليب الزراعية الخاصة بإنتاجها مما له الأثر الكبير بإنجاحها.
$ رأس المال: أصبحت الزراعة الميكانيكية الحديثة تعتمد على كثافة رأس المال سواء في شراء الآلات الميكانيكية أو المخصبات .
$ السياسة الاقتصادية للدولة:تؤثر السياسات تأثيرا" بالغا" في الاتجاهات والأنماط وكذلك في بعض الأخطار كالكساد والحروب والفيضانات مما له من أثر على نفسية الفلاح.
*المساحات الصالحة للزراعة في العالم:تتوقف في القدرة على إنتاج الغذاء ويمكن القول بصفة عامة أن الأقاليم الجافة لا تصلح للزراعة وأن الأقاليم التي تغزر فبها الأمطار جدا" ولا يوجد بها فصل جفاف لا تصلح تماما" للزراعة الناجحة .
أنواع وأنماط الإنتاج الزراعي
$ تقيم أنواع الزراعة بحسب مساحة الأراضي الزراعية التي يزرعها الفرد إلى:-
(أ) زراعة كثيفة
(ب) زراعة واسعة ، وعلى أساس الضوابط المناخية وكميات المياه إلى:-
1) زراعة رطبة
2) زراعة على مياه الري
3) زراعة جافة وعلى أساس نظم الزراعة إلى:-
أ) زراعة المحصول الواحد
ب) زراعة محصولين
ج) الزراعة المتعددة المحاصيل وعلى أساس حجم الإنتاج والأسواق إلى:
1) زراعة بدائية:
أ- زراعة بدائية متنقلة لسد القوت.
ب- زراعة بدائية مستقرة.
2) زراعة تجارية.
3) زراعة علمية واسعة.
وعلى الأساس الإقليمي إلى:
أ-زراعة موسمية. ب- زراعة بحر المتوس. ج-زراعة مختلطة. د- زراعة مدارية علمية ( تقوم بها الشركات ).
ويمكن تقسيمها بحسب نوع المحاصيل إلى:- زراعة غلات الحقل.-زراعة البساتين:
&خضر &فاكهة
ويمكن تقسيمها بحسب نوع الحيوان الزراعي إلى: -تربية الحيوان أغنام وأبقار وخنازير.
-إنتاج الألبان.-إنتاج الدواجن.-عسل النحل.-تربية دود القز
$.يمكن تقسيم الزراعة والإنتاج الزراعي إلى الأنواع الآتية:-
1) زراعة المحاصيل المختلفة.
2) الزراعة البدائية والعلمية
2) الزراعة على المطر والري بالمياه الجوفية أو السطحية أو الرفع بواسطة المضخات
3) الزراعة الواسعة أو الكثيفة.الزراعة المعتمدة على راس المال ولأيدي العاملة.
4) الزراعة التي تقوم بها الأسرة ، الفرد ، الجماعية ، القبلية والحكومية.
5) زراعة المحاصيل السنوية والشجرية الدائمة.
6) الزراعة المعتمدة على الإجراء والمستأجرين أو المشاركة.
7) الزراعة لسد القوت والاكتفاء الذاتي والزراعة النقدية التجارية والزراعة التي تجمع بين
النوعين.
8) زراعة المحصول الواحد – الزراعة المختلطة ( زراعة + حيوان (.
الـــخــــاتــمــــــــــــــــة
الحمد لله رب العالمين، الذي أعانني على إتمام هذا البحث، فقد حاولت في هذا البحث التعرف على الزراعة من حيث طبيعتها والعوامل المؤثرة عليها والمجال الاقتصادي بها وأخيرا أنواعها .
فأن للزراعة أهمية كبيرة في حياتنا كمصدر رزق وكغذاء وغيرها.
فهناك الكثير من الأراضي ضعيفة الخصوبة أو عدميتها نجح الإنسان في زيادة إنتاجيتها كالهولنديين.
فيجب علينا الاهتمام بها وعدم الإسراف فيها فقال تعالى: " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا "
..صدق الله العظيم .
ماقصرت
جزاك الله خير
..