أبي بحث او موضوع عن أي درس فالاسلاميه بس يكون من الدرووس الأولى ..
والسمووحه
قال النووي في شرح صحيح مسلم: قال العلماء رحمهم الله “معنى حلاوة الإيمان: استلذاذ الطاعات، وتحمل المشقات في رضى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإيثار ذلك على عرض الدنيا”.. قال الحافظ في الفتح: “وفي قوله (حلاوة الإيمان) استعارة تخيلية، شبه رغبة المؤمن في الإيمان بشيء حلو، وأثبت له لازم ذلك الشيء، وأضافه إليه، وفيه تلميح إلى قصة المريض والصحيح؛ لأن المريض الصفراوي يجد طعم العسل مرّاً، والصحيح يذوق حلاوته على ما هي عليه، وكلما نقصت الصحة شيئاً ما، نقص ذوقه بقدر ذلك”.
ان الإيمان شجرة طيبة قال تعالى: “أَلَمْ ترَ كَيفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيبَةً كَشَجَرةٍ طَيبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُل حِينٍ بِإِذْنِ رَبهَا”. (إبراهيم 24-25)
قال ابن عباس في تفسير الآية: (كَلِمَةً طَيبَةً) شهادة أن لا إله إلا الله (كَشَجَرةٍ طَيبَةٍ) المؤمن (أَصْلُهَا ثَابِتٌ) بقول: لا إله إلا الله في قلب المؤمن (وَفَرْعُهَا فِي السمَاء) يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء. وهكذا قال الضحاك وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغير واحد. (تفسير ابن كثير 2/531).
وليعلم أن شجرة الإيمان تحتاج إلى تعاهد وسقي، يقول ابن القيم في “إعلام الموقعين”: (ومنها أن الشجرة لا تبقى حية إلا بمادة تسقيها وتنميها، فإذا قطع عنها السقي أوشكت أن تيبس، فهكذا شجرة الإيمان في القلب إن لم يتعهدها صاحبها بسقيها كل وقت بالعلم النافع والعمل الصالح والعود بالتذكر على التفكر، والتفكر على التذكر وإلا أوشكت أن تيبس)، وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الإيمان يخلق في القلب كما يخلق الثوب فجددوا إيمانكم”، وبالجملة فالغرس إن لم يتعهده صاحبه أوشك أن يهلك، ومن هنا تعلم شدة حاجة العباد إلى ما أمر الله به من العبادات على تعاقب الأوقات، وعظيم رحمته، وتمام نعمته، وإحسانه إلى عباده بأن وظفها، وجعلها مادة لسقي غراس التوحيد الذي غرسه في قلوبهم. ومنها أن الغرس والزرع النافع لا بد أن يخالطه دغل ونبت غريب. ليس من جنسه، فإن تعهده ربه ونقاه وقلعه حمل الغرس والزرع، واستوى وتم نباته، وكان أوفر لثمرته وأطيب وأزكى.. فالمؤمن دائماً سعيه في شيئين: سقي هذه الشجرة، وتنقية ما حولها، فبسقيها تبقى وتدوم، وبتنقية ما حولها تكمل وتتم.
وماقصرتي