الغزو الثقافي والفكري
د.حسين المناصرة
إن القول بأن " الغزو الثقافي والفكري " تعبير عن الوهم أو الرسوخ لـ" نظرية المؤامرة في الأذهان" قول يفضي بطريقة أو بأخرى إلى براجماتية نرجسية تمارسها بعض الفئات النخبوية ( الإنتلجنسيا ) لتخليص ذواتها من عقد ذنبية ما تجاه الكينونات المبتذلة حضاريا في تسميات " العالم الثالث ".. فالغزو الثقافي والفكري ( وبالتالي الغزو الاقتصادي) من أهم سمات " هيمنة الحضارة الحديثة الصناعية !! " التي كرسها" النموذج السوبرماني العسكرتاري الغربي " ضمن تخطيط مؤامراتي عالمي لعبت فيه – وما زالت تلعب – الصهيونية العالمية – بالنسبة لقضايانا المصيرية تحديدا – الدور الحاسم في رسم الخريطة الشرق أوسطية المفككة المتنازعة والمهمشة المستهلكة ..
فالغزو الثقافي والفكري الحديث من أخطر الإشكاليات " الغزوية " على ممر التاريخ البشري ، وذلك لسبب بسيط وهو أن الخسائر التي تحدث عادة فيه أعمق بكثير من الغزو العسكري مثلا ، أو من الغزو الاقتصادي ،أو حتى الغزو الاستيطاني ، لأن مثل هذه السياقات من الغزو تفترض أن يحدث في مقابلها ردة فعل مقاومة لإنهاء الغزو الطارئ المحدد ، كما حدث محليا في مواجهة الغزوات الصليبية، والغزوات التتارية ، والاستعمارين البريطاني والفرنسي لبعض البلاد العربية حديثا ، أو المواجهة الدائمة – منذ مطلع هذا القرن – للاستيطان الإسرائلي ..لكن الغزو الثقافي والفكري يتمتع باستلاب حقيقي للجبهة المقاومة ، بحجة غيابه عدوا مباشرا ماديا !!
ولعل الحقيقة المرة هي أن ثقافتنا الكلية في زمكانيتها المعاصرة تعاني من تكريس لنماذج التبعية الثقافية،وهو تكريس ينجز بالتالي غبن الذات عندما يحررها ضميرها " الجمعي" المشوه – ادعاء ومزايدة- من التبعية للآخر ، ومثل هذا الغبن لا يمكن أن يثبت أو يبرهن نفسه على المستوى الإنتاجي الوقائعي ، لأنه في جوهره لا يتجاوز لغة شعارية استهلاكية محلية " يطبطب بها على الآلام ، وترثي بها الهزائم وتنتج بها الانتصارات الوهمية الحاضرة .. ، أو أن تكثف اللغة الشعارية من استعادة التاريخ المجيد لتغييب الحاضر المهمش، وتعميق الاستكانة واللامسئولية !!
ومن السهل علينا – إذن – أن نبكت الذات (بطريقة مازوخية ) ..أو نبلدها ( بطريقة ديماغوجية)…لكننا في حقيقة أمرنا وأمر ثقافتنا بحاجة ماسة إلى البحث عن المخرج ، إلى إيجاد الوسائل التي تمكننا من تحدي الآخر ، إلى رعاية الذات لا تدميرها ، إلى تحقيق متوالية الانتصارات للحد من متوالية الهزائم ..كيف يتم تحقيق مثل هذه الأشياء وغيرها ؟!! ستكون الإجابة محك أي مقاربة ثقافية منجزة ..
وفي ضوء ما سبق لا يمكنني وضع السياق الثقافي المجابه المتكامل نظريا من وجهة نظر فردية تختزن الوعي الثقافي الجمعي ، لذلك سأشير إلى بعض المحاور التي أراها مهمة في الخروج من المأزقية الراهنة .. منها : التحول من بنية الاستهلاك إلى بنية الإنتاج ، وتعميق الوعي الثقافي بتربية دينية ووطنية منفتحة على الموروث والآخر، ومحاولة تشييع ودفن الشوفونيات الإقليمية والانتحارية، وتشييد روح الثقة والتواصل بين الفرد وسياقه المؤسساتي ، وتمكين المؤسسات المحلية الإنتاجية (الرسمية والخاصة ) من ممارسة إنجازاتها بثقة في فضاءات
خاماتها المختلفة ، وصياغة ثقافة إعلامية إنتاجية تبني حركية اجتماعية اقتصادية ثقافية … متوازنة ذاتيا وموضوعيا …وتشجيع روح المغامرة والتجريب والدينامية لتوليد بنية اجتماعية محلية قادرة على القيام بمهامها الاستراتيجية والتكتيكية دولة وأفرادا، متخذين من القرآن الكريم منهجة للحياة ، ومن الآخر ( التجربة اليابانية على سبيل المثال ) منهجة للتكنيك والتقنية ..
فإذا كان الآخر يمتلك كثافة في وسائله الغازية ، ويمتلك مشاريعه التآمرية الموجهة نحونا ..فإن المسئولية تقع علينا أولا وأخيرا ،فالفرق كبير بين الغزو الثقافي وبين المثاقفة ، والفرق كبير أيضا بين أن يلعب الآخر بثلاث ورقات، وبين أن نجمد سبعة وتسعين ورقة لا نلعب بها !!.
إن القول بأن " الغزو الثقافي والفكري " تعبير عن الوهم أو الرسوخ لـ" نظرية المؤامرة في الأذهان" قول يفضي بطريقة أو بأخرى إلى براجماتية نرجسية تمارسها بعض الفئات النخبوية ( الإنتلجنسيا ) لتخليص ذواتها من عقد ذنبية ما تجاه الكينونات المبتذلة حضاريا في تسميات " العالم الثالث ".. فالغزو الثقافي والفكري ( وبالتالي الغزو الاقتصادي) من أهم سمات " هيمنة الحضارة الحديثة الصناعية !! " التي كرسها" النموذج السوبرماني العسكرتاري الغربي " ضمن تخطيط مؤامراتي عالمي لعبت فيه – وما زالت تلعب – الصهيونية العالمية – بالنسبة لقضايانا المصيرية تحديدا – الدور الحاسم في رسم الخريطة الشرق أوسطية المفككة المتنازعة والمهمشة المستهلكة ..
فالغزو الثقافي والفكري الحديث من أخطر الإشكاليات " الغزوية " على ممر التاريخ البشري ، وذلك لسبب بسيط وهو أن الخسائر التي تحدث عادة فيه أعمق بكثير من الغزو العسكري مثلا ، أو من الغزو الاقتصادي ،أو حتى الغزو الاستيطاني ، لأن مثل هذه السياقات من الغزو تفترض أن يحدث في مقابلها ردة فعل مقاومة لإنهاء الغزو الطارئ المحدد ، كما حدث محليا في مواجهة الغزوات الصليبية، والغزوات التتارية ، والاستعمارين البريطاني والفرنسي لبعض البلاد العربية حديثا ، أو المواجهة الدائمة – منذ مطلع هذا القرن – للاستيطان الإسرائلي ..لكن الغزو الثقافي والفكري يتمتع باستلاب حقيقي للجبهة المقاومة ، بحجة غيابه عدوا مباشرا ماديا !!
ولعل الحقيقة المرة هي أن ثقافتنا الكلية في زمكانيتها المعاصرة تعاني من تكريس لنماذج التبعية الثقافية،وهو تكريس ينجز بالتالي غبن الذات عندما يحررها ضميرها " الجمعي" المشوه – ادعاء ومزايدة- من التبعية للآخر ، ومثل هذا الغبن لا يمكن أن يثبت أو يبرهن نفسه على المستوى الإنتاجي الوقائعي ، لأنه في جوهره لا يتجاوز لغة شعارية استهلاكية محلية " يطبطب بها على الآلام ، وترثي بها الهزائم وتنتج بها الانتصارات الوهمية الحاضرة .. ، أو أن تكثف اللغة الشعارية من استعادة التاريخ المجيد لتغييب الحاضر المهمش، وتعميق الاستكانة واللامسئولية !!
ومن السهل علينا – إذن – أن نبكت الذات (بطريقة مازوخية ) ..أو نبلدها ( بطريقة ديماغوجية)…لكننا في حقيقة أمرنا وأمر ثقافتنا بحاجة ماسة إلى البحث عن المخرج ، إلى إيجاد الوسائل التي تمكننا من تحدي الآخر ، إلى رعاية الذات لا تدميرها ، إلى تحقيق متوالية الانتصارات للحد من متوالية الهزائم ..كيف يتم تحقيق مثل هذه الأشياء وغيرها ؟!! ستكون الإجابة محك أي مقاربة ثقافية منجزة ..
وفي ضوء ما سبق لا يمكنني وضع السياق الثقافي المجابه المتكامل نظريا من وجهة نظر فردية تختزن الوعي الثقافي الجمعي ، لذلك سأشير إلى بعض المحاور التي أراها مهمة في الخروج من المأزقية الراهنة .. منها : التحول من بنية الاستهلاك إلى بنية الإنتاج ، وتعميق الوعي الثقافي بتربية دينية ووطنية منفتحة على الموروث والآخر، ومحاولة تشييع ودفن الشوفونيات الإقليمية والانتحارية، وتشييد روح الثقة والتواصل بين الفرد وسياقه المؤسساتي ، وتمكين المؤسسات المحلية الإنتاجية (الرسمية والخاصة ) من ممارسة إنجازاتها بثقة في فضاءات
خاماتها المختلفة ، وصياغة ثقافة إعلامية إنتاجية تبني حركية اجتماعية اقتصادية ثقافية … متوازنة ذاتيا وموضوعيا …وتشجيع روح المغامرة والتجريب والدينامية لتوليد بنية اجتماعية محلية قادرة على القيام بمهامها الاستراتيجية والتكتيكية دولة وأفرادا، متخذين من القرآن الكريم منهجة للحياة ، ومن الآخر ( التجربة اليابانية على سبيل المثال ) منهجة للتكنيك والتقنية ..
فإذا كان الآخر يمتلك كثافة في وسائله الغازية ، ويمتلك مشاريعه التآمرية الموجهة نحونا ..فإن المسئولية تقع علينا أولا وأخيرا ،فالفرق كبير بين الغزو الثقافي وبين المثاقفة ، والفرق كبير أيضا بين أن يلعب الآخر بثلاث ورقات، وبين أن نجمد سبعة وتسعين ورقة لا نلعب بها !!.
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9
للــرفــــع
..